الحمود يحقق حلمه ويؤسس شركته من مقاعد الدراسة

كمال الحمود يكتب الملاحظات أثناء الاشراف على العمل - ( من المصدر)
كمال الحمود يكتب الملاحظات أثناء الاشراف على العمل - ( من المصدر)

حلا ابو تايه

عمان- لم يكن يعلم أن حلمه منذ الصغر بأن يصبح رائد فضاء سيتحقق، لكن كرائد أعمال يمتلك من الطموح والإرادة والاعتماد على الذات ما لا يوجد عند الكثيرين من أبناء جيله.اضافة اعلان
الطالب في السنة الرابعة، كمال الحمود، والذي يدرس علم الحاسوب في الجامعة الأردنية، سمع ذات يوم عن برنامج تأسيس الشركة التي أعلنت عنه مؤسسة انجاز في أروقة الجامعة منذ سنته الدراسية الأولى، لكن ما سمعه "لم يمر مرور الكرام "، كما الكثيرين من زملائه في الجامعة؛ اذ استفسر عن البرنامج وبدأ العمل الجاد ليصبح فيما بعد رئيسا تنفيذيا لشركة تزاول أعمالها وهو طالب.
ويقول كمال ان فكرة برنامج تأسيس الشركة التابع لمؤسسة انجاز وبدعم من وزارة التخطيط والتعاون الدولي دفعته الى البحث عن فكرة جديدة من نوعها على مستوى المملكة لتكون أول خطوة له على طريق النجاح.
والشركة التي يمتلكها كمال الآن هي شركة "استر" المتخصصة في مجال زراعة الاسطح؛ حيث حرص على العمل في مشروع لا تنعكس فائدته على الافراد فحسب بل على المجتمع كذلك.
كمال واجه صعوبات وتحديات كثيرة قبل ان يثبت للجميع بأنه لاوجود للمستحيل مع الارادة والمثابرة فكم من مرة سخر الاصدقاء من فكرته تلك كما ان اهله اشعروه بان مايقوم به مضيعة للوقت على حساب دراسته الجامعية.
لكنه يعترف بأن إصراره على الاستمرار بفكرة المشروع الى النهاية كان سببا قي نجاحه ونجاح الشركة التي يعمل بها خمسة طلاب يشغلون مناصب متعددة من مدير علاقات ومدير عمليات فضلا عن طالبتين تدرسان الزراعة في الجامعة.
ولا يخفي كمال وجود معيقات اصطدمت بمشروعه في البداية، سيما فيما يتعلق بطرق العزل ومواده لضمان عدم انتشار الرطوبة على الاسطح.
ويشير كمال الى ان الشركة، والتي ترتبط استشاريا مع مجموعة عزت مرجي، استطاعت خلال السنتين الماضيتين إنجاز أكثر من عشرة اسطح ضمن اتفاقيات وقعتها الشركة مع اصحاب تلك المنازل.
كما ان الشركة الآن اصبحت تفاوض كبرى الشركات لتنفيذ اعمال زراعية على اسطحها وتزيينها بالنوافير وهناك وعود باحالة العطاء الى شركته في حال الرضى عن المنجز.
كمال الآن يستعد للمشاركة في مسابقة عالمية ستقام في المغرب وهي مسابقة "جست"، والتي يشارك فيها أكثر من 500 شركة عالمية ليقع الاختيار على شركته لتمثل الأردن في المسابقة ولعله اصغر مالكي الشركات العالمية والعربية الذين سيشاركون في المسابقة الشهر المقبل.
وينصح كمال الشباب ممن يدرسون على مقاعد الدراسة عدم الاعتماد على الاهل، بل الاعتماد على الذات والبحث عن افكار لمشاريع تنعكس ايجابا على المجتمع وعدم مضيعة الوقت بكل ماهو غير مفيد.
ويشعر كمال بالرضى والفخر كيف لا فهو من حول فكرته الى واقع واثبت للجميع بانه قادر على فعل ما يراه الآخرون مستحيلا.
يذكر ان مؤسسة انجاز بدأت أعمالها كبرنامج وطني يعني بتحفيز واعداد الشباب الأردني ليصبحوا اعضاء فاعلين في مجتمعهم وينجحوا في مسيرتهم المهنية العام 1999، ثم انطلقت العام 2001 تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله لتصبح مؤسسة أردنية مستقلة وبدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية غير ربحية، ولأكثر من 12 عاما استفاد من برامج المؤسسة أكثر من 651.000 طالب وطالبة في جميع قطاع ومحافظات المملكة من خلال شبكة متطوعي انجاز ومن خلال مساندة القطاعين العام والخاص.