الحنيطي يروي لـ"الغد" بطولات جده دفاعا عن فلسطين

صورة جماعية تضم الشهيد محمد حمد الحنيطي أثناء عمله العسكري -  (من المصدر)
صورة جماعية تضم الشهيد محمد حمد الحنيطي أثناء عمله العسكري - (من المصدر)
عمان - الغد- يتداول الاحفاد وقبلهم الابناء روايات أبطالهم الاجداد من المتقاعدين العسكريين الذين سطروا ملاحم بطولية بالدفاع عن أرض فلسطين، وقدموا دماءهم دفاعا عن ثراها لينالوا الشهادة. علي الحنيطي الذي يعمل في أمانة عمان، يروي حكاية جده الشهيد محمد حمد الحنيطي، الذي عرف بأنه حامي مدينة حيفا وقائدها العسكري، واستشهد دفاعا عن ثراها بعد أن خاض معارك ضروسا مع عصابات الهاجانا اليهودية دفاعا عن المدينة. يتحدث علي عن حوار دار بين كلوب باشا عندما حاول أن يثني جده عن الدفاع عن فلسطين، إذ قال كلوب لجده، "أنتَ أُردني يا محمد بيك، مالَك والفلسطينيين؟"، فرد عليه جده "يا باشا، أنتم من رسمتم حدود هذه البلاد، قَبْلَكُم ما كانت فلسطين ولا الأردن ولا لبنان ولا سورية. قَبْلَكُم كنّا نَشْتَري من أسواق دمشق، ونُشَتّي على ساحل المتوسّط. يا باشا، دفاعي عن حيفا هو دفاع عن قريتي أبو علندا. هاكَ رُتَبَك، فرُتَبُ الثوّار أعلى". وأضاف علي، "كان اليهود يطلقون على جدي (الشرق الأردني الذي يقود العصابات في حيفا)، بعد أن أرسلت سريته المقاتلة في خضم حرب 1948 إلى التخوم الجنوبية الشرقية لمدينة حيفا التي كانت تعاني من الهجمات المتتالية للعصابات الصهيونية، وما لبث بعد مكالمته مع كلوب باشا أن دفعته إلى الاستقالة من الجيش والالتحاق بقوات المناضلين في حيفا ليكون في خطوط المواجهة الأمامية مع اليهود". وبحسب الحنيطي، فان جده الشهيد وصل إلى قلب المدينة حيث كانت حاميتها تعاني من سوء التنظيم، ونقص في الأسلحة والعتاد، وعلى ضوء ذلك قام بتنظيم قيادة الحامية وقواتها، وقسّم المدينة إلى عشر قيادات ميدانية، ثم وزّع عليها المناضلين من أبناء المدينة وألحق بهم أعدادا من فلاحي طيرة حيفا، قبل أن يقيم مقر قيادة هناك. وقال، "لم ينتظر جدي نتائج طلبه للأسلحة، فخاض معارك الدفاع ضد العصابات اليهودية واستطاع صدها مرارا، وأوقع في صفوفهم خسائر مستحقة وأسرت أعدادا كبيرة منهم، وقتل في هذه المعارك (بنحاس رام) قائد عام الأرغون عندما قتله جدي الحنيطي في معركة وادي النسناس داخل مكتبه وكانت قبل المعركة الكبرى، وقد برع القائد الحنيطي بالتكتيكات الحربية الميدانية، والكر والفر والالتفاف وفك الحصارات، وإحكامها على قوات العدو، بالرغم من أنها كانت تمتلك حوالي ستة آلاف إرهابي حول المدينة وبعض أحيائها، كما كانت تحظى بكميات من السلاح النوعي والذخائر وفّرتها لها المعسكرات الانجليزية". وأضاف علي، "ان الحامية شهدت تناقصا بالذخائر والأسلحة، فارتأى جدي الشهيد ومساعده (سرور برهم)، السفر إلى بيروت سرا لإحضارها من قيادة الهيئة العربية العليا هناك، وللحفاظ على سرية المهمة غادرا حيفا بعربة خاصة مع مرافِقين من رجالهم في 11 نيسان 1948، وفي 17 نيسان، كانت القافلة تعود إلى فلسطين ترافقها شاحنتا أسلحة وذخيرة، ثم أخذ ينضم إليها في الطريق من صيدا إلى الناقورة إلى عكا، عدد من المتطوعين حتى أصبح حوالي ثلاثين مقاوماً ملتحقين بالقوافل، وعند مرورها من مفترق مستعمرة موتسكن اعترضها كمين محكم.. ألقيت على الطريق براميل الإسفلت المشتعلة، وأمطرت بإطلاق نار كثيف حيث سقط خمسة عشر شهيدا من مرافقيها كان من بينهم الشهيد سامر برهم مساعد القائد، ومؤسس حركة الكف الأسود التي اشتهرت بملاحقة سماسرة الأراضي". إثر ذلك، قال علي، "أصيب جدي الشهيد محمد الحنيطي بجراح بالغة، فأمر مرافقه بالانسحاب فورا، وقام بتفجير إحدى شاحنتي الذخيرة بإلقاء قنبلة داخلها كي لا تقع غنيمة بأيدي الإرهابيين، فحصل انفجار هائل، استشهد على إثره جدي، وسمح بإفلات الشاحنة الثانية وعدد من السيارات، حيث عادت جميعها إلى عكا مع الجرحى".اضافة اعلان