الحلاق.. "دليفري" في معان

حلاق -(تعبيرية)
حلاق -(تعبيرية)

حسين كريشان

معان- تنشط في مدينة معان مايسمى بـ"الحلاقة المنزلية"، بعد أن بات الحلاقون يتنقلون بين منازل المواطنين لالتقاط زبائنهم، عقب قرار الإجراءات الحكومية بإغلاق صالونات الحلاقة، كإجراء احترازي لمنع تفشي فيروس كورونا.اضافة اعلان
واتخذت الحلاقة الرجالية في زمن "كورونا "طريقة جديدة، والتي تقوم على الحلاقة الـ(ديليفري)، بعد أن حرم أصحاب هذه المهن والذين في معظمهم من العمالة ويعتمدون على الأجر اليومي من لتأمين احتياجاتهم الضرورية.
ويتلقى الحلاقون اتصالات عديدة من سكان المدينة طلبا للحلاقة في المنزل، حيث يحملون مستلزمات الحلاقة، ويتوجهون لمنازل زبائنهم.
ويقول مواطنون إن قرار اغلاق الصالونات الرجالية، أرغم الكثيرين من السكان على طلب الحلاقة المنزلية، رغم مخاطرها ونتائجها السلبية.
وكانت فكرة الحلاقة في المنازل انقرضت نهائيا منذ فترة طويلة في مدينة معان، الا ان ازمة كورونا تعيدها من جديد الى الواجهة.
وأشار عدد من أصحاب صالونات الحلاقة طلبوا عدم نشر اسمائهم، الى أن الكثير من المواطنين في المدينة  اختاروا اللجوء إلى الاستعانة بالحلاق في المنزل، بعد أن توقف عمل الحلاقين في المحال، بسبب وباء "كورونا"، مشيرا الى ان الكثير من الحلاقين كانوا بدؤوا البحث عن بدائل لمصادر دخل أخرى، غير انهم وجدوا في اتصالات الزبائن ضالتهم في تقديم خدمة الحلاقة داخل المنازل.
وأكدوا أنهم لن يتخلوا عن زبائنهم، وأنهم على استعداد لأن يقدموا الخدمة في منزل الزبون وبنفس التكلفة ليتمكنوا من إعالة أسرهم، بعد أن فقدوا مصدر دخلهم الوحيد.
واعتبروا أن الذهاب للمنزل لا توجد فيه مخاطر صحية لأنه لا يوجد فيه تجمع كبير، خاصة وأنهم يحرصون على التقيد التام بالاشتراطات الصحية أثناء ممارسة عملهم، مشيرين الى استخدامهم المعقمات وارتداء الكمامات.
ويشير أحد أصحاب صالونات الحلاقة والذي طلب عدم نشر اسمه، أن عددا من الزبائن لديه طلبوا منه الحلاقة داخل المنزل، حيث سارع بتلبية رغبتهم والتوجه إلى منازلهم، خوفا من فقدانهم كزبائن إذا لم يلب رغبتهم، مضيفا أن عمله يختصر على تقديم الخدمة للزبائن الدائمين في المنزل وبنفس التكلفة المقدمة في صالون الحلاقة.
ويقول إنه يؤيد الإجراءات الحكومية بإغلاق الصالونات كإجراء احترازي ضد انتشار فيروس "كورونا"، بيد انه لا يجد عملا يساعده حاليا على توفير المتطلبات المعيشية لأسرته في ظل الظروف الحالية الاستثنائية.
ويضيف انه وجد في عمله داخل المنازل لالتقاط رزقه من هذه المهنة ضالته، لكي يتمكن من تأمين لقمة العيش لأبنائه وشراء الاحتياجات الضرورية لأسرته.
ولفت الى أنه يحرص أثناء ممارسة عمله على تعقيم أدواته واستخدام إجراءات الوقاية والأمان والسلامة العامة أثناء العمل والتي لاقت استحسانا من قبل كافة الزبائن.
ويرى أبو ناصر أحد سكان المدينة أنه قام بالاتصال بالحلاق المعتمد لديه، ليأتي إليه من أجل تقديم خدمة الحلاقة داخل منزله، مشيرا الى أن الحلاقة المنزلية أصبحت ضرورة ملحة، خاصة في ظل الأوضاع الصحية والتي تدعو إلى تجنب التجمعات والاحتكاك بالآخرين.
من جهته، أكد مدير عام صحة محافظة معان الدكتور أمجد ابو درويش، أن اللجوء إلى الحلاقه داخل المنازل، في هذه الظروف الاستثنائية أمر مخالف لإجراءات السلامة العامة، ويعد تحايلا على قانون الدفاع الذي بموجبه حظر عمل صالونات الحلاقة جميعها.
وحذر ابو درويش المواطنين من التعامل مع هذه الفئة من أصحاب الصالونات، لافتا الى أن استخدام ادوات الحلاقة لأكثر من شخص غير صحي في هذه الظروف، مما يساعد على انتشار فيروس كورونا.
وشدد على أهمية عدم التعامل مع هذه الفئة تحت طائلة المساءلة القانونية.