الحساسية ضد الأدوية: رد فعل خاطئ لجهاز المناعة

الحساسية ضد الأدوية: رد فعل خاطئ لجهاز المناعة
الحساسية ضد الأدوية: رد فعل خاطئ لجهاز المناعة

 

عمّان- تحدث الأعراض التحسسية ضد دواء معين عندما يتعامل جهاز المناعة معه بشكل خاطئ وكأنه مادة مسببة للمرض. ويستثنى من هذا الحساسية ضد الأسبيرين، حيث إن لها كيفية أخرى، حسبما أشار إليه موقع www.mayoclinic.com ، الذي أوضح أيضا أن رد فعل جهاز المناعة هذا هو إجمالا نفس العملية التي يقوم بها عند تعرض الجسم لغبار الطلع أو لسمّ بعض الحشرات أو للفول السوداني، على سبيل المثال، لدى من يتحسسون منه.

اضافة اعلان

الفرق بين الحساسية ضد دواء معين وبين أعراضه الجانبية

تعتبر جميع الأدوية عرضة للتسبب بأعراض جانبية. ويحدث عديد من هذه الأعراض بسبب تأثيرات معلومة ومتوقعة للدواء على الجسم. أما الحساسية ضد الأدوية، فهي أقل شيوعا بدرجة كبيرة، كما وأنها تعتبر رد فعل غير متوقع لجهاز المناعة.

‏ويقع البنسلين والمضادات الحيوية الأخرى ضمن أكثر الأدوية المسببة للأعراض التحسسية. كما أن الأدوية التي تعطى عن طريق الحقن أو عن طريق الوضع على الجلد، كالمراهم، تعتبر أكثر تسببا لتلك الأعراض مقارنة بالأدوية التي تعطى عن طريق الفم.

الأعراض

قد تظهر الأعراض التحسسية بعد استخدام الدواء بمدة قد تصل إلى ثلاثة أسابيع. وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:

-     ظهور بقع حمراء مرتفعة عن الجلد ومثيرة للحكة (شرى).

-     ظهور طفح أحمر ومنتفخ على الجلد (التهاب جلدي).

-     الحكة.

-     ظهور انتفاخ عميق في الجلد، خصوصا بجانب العينين والشفتين.

-     الأزيز التنفسي البسيط إلى المتوسط.

وتجدر الإشارة إلى أن البعض يصاب بفرط الحساسية، أو ما يسمى بالعوار anaphylaxis‏.

وعادة ما تظهر أعراض هذه الحالة، والتي تعتبر مهددة للحياة إن لم يتم علاجها بالشكل والوقت المناسبين، بعد عدة دقائق إلى عدة ساعات من الحصول على الدواء المسبب لها. وتتضمن أعراضها ما يلي:

-     صعوبة التنفس.‏

-     الأزيز التنفسي.

-     الشرى الذي عادة ما يصيب أجزاء متعددة من الجسم في هذه الحالة.

-     انتفاخ الوجه.

-     الدوار أو الإغماء.

-     ضعف النبض أو تسارعه.

-     انخفاض ضغط الدم.

-     الخفقان.

-     الغثيان مع أو من دون الاستفراغ.

-     الإسهال.

العلاج

يعتبر فرط الحساسية حالة طبية طارئة تستلزم التدخل الطبي السريع؛ حيث يتم إعطاء المصاب حقنة من الكظرين (الأدرينالين)، المعروف أيضا بالإبينيفرين، وذلك لفتح المجاري التنفسية ورفع ضغط الدم. كما وقد يلزم أيضا علاج المصاب بالكورتيزون وبمضاد هيستامين عبر الوريد، وذلك لعلاج الأعراض الالتهابية للمجرى التنفسي، والتي تشمل الانتفاخ، الأمر الذي يؤدي إلى تحسين القدرة على التنفس.‏

أما عن علاج رد الفعل التحسسي الذي لا يعتبر مهددا للحياة، فهو يبدأ بإيقاف الدواء المسبب له. وتتضمن العلاجات الأخرى له؛ أي لرد الفعل التحسسي، ما يلي:

-     مضادات الهيستامين، وذلك لعلاج الشرى والحكة.

-     الستيرويدات القشرية الموضعية، وذلك لعلاج الحكة.

-     حبوب الستيرويدات القشرية، وذلك لعلاج الانتفاخ والشرى والأعراض الالتهابية.

الوقاية

يعتبر الابتعاد عن الأدوية التي يتحسس الشخص منها وما يشابهها كيميائيا هو أفضل أسلوب وقائي من الحساسية، إلا أن هناك حالات لا بد فيها من استخدام ذلك الدواء. وفي هذه الحالة، يقوم اختصاصي الحساسية بوضع المصاب تحت الملاحظة الدقيقة في العيادة أو المستشفى وإعطائه الدواء بجرعة صغيرة جدا وغير كافية لإحداث رد فعل تحسسي، ثم يقوم بزيادة الجرعة تدريجيا إلى أن يصل إلى الجرعة المطلوبة للعلاج.

الحساسية ضد الإسبيرين

يصاب البعض بأعراض مشابهة لرد الفعل التحسسي عند استخدام الإسبيرين أو الأدوية المشابهة له، وهي مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، والتي تتضمن الأيبيوبروفين المعروف تجاريا بالبروفين، والنابروكسين المعروف تجاريا بالأليف، إلا أن جهاز المناعة لا يكون المسؤول عن ذلك، وإنما يكون السبب هو عرض جانبي أثر بشكل سلبي على تنظيم الجسم لرد الفعل ضد الالتهاب.

وتتضمن أعراض رد الفعل هذا ما يلي:

-     الاحتقان الأنفي.

-     الطفح.

-     الشرى.

-     الأزيز التنفسي أو السعال.

-     فرط الحساسية.

ليما علي عبد

مساعدة صيدلاني

[email protected]