الحياة تعود للرياضات البحرية في العقبة بعد انقطاع فرضته "كورونا"

الحياة تعود للرياضات البحرية في العقبة بعد انقطاع طويل بسبب كورونا - (من المصدر)
الحياة تعود للرياضات البحرية في العقبة بعد انقطاع طويل بسبب كورونا - (من المصدر)
أحمد الرواشدة العقبة- عادت الروح للرياضات البحرية بعد انقطاع دام أكثر من عامين بسبب جائحة كورونا، وانتعش خليج العقبة بالألعاب المائية التي زينت البحر بالقوارب الشراعية وسباحة الزعانف وحتى عمق الخليج بالتصوير تحت الماء لاكتشاف ما تحويه البيئة البحرية من كنوز دفينة. دفعة قوية وجهها الاتحاد الملكي للرياضات البحرية للاعبين والمدربين والإداريين الذين كانوا على قدر المسؤولية والاندفاع لإنجاح هذه الفعاليات المختلفة، التي أسهمت بتنشيط الحركة الرياضية في "الثغر الباسم" بالتوازي مع الحركة السياحية ضمن البرتوكول الصحي للتصدي لجائحة كورونا. أول بطولة أقامها الاتحاد الملكي للرياضات البحرية بالتعاون مع مديرية شباب العقبة كانت الأسبوع الماضي عندما أطلق بطولة المملكة المفتوحة للقوارب الشراعية بمشاركة 25 سباحا يمثلون مراكز وأندية في مدينة العقبة، وسيتم اختيار عدد منهم من قبل اللجان الفنية المختصة لتمثيل المنتخب الوطني الأردني للاستحقاقات المقبلة، حيث تضمنت البطولة فئة قوارب الليزر والاوبتمست ليزر ريديل لمسافات مختلفة. بعدها أقام الاتحاد بطولة التصوير تحت الماء بمشاركة دول الولايات المتحدة الأميركية ولبنان وفلسطين، إضافة الى الأردن، على مدار يومين في أعماق خليج العقبة، حيث تمكن المصورون الأردنيون الفائزون من إضافة أكثر من 100 صورة جديدة لمكنونات الحياة البحرية في خليج العقبة، الذي يعد من أجمل البيئات على وجه الأرض لما يحتويه من تنوع حيوي نادر، ولتكون هذه الأنشطة امتداداً لمجموعة من الفعاليات التي ستقام على مدار العام بهدف ترويج البيئة البحرية من خلال مسابقات التصوير تحت الماء، وإظهار أجمل ما يتميز به أعماق الخليج من الشعب المرجانية والمحتويات الجمالية في مختلف مناطق العقبة. الخبر الجميل الذي ميز البطولة في حفل التتويج زفه مدير البطولة المصور المحترف عمر المومني، بإدراج هذه البطولة على أجندة الاتحاد الدولي لأنشطة الغوض والإنقاذ سنويا، حتى أنه يفكر في الأعوام المقبلة إقامة البطولة الدولية للتصوير تحت الماء في خليج العقبة، ويعد ذلك بمثابة علامة الرضا والثقة بالقدرات الأردنية الرياضية وما يوفره الاتحاد الملكي من إمكانيات عالمية. وإقامة الاتحاد الدولي أنشطة الغوص والإنقاذ في البطولة العالمية للتصوير تحت الماء في العقبة سيكون أثرها إيجابيا على القطاعات كافة، لا سيما الرياضي والسياحي في مدينة وضعت نفسها على خريطة السياحة العالمية وعملت على جذب البطولات العربية والعالمية حتى أصبحت قبلة الرياضة العالمية خاصة في الموسم الشتوي الذي تتميز به المدينة الساحلية بطقس معتدل. واختتم الاتحاد الملكي نشاطاته هذا الشهر بإقامة بطولة المملكة لسباحة الزعانف التي أقيمت على المسبح الأولمبي في مدينة الأمير حمزة بمشاركة 85 لاعبا ولاعبة من جميع الفئات العمرية. وشهدت البطولة تنافساً شديداً بين السباحين والسباحات خلال السباقات العديدة التي أقيمت على فترتين صباحية ومسائية وسط حضور جماهيري في 3 فئات وهي: الفئة الأولى من 18 عاماً فأكثر، والفئة الثانية من 14 إلى 17 عاماً، والفئة الثالثة من 13 عاماً فما دون. وبين مدرب المنتخب الوطني الكابتن محمود الشماع، أن ما ميز هذه البطولة المشاركة الكبيرة من السباحين والسباحات ومن مختلف الأندية المنتسبة للاتحاد، ما خلق أجواء المنافسة بين السباحين بهدف اختيار المنتخب الوطني الذي سيمثل الأردن في الاستحقاقات المقبلة، منها بطولة العالم لسباحة الزعانف التي ستقام في مدينة شرم الشيخ المصرية. وتأتي وفقا لخطط التطوير التي وضعها الاتحاد للنهوض بمستوى هذه الرياضة واكتشاف المواهب التي ستمثل المنتخبات الوطنية في المرحلة المقبلة، ولاسيما أن البطولة شهدت مشاركة كبيرة من الفئات العمرية الصغيرة. يقول رئيس الاتحاد الملكي للرياضات البحرية نائب رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي "إن وجود تلك الألعاب المتعددة في المدينة البحرية له آثار إيجابية على الصعيدين الرياضي والسياحي، إضافة الى إعادة منتخبات وطنية تلك الرياضات لتمثيل الأردن في المحافل العربية والدولية، واشتهر الاتحاد كذلك بتنظيم البطولة العربية لسباحة الزعانف على مدى الأعوام السابقة وبمشاركة أكثر من 12 دولة عربية، وغيرها من البطولات التي استحقت أن تحتضنها العقبة". وتبرز هنا أهمية ترويج هذه المنطقة التي تحولت رمالها إلى ذهب من خلال المشاريع الاستثمارية على مستوى المنطقة، لتلحق بركب المدن السياحية العالمية التي توضع على خريطة العالم من خلال عدد من الرياضات، لا سيما رياضة الغوص والتصوير تحت الماء والزعانف والشراع والتزلج على الماء وصيد الأسماك. ولممارسة الرياضات البحرية في العقبة طابع خاص بعد خروج الاتحاد الملكي للرياضات البحرية بحلته الجديدة، ولمس المتتبع، الفرق الشاسع بين الماضي والحاضر، ولنا بإقامة البطولات والمشاركات الدليل الدامغ. يشير ماضي إلى أن الاتحاد يعد من الاتحادات الرياضية متعددة الأنشطة والألعاب؛ حيث يضع برامجه السنوية لتحقيق الأهداف المرسومة للنهوض بهذه الرياضات ونشرها على المستوى المحلي والعربي والعالمي، إذ تحمل هذه البرامج على عاتقها الارتقاء بمستوى حياة الشباب، وذلك بإبراز قدراتهم الفردية وصقل مهاراتهم الشخصية وتقديم يد العون الممكن للوصول إلى الهدف، كما تسهم في إثراء خبراتهم بتبادلها مع الآخرين عن طريق منحهم الفرصة لممارسة هذه الرياضات على جميع المستويات محليا وعربيا وعالميا، لذا يوفر الاتحاد الملكي الإمكانيات اللازمة للنهوض بهذه الرياضات التي تتطلب روافد مالية كبيرة. وكان الاتحاد الملكي للرياضات البحرية بالعقبة قد أقر خطة العمل والموازنة العامة للعام الحالي، تضمنت العديد من النشاطات الهادفة الى إعادة الألق لمدينة العقبة السياحية التي تحتضن الرياضات المائية بأصنافها كافة. وبين ماضي أن الخطة تضمنت أيضا الدخول بشراكات مع وزارة التربية والتعليم ممثلة بمديرية تربية العقبة والمدارس الخاصة لتأهيل وتدريب كوادر رياضية للمنتخبات الوطنية والتواصل مع الاتحاد الدولي للغوص لإصدار الشهادات الخاصة بالغوص.اضافة اعلان