الحواس الخمس ودورها في التخلص من القلق

علاء علي عبد

عمان- عندما تبدأ مشاعر القلق بغزو عقل المرء، فإنه يكاد يفقد القدرة على الحفاظ على هدوئه، فضلا عن أنه يبتعد عن تفكيره باللحظة التي يعيشها ويبدأ عقله بالتشتت بين الماضي والحاضر، حسب ما ذكرت صحيفة "الإنديبندنت".اضافة اعلان
توجد طريقة مستخدمة من قبل العديد من الأطباء النفسيين تساعد المرء عند شعوره بالقلق على استعادة يقظته الذهنية في وقته الحاضر.
طريقة "5-4-3-2-1" تعد من الطرق السهلة التي تعمل على استعادة المرء سيطرته على عقله عندما تهدد مشاعر القلق باستلام زمام الأمور. هذه الطريقة ليست طريقة العد العكسي والتي يلجأ لها البعض. لكن الطريقة التي نحن بصددها تعتمد على الحواس الخمس لدى المرء؛ النظر، السمع، الشم، الذوق، واللمس.
لتطبيق هذه الطريقة، يُطلب من المرء عند معاناته من مشاعر القلق أن ينظر حوله ويحاول أن يتعرف على 5 أشياء يراها حوله في تلك اللحظة.
بعد ذلك عليه أن يحاول أن يتعرف على 4 أشياء يمكنه سماعها في تلك اللحظة، و3 أشياء يمكنه لمسها، مثل قدميه أو يديه أو حتى ملابسه التي يرتديها، وشيئين يمكنه أن يشم رائحتهما، وشيء واحد يمكنه تذوقه حتى لو كان هذا الشيء لسانه.
يمكن أن تتم الخطوات السابقة بطريقة سريعة جدا، علما بأن نتائجها ممتازة وتم التأكد من فعاليتها من قبل المختصين. أخصائية علم النفس السريري، إلين هندريكسين، ذكرت أن قيام المرء بتوجيه انتباهه إلى حواسه يجعل عقله يكون مركزا في حاضره ومسألة عد الأشياء الموجودة حول المرء تعمل على قطع فيض الأفكار القلقة التي تنتابه.
أيضا تقرير من مستشفى "مايوكلينيك"، يؤكد أن قيام المرء بالتدرب على هذا التمرين من شأنه أن يوجه تفكيره نحو الواقع المحيط به في اللحظة الراهنة وبعيدا عن أي أفكار قلقة من شأنها أرجحة تفكيره ما بين الماضي والمستقبل.
جامعة "هارفارد" تتفق أيضا على الفائدة الكبيرة التي يحملها تمرين "5-4-3-2-1" ليس لكبح مشاعر القلق التي تنتاب المرء في بعض الأحيان فحسب، وإنما يمكن أن تسهم هذه الطريقة عند مداومة المرء عليها على خفض شعوره بالضغط والتوتر وتقلل من ميله للإصابة بالاكتئاب لاحقا.
لذا في المرة المقبلة، عندما تشعر بأن أفكار القلق بدأت تنتابك ركز بما يمكنه رؤيته وسمعه وشمه ولمسه وتذوقه من الأشياء الموجودة حولك بالفعل بدلا من التركيز على أفكار القلق التي على الأرجح أن لا وجود لها سوى في عقلك.