الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية.. فوضى وتجاوز على القانون

عمان - خرج 1528 مرشحا على الدوائر المحلية والقوائم للانتخابات النيابية بشعارات يسعون من خلالها إلى كسب تأييد الناخبين ولعلها توصلهم الى قبة البرلمان التي لا تتسع لأكثر من 150 منهم. اضافة اعلان
وبين مطالب مكافحة واجتثاث الفساد ومحاربة الفقر والبطالة وخفض الاسعار وتكافؤ الفرص ودعوات بالاصلاح وتحقيق العدالة، يرى متخصصون في علم الاجتماع انها لا تختلف عن شعارات سابقة طرحت ولم تنسجم مع مطالب الشارع.  ويشن عدد من المرشحين بحملاتهم هجمات عبر تلك الشعارات متكئين على مبادئ النزاهة ونظافة اليد وان على الناخب ان يختار القوي الأمين.
وفي ظل هذا الحراك يلتزم البعض بالانظمة والقوانين المتعلقة بالدعاية الانتخابية، فيما يصر آخرون على القفز على القوانين وهو أمر استهجنه المواطن عامر محمد بقوله ان البرلمان مكان للتشريع فكيف سنثق بمن يتجاوز القانون.
بعض المرشحين علق لوحته على شاخصة مرورية وآخرون حجبوا الرؤية عند المنعطفات واماكن الالتفاف على الطرقات، ما دعى أمانة عمان الكبرى بحسب مدير المدينة المهندس فوزي المسعد، الى البدء بحملات مضادة لازالة المخالف منها وشكلت فرقا متخصصة لذلك الهدف.
وبين المسعد ان حملات تفتيشية تنفذ كل يوم وان الامانة تتلقى الشكاوى من المواطنين والملاحظات من الهيئة المستقلة للانتخاب وتعمل على معالجتها على الفور.
وقال ان الازالة ستكون على نفقة المخالفين لان هناك كفالة مالية على كل مرشح قيمتها اربعة آلاف دينار يدفعها المرشح للامانة، مشيرا الى ان الملتزمين حتى أول من أمس وصل الى 50 مرشحا من أصل 131 سجلوا رسميا لدى الهيئة في العاصمة عمان.
وبحسب مسعد فان الذين لم يدفعوا الكفالات ستتم ازالة وسائلهم الدعائية اعتبارا من اليوم.
وبالعودة الى المشهد الذي تم رصده واستمزجت خلاله اراء مواطنين، يقول محمد عودة ان هناك يافطات مبالغ في عددها وحجمها واصبحت مرهقة في قراءة مضامينها واستيعابها وخلقت فوضى بصرية عند الكثيرين، فضلا عن انها تشكل ارباكات مرورية للمارة والسيارات.
واللافت ان البعض استحل ساحات وميادين رئيسية ولم يترك لغيره فرصة عرض ولو صورة واحدة في مشهد متطرف يعكس حضور المال وغياب العدالة التي هي شعار للعديد من هؤلاء المرشحين المتفوقين ماليا.
ورأت الباحثة في مجال المجتمع الأردني الدكتورة عبلة الوشاح ان التطرف في الشعارات والحملات الدعائية يخلق حالة من اللامبالاة وردة فعل سلبية لدى الناخب الذي اصبح يدرك اولويات الوطن واولويات معيشته.
ولم تنسجم شعارات المرشحين مع مطالب الشارع الأردني حسبما تقول الباحثة الوشاح " فهذه شعارات وصلت الى حد الخيال، فالمواطن سئم هذه المقولات التي لا تسمن ولا تغني من جوع".  وعادت لتؤكد ان بعض الشعارات تدغدغ المشاعر الوطنية والعواطف، لكنها سرعان ما تتبدد في عقل قارئها لعدم اعتدالها وتكرارها بصورة لافتة، الا انها رأت في اللقاءات الشخصية واقامة المهرجانات وسيلة انجع لاقناع الناخب وكسب صوته.
وعلى تلك المشاهد يرى المواطن محمد الزايد حضورا واضحا واستفرادا للمال امام الشخصية، مشيرا الى ان بعض هذه الحملات واماكن حضورها هي للاغنياء فقط خصوصا في عمان وبعض المحافظات.
وبعيدا عن سطوة المال يوفر العالم الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجالا ومتسعا خصبا للمترشحين الذين لا يمتلكون قوة المال للاعلان عن شعاراتهم، فمجانية التواصل مع الآخرين من خلال تلك الوسائل التي تمنح فضاء حرا متساويا للجميع. -(بترا صالح الدعجة ومؤيد الحباشنة)