الحظ يحالف باتون ويتخلى عن هاميلتون هذا الموسم

الحظ يحالف باتون ويتخلى عن هاميلتون هذا الموسم
الحظ يحالف باتون ويتخلى عن هاميلتون هذا الموسم

فورمولا 1

لندن- جاءت نجاحات البريطاني جنسون باتون مع اخفاقات مواطنه لويس هاميلتون لتمنح بطولة العالم للفورمولا 1 للسيارات هذا الموسم قصة رائعة كان البعض سيعتبرها مجرد خيال اذا ما ظهرت على السطح في نفس الوقت من العام الماضي.

اضافة اعلان

وحصد باتون ثلاث نقاط فقط الموسم الماضي مقابل 98 نقطة لهاميلتون سائق ماكلارين الذي اصبح اصغر بطل للعالم في تاريخ سباقات الفورمولا.

لكن هذا الامر اختلف على نحو غير متوقع ليأتي باتون سائق براون جي.بي هذا الموسم وينفرد بصدارة الترتيب العام للسائقين بعد عروض مبهرة.

وبعدما بدا انه موجود على قائمة المستبعدين من سباقات الفورمولا قبل ستة اشهر عندما اعلن الصانع الياباني هوندا انسحابه من بطولة العالم انتفض باتون بقوة مع براون ليتصدر عناوين الاخبار في هذه الرياضة.

وامام جماهير بلاده على حلبة سيلفرستون مطلع الاسبوع القادم قد يتمكن باتون من ان يصبح اول سائق بريطاني يحقق سبعة انتصارات في اول ثمانية سباقات من الموسم وهو انجاز حققه السائق الالماني المعتزل مايكل شوماخر مع فريق فيراري عام 2004.

وخاض باتون 153 سباقا قبل اذار (مارس) الماضي حقق خلالها انتصارا واحدا وهو ما يزيد من وقع مفاجأة الموسم الحالي.

والامر المفاجيء ايضا هو حصول هاميلتون على تسع نقاط فقط حتى الان هذا العام بعدما قدم موسمين رائعين.

ولبعض الناس يعطي هذا الامر دليلا آخر على ان الفورمولا 1 تعتمد كليا على السيارة حتى وان كانت جديدة مثل التي يستخدمها باتون.

وقال الايطالي يارنو ترولي سائق تويوتا لرويترز مؤخرا "انا سعيد من اجل باتون فهو انسان لطيف ويستحق هذا. لم يحصل على اي فرصة من قبل والان يملك الفرصة ويستغلها."

واضاف "هذا يوضح مدى اهمية السيارة في هذا المجال. هذا العام حتى الان تتضح مدى اهمية الفريق والسيارة في مشوار السائق. ليس اكثر من هذا."

ويملك باتون ردا جاهزا على من يقللون من اهمية انجازه قائلا "عندما يلعب المرء ضمن فريق لكرة القدم فانه لا يقول كم يساوي حارس المرمى او المدافع او المهاجم."

واضاف "انه مجهود الفريق وهذا هو حال الفورمولا 1. انا من يقود السيارة لكن هناك 400 شخص اخرين يشتركون في صناعتها وتجميع اجزاءها ونحن نعمل معا."

ولم يتمكن باتون من الكشف عن مواهبه امام الجماهير على الاقل العام الماضي لان فريق هوندا كان غير قادر على المنافسة بشكل كبير وانسحب من البطولة غير مأسوف عليه.

وفي العام الحالي حصل باتون على السيارة اللازمة من اجل ابراز مواهبه ليصبح مثل الزهور الصحراوية التي تتفتح اوراقها مرة كل عقد من الزمان.

وقال البريطاني ديمون هيل بطل العالم في 1996 "جنسون كان سائقا استثنائيا في السابق واعتقد ان المرء يفقد هذا التألق والنشاط عندما تكون الامور صعبة. لكنه عاد الى التألق الان ويستعيد نشاطه."

وكل نجاح ينقل باتون الى مستوى آخر ويجعله اكثر تركيزا وتصميما وثقة ودخل الى هذه المرحلة الذهنية التي ينتقل فيها الى افاق جديدة مع كل خطوة.

وكانت الموهبة موجودة دائما مثلما هي مع هاميلتون ايضا وبعد تسعة مواسم في الفورمولا 1 يملك باتون النضج والبصيرة النافذة لاستغلال افضل ما في الامر.

ويملك باتون الان حظوظا جيدة في تقديم نفسه وهو في اعلى مستوياته مع سيارته الرائعة التي تتجاوب بامتياز مع طريقته السلسة في القيادة كما ان اقرب منافسيه هذا الموسم هو البرازيلي روبنز باريكيلو زميله في براون لكنه يبتعد بفارق 26 نقطة عن الصدارة.

وكانت المقارنات مع شوماخر ستصبح مثارا للسخرية العام الماضي بعدما تركزت الاضواء على هاميلتون لكن الحال ليس كذلك الان.

ويرى البريطاني روس براون مدير فريق براون والذي قاد شوماخر لجميع القابه السبعة في بطولة العالم مع بنيتون وفيراري انه توجد أوجه شبه كثيرة بين السائق الالماني المعتزل وباتون.

وقال براون "كي اكون صريحا انا مستمر في الشعور بالانبهار. في العام الماضي شاهدت لمحات قليلة من موهبة باتون لكن لم اتبين حقيقة الامر برمته في ظل تلك الظروف الصعبة."

واضاف "الان ارى ما يستطيع جنسون فعله. هذا الامر حجبته عنا السيارة الضعيفة التي كانت معنا العام الماضي واعتقد ان الاستمرار في المعاناة لمدة عامين مع سيارة ضعيفة يبعد تفوق السائق."

واكد براون ان طبيعة باتون الهادئة التي تحجب عن الناس شخصية أكثر تصميما وصلابة تختلف عن شوماخر.

وقال "لكن هناك العديد من اوجه الشبه بالنظر لالتزامهما وتصميمهما وقدرتهما على تقديم اشياء مميزة عندما يكون الفريق في حاجة لذلك."

واضاف "جنسون يملك تركيزا عاليا وتصميما شديدا ودقة كبيرة. انه يتحدث عبر الهاتف مع المهندس الخاص به اغلب فترات اليوم للحديث عن السيارة."

وتابع "اعتقد ان السباقات والسيارة يستحوذان على تفكير باتون كل يوم وربما لم يكن يحدث هذا العام الماضي. وهذا ما كانت تسير عليه الامور مع شوماخر."

وفاز هاميلتون بسباق بريطانيا العام الماضي على حلبة سيلفرستون وتفوق على اقرب منافسيه بما يزيد على دقيقة بعدما قدم عرضا مبهرا وسط الامطار.

ولم يسبق لباتون ان فاز بجائزة بريطانيا الكبرى ومن المرجح ان تكون فرصته الاخيرة يوم الاحد القادم لكي يفعل هذا على حلبة سيلفرستون اذ ان السباق سينتقل لدونينجتون بارك من العام القادم.

وتمنى هاميلتون حظا طيبا لباتون وقال "اعتقد انه سيكون من الرائع ان يفوز جنسون. ارشحه بالفعل لهذا الامر. اعتقد انه يجب ان اضع رهانا على فوزه."

واضاف "اعتقد ان هذه ستكون لحظة تبعث على الفخر ان يفوز سائق بريطاني وسأتفهم شعوره تماما."