الحمصي: الصناعة الوطنية تعاني من إغراق السوق بالبضائع المستوردة

جانب من مؤتمر حملة "صنع في الأردن" أول من أمس - (من المصدر)
جانب من مؤتمر حملة "صنع في الأردن" أول من أمس - (من المصدر)

 طارق الدعجة

عمان- أكد رئيس غرفة صناعة عمان العين زياد الحمصي ان الصناعة الوطنية تعاني من حالة اغراق عميقة بالبضائع والمنتجات المستوردة المدعومة في بلادها.اضافة اعلان
وقال العين الحمصي خلال لقاء صحفي لحملة (صنع في الاردن) مساء اول من امس إن نحو 61 % من مستوردات المملكة معفاة من الرسوم الجمركية جراء اتفاقيات تجارية ما يعني تأثيرها على الصناعة الوطنية التي تحظى بثقة المستهلك محليا وخارجيا.
وبين أن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية اولى الجانب الاقتصادي الرعاية والاهتمام لتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير بيئة استثمار وأعمال منافسة، وقاد بنفسه ترويج الاردن خارجيا واستقطاب عقد كبرى المحافل الاقتصادية على ارض المملكة.
وأوضح ان الصناعة الوطنية شهدت في عهد جلالته عصرها الذهبي، حيث ارتفعت صادراتها من مليار دولار العام 1998 الى 7 مليارات دولار خلال العام الماضي، ووصلت منتجاتها لأكثر من 125 بلدا حول العالم رغم كل الظروف المحيطة التي فرضت على القطاع الصناعي الى جانب تحديات ومعيقات داخلية.
وقال رئيس حملة "صنع في الاردن" عضو مجلس ادارة غرفة صناعة عمان موسى الساكت إن الحملة انطلقت منذ بضع سنوات وجاءت انطلاقا من حرص الغرفة على خدمة القطاع والنهوض به، وذلك عبر تعزيز ثقة المستهلك بالمنتجات الوطنية.
بين أن الحملة تسعى لترسيخ فكرة جودة المنتج الأردني، وأنه يضاهي جودة المنتجات المستوردة وعبر التركيز على تنافسية أسعارها مقارنة بالمنتجات المستوردة، إضافة الى دورها في تشغيل الأيدي العاملة الوطنية.
وحول تفاصيل الحملة، بين الساكت أنها مرت بعدة مراحل، تضمنت المرحلة الأولى منها، استخدام مجموعة واسعة من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، اضافة الى سلسلة من الاعلانات الترويجية عبر المحطات التلفزيونية والاذاعية، اضافة الى استخدام الجسور والدواوير والاعمدة لتعليق يافطات إعلانية.
فيما ركزت المرحلتان الثانية والثالثة على طلبة المدارس بأنواعها، الحكومية والخاصة ومدارس الأونروا، حيث تم زيارة عدد كبير من هذه المدارس للتعريف بأهمية الصناعة الوطنية في دعم الاقتصاد الوطني والتشغيل، وكذلك تنظيم رحلات طلابية لزيارة المدن الصناعية والاطلاع على آلية عمل المصانع على الواقع، والاطلاع على معايير الجودة والمواصفات العالية التي تحرص ادارات هذه المصانع على تطبيقها، اضافة الى تنظيم لقاءات تجمع أصحاب المصانع بطلبة المدارس والجامعات، لإطلاعهم على تجاربهم الشخصية وقصص النجاح الخاصة بهم، لحث هؤلاء الطلبة على دخول القطاع الصناعي، لما يتمتع به هذا القطاع من فرص واعدة، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الهاديا التعليمية التي يحتاجها طلاب التعليم الصناعي.
وأكد الساكت ان الصناعة الوطنية شهدت نموا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، حيث تساهم بما يتجاوز الـ25 % من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى تشغيلها ما يزيد على الـ230 ألف عامل وعاملة.
وأعلن الساكت عن جائزة سنوية تقدمها حملة صنع في الاردن من خلال نقابة الصحفيين الأردنيين لافضل تحقيق صحفي عن الصناعة الاردنية، ولأفضل تقرير تلفزيوني عن الصناعة الاردنية، ولافضل تقرير اذاعي عن الصناعة الاردنية، وجائزة لأفضل مقال صحفي عن الصناعة الاردنية.
وبين ان غرفة صناعة عمان ستقوم بتنظيم زيارات لمختلف وسائل الاعلام الى المصانع والمناطق الصناعية، وعقد دورات للصحفيين بالتنسيق مع نقابة الصحفيين حول اهمية الصناعة الوطنية وابراز دورها في الاقتصاد الوطني.
إلى ذلك، اكد عضو مجلس ادارة غرفة صناعة عمان المهندس فتحي الجغبير أن الصناعة الوطنية تواجه اليوم تحديات كثيرة في مقدمتها لا "الإغراق" المتنامي من مستوردات مثيلة لمنتجاتها مدعومة في بلادها ما يؤثر على تنافسيتها بالسوق المحلية.
وقال الجغبير الذي يرأس كذلك جمعية الشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة ان دعم الصناعة الوطنية تقع على عاتق الجميع كونها قارب النجاة للاقتصاد الأردني للخروج من التحديات الاقتصادية التي تواجهه، مشددا على ضرورة ان يكون هناك شراكة حقيقية فاعلة مع الحكومة بهذا الخصوص.
وأكد ان الصناعة الوطنية على "مفترق طرق" في ظل التحديات التي تواجهها سواء لجهة اغلاق اسواقها التصديرية جراء ظروف المنطقة غير المستقرة او الارتفاع المتواصل في كلف التشغيل والإنتاج وبخاصة اثمان الكهرباء التي تعتبر مدخل انتاج بعملية التصنيع، مشددا على ضرورة اعادة النظر بالزيادة التي طرأت اخيرا على اثمان الكهرباء.
من جانب آخر، أكد نائب نقيب الصحافيين الزميل ينال البرماوي اهمية مأسسة العلاقة بين الاعلام والقطاع الصناعي، بحيث يكون الإعلام شريك حقيقي في دعم مسيرة وتنمية هذا القطاع الذي يعد احد روافع الاقتصاد الاردني وله دوره الكبير في تشغيل الايدي العاملة الاردنية.
وأبدى البرماوي استعداد نقابة الصحفيين لعقد دورات تدريبية للعاملين في القطاع الصناعي من اجل توظيف الاعلام في خدمة القطاع  والعمل  تذليل العقبات والتحديات التي تواجه هذا القطاع.