الحسن يدعو قادة العالم إلى تطوير آليات ترتكز على الزكاة لإعانة الفقراء

عمان -الغد - سادت القمة الثالثة المسيحية الإسلامية في العاصمة الايطالية روما، روح المحبة والأخوة والرغبة الصادقة برفع مستوى الانسجام والتفاهم في المجتمعات الإنسانية بين اتباع الديانات.اضافة اعلان
وانطلقت القمة التي حملت عنوان "المسيحيون والمسلمون: مؤمنون يعيشون في المجتمع" أول من أمس، برعاية من المجلس البابوي للحوار بين الأديان، وحضرها رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية ورئيس مؤسسة البحوث والحوار بين الديانات والثقافات سمو الأمير الحسن بن طلال، ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان نيافة الكاردينال جانلويتوران، ومدير الدراسات الإسلامية في أكاديمية العلوم الإيرانية آية الله سيد مصطفى داماد، ونيافة المطران جون برايس ونتشين، والمطران الثامن الأنجليكاني في واشنطن، إلى جانب خبراء ورجال دين وأكاديميين متخصصين في الحوار بين أتباع الأديان والمذاهب.
وفي مستهل القمة تحدث الأمير الحسن عن أهمية الحوار، واحترام التنوع والتعددية وتعزيز المشترك وتقبل الآخر، واحترام الاختلاف، وتعظيم الجوامع واحترام الفوارق.
وأمل سموه "من قادة العالم أن يطوروا ويعززوا آليات ترتكز على الإيمان، كالزكاة في سبيل إعانة الفقراء حول العالم، بغض النظر عن العرق أو الدين".
وفي إطار تجمع أمم العالم، لاستكمال أجندة التنمية بعد العام المقبل، دعا سمو الأمير الحسن قوى الإيمان الضاغطة التي ما تزال قوية على امتداد العالم للسعي من أجل ضمان الكرامة البشرية التي هي في مقدمة جميع جهود التنمية.
وفي هذا السياق، التقى قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول بالمؤتمرين في الفاتيكان، في إشارة منه إلى دعمه وتقديره لأهمية القمة، خاصة وأنها تنعقد في ظروف استثنائية، ارتفع فيها خطاب الكراهية والعنف.
كما ألقى أكاديميون ورجال دين ومفكرون، خطابات عززت أهمية الحوار بين أتباع الأديان والمذاهب، وأكدت على اتخاذ خطوات عملية لتهيئة الظروف المناسبة لبناء الثقة والعيش المشترك في المجتمعات.
ووقع رؤساء الوفود "نداء عمل"، دعوا فيه الى نشر السلام ومحاربة التطرف والتعصب الديني عبر التعليم والتعاون بين منظمات غير حكومية مسلمة ومسيحية في مناطق الأزمات.
وأعلنوا رغبتهم في تطوير تعليم الشباب وتعريفهم بمختلف الأديان والزيارات المشتركة لمناطق النزاعات، وإنشاء شبكة تعاون مؤسسي بين منظمات غير حكومية مسلمة ومسيحية.
وخلصت القمة في ختام أعمالها لخطة، اشتملت على مساعدة الشباب وتنمية ثقافة المشاركة والأخلاق الحميدة، وتعزيز التعاون في مجال المساعدة الإنسانية والتنمية، ومعالجة مشكلات الفقر والمرض وتأمين الاحتياجات الإنسانية وبناء شبكة تعاون بين مؤسسات العون والتنمية المسيحية والمسلمة.
وتبنت الخطة، نداء للسلام في العالم، وبشكل خاص، لسلام عادل وشامل في مدينة القدس والأرض المقدسة كلها، التي تتبنى الديانات الإبراهيمية الثلاث، كما تشهد على الوحدة والتنوع وتحمل رسالة الحوار والعيش المشترك والاحترام.
ودعت الخطة لتسجيل التقدم الذي أحرز في مشاركة المرأة في الحوار بين أتباع الديانات، والاعتراف بدورها الأساسي في بناء السلام في المجتمعات وعلى المستويات كافة، مدينة استغلال الدين والمصطلحات الدينية، لتبرير الأعمال الظالمة باسم الدين وإضفاء الشرعية عليها.
وناقشت القمة خلال يومين تحديات التراث الديني وكيفية تعزيز ثقافة قبول الآخر في المجتمعات، مؤكدة على بناء وتعليم ثقافة السلام والانسجام عبر التعاليم الدينية.
ويتوقع عقد القمة المقبلة في طهران، بينما عقدت القمتان السابقتان في واشنطن وبيروت.