الخرابشة: وضع مالي متأزم لجامعة الحسين

حسين كريشان- في مديونية متراكمة بلغت 30 مليون دينار وبعجز مالي سنوي للموازنة يقدر بـ 5 ملايين دينار، تواجه جامعة الحسين بن طلال وضعا ماليا "مقلقا ومتأزما" وفق ما يصفه رئيسها الدكتور عاطف الخرابشة، الذي حذر من أن استمرار هذا الوضع قد يعني صعوبة لدى الجامعة في الإيفاء بالتزاماتها.

الخرابشة الذي تحدث لـ "الغد" في مقابلة خاصة، غلب على حديثه طابع المقيد بأوضاع لا تبشر بالخير رغم تمسكه ببصيص من الأمل، بعد أن أكد استمرار تفاقم المديونية ما لم يتم تغطية العجز السنوي في الموازنة البالغة 23 مليونا، وهو ما يقود إلى تراكم الديون مع كل سنة مالية.

اضافة اعلان

هذا الربط المنطقي يستوجب "دعما حكوميا" كافيا، وغير ذلك فإن سيناريو تأخر رواتب الموظفين والهيئة التدريسية نتيجة صعوبة تأمينها سيفرض نفسه مع كل آخر شهر، وفق ما أكده الخرابشة الذي كشف أن "الجامعة تعاني معاناة حقيقية لتأمين ودفع رواتب الموظفين وأعضاء الهيئة التدريسية مع نهاية كل شهر والبالغة مليونا و200 ألف دينار، ما يؤدي إلى تأخير تسليمها في بعض الأوقات، في ظل تناقص الدعم الحكومي السنوي البالغ 9 ملايين دينار، وتأخره في أغلب الأوقات".

وتابع، "هناك ديون مترتبة على الجامعة لجهات متعددة منها، 2 مليون دينار لشركة توزيع الكهرباء و9 ملايين دينار للضمان الاجتماعي، و9 ملايين دينار لأحد البنوك التجارية نتيجة فوائد متراكمة لقاء تأمين الرواتب للعاملين، و6 ملايين دينار لإحدى الشركات والتي نفذت عطاء مشروع الطاقة المتجددة بسبب فوائد شهرية متراكمة، ومليون دينار بدل اشتراكات للتأمين الصحي وعدد من المستشفيات.

في مقابل ذلك، فان مجموع إيرادات الجامعة من الرسوم الطلابية بلغ نحو 9 ملايين دينار، طرأ عليها زيادة لتصبح 12 مليونا بعد زيادة عدد طلبة الدراسات العليا، وفق الخرابشة الذي علق أن "هذه الزيادة لم نلمس نتائجها لكثرة الديون المتراكمة، يضاف إليها 18 مليون دينار إجمالي رواتب العاملين في السنة، والبالغ عددهم 1165 موظفا بينهم 365 عضو هيئة تدريس، وما تبقى نفقات ومصاريف تشغيلية".

وقال الخرابشة، إن 85 % من الطلبة يدرسون على حساب منح وزارة التعليم العالي وبالتالي وعند التسجيل لا يدفعون رسوما مباشرة للجامعة، حيث تقوم الجامعة بعمل مطالبات مالية سواء من وزارة التعليم العالي أو من وزارة التربية والتعليم وفي معظم الحالات يتأخر صرف هذه المطالبات حتى يتم توريدها إلى الجامعة.

وهذا ينعكس سلبا على السيولة المالية، ما يدفع بالجامعة وفي حالات معينة عند تأخر هذه الدفعات، الى الاقتراض من البنك لتأمين رواتب العاملين وهو ما يرتب فوائد مالية بنكية الجامعة في غنى عنها.

وأضاف، ان هناك زيادة ملحوظة في عدد الطلبة المقبولين آخر سنتين بمعدل 3 آلاف طالب وطالبة، حيث بلغ عدد الطلاب الإجمالي 10 آلاف و300 طالب وطالبة، متوقعا أن يزداد الإقبال على الجامعة من قبل الطلاب وأن يتجاوز العدد إلى 11 ألفا مع بداية الفصل الأول المقبل.

ولفت أن زيادة أعداد الطلبة لم ينعكس ايجابيا على موازنة الجامعة بسبب قلة الرسوم التي يدفعها الطالب، حيث أن بعض التخصصات الرسوم فيها مازالت بين 10 و12 دينارا ، وبالتالي لا تغطي 25 % من تكاليف بعض التخصصات.

وعزا الخرابشة، الارتفاع في أعداد الطلبة إلى أن الجامعة اتخذت خطة لاستقطاب طلاب جدد، وبدعم من وزارة التعليم العالي، حيث تم منح جميع من يقبل من أبناء محافظات الشمال والوسط في الجامعة منحة كاملة مدفوعة من قبل الوزارة، إضافة إلى أن الوزارة اتخذت قرارا بمنح كل طالب راتبا شهريا مقداره 60 دينارا بدل سك.

وسط حرص وزارة التعليم على دعم الجامعة من خلال حزمة من الإجراءات، والتي تتضمن استقطاب أعداد من الطلبة الجدد للانتظام فيها، ما سيسهم في زيادة عدد الطلبة كما ونوعا مقارنة بالمرحلة السابقة.

إلى جانب إقامة مشاريع مستدامة ترفد الجامعة بالموارد المالية وتحسين الظروف التعليمية فيها.

وأوضح، أن الجامعة تحاول وبشتى الطرق تثبيت المديونية وعدم زيادتها من خلال تحويل التدفئة بشكل كامل على الكهرباء من مشروع الطاقة المتجددة والذي يوفر حوالي ربع مليون دينار من أثمان المحروقات سنويا.

حيث أن الجامعة وقعت اتفاقية مع شركة الكهرباء ليتم ربط جميع عدادات الكهرباء على عداد واحد، ومن المتوقع ان يوفر هذا الاجراء 100 ألف دينار سنويا من أثمان الكهرباء، إلى جانب أنه تم إلغاء مكتب الارتباط في الجامعة في عمان وتوفير مبلغ 100 ألف دينار سنويا.

ولفت، أن الجامعة التزمت بسياسة الترشيد وضبط نفقات التشغيل الزائدة وغير الضرورية، وبالتالي وفرت من خلالها أكثر من 6 ملايين العام الماضي، من خلال تقليل التدريس الإضافي حسب الحاجة بحيث لم يؤثر على العملية التدريسية للطلبة.

وأكد الخرابشة، أن المديونية والعجز المالي المتراكم يقفان حائلا أمام الطموحات ويحدان من قدرات التطور والتقدم ومواكبة الجديد على المستوى العالمي، إلا أنه قال "بتكاتف جهود الجميع والدعم الذي تقدمه وزارة التعليم العالي ومحاولة الحصول على الدعم من عدة مصادر، ستكون الجامعة قادرة على التغلب على هذه الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها، حتى تتمكن من أداء رسالتها في التميز".

كما قال الخرابشة، إن الجامعة وضمن خطتها ستقوم بحملة ترويجية للتخصصات المهمة في الجامعة والتي يقبل عليها الطلاب مثل تخصص القانون، مبينا أن الجامعة قامت باستحداث خمسة تخصصات جديدة في الجامعة لبرنامجي البكالوريوس والماجستير.

حيث تم استحداث برنامج البكالوريوس في تخصص (علم البيانات والذكاء الاصطناعي) في كلية تكنولوجيا المعلومات، وبرنامج البكالوريوس في تخصص (هندسة الطاقة المتجددة) في كلية الهندسة، وبرنامج الماجستير في تخصص (الدراسات الإستراتيجية) في كلية الآداب، وبرنامج الماجستير في تخصص هندسة (الصحة والسلامة والبيئة) في كلية الهندسة، وبرنامج الماجستير في تخصص (المحاسبة) في كليه إدارة الأعمال والاقتصاد، لافتا ان هذه التخصصات سيكون لها دور كبير في تنمية أجيال من الشباب الباحثين عن العمل من الجنسين.

وأضاف، أن الجامعة قامت بإنشاء مركز للتعلم الإلكتروني في عمان على مساحة 1250م، وتبلغ كلفته ما يقارب 742 ألف دينار، والذي سيحتوي على مرافق بحثية وقاعات تدريسية وتدريبية وفق أعلى مستوى من التجهيز الحديث، ووفق أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث يشكل إنشاء المركز سابقة في التعليم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنه من المأمول أن يشكل إنشاء هذا المركز نقلة نوعية في خدمة الطلبة والباحثين والمؤسسات الحكومية في مجالي التعليم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي وعلى مستوى الوطن.

وأكد، أن الجامعة ساهمت وخلال فترة قياسية في تطوير الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي في المحافظة ولعب دور رئيس في إحداث ثورة تنمية شاملة في كافة المجلات.

إلى جانب التركيز على تطوير علاقة الجامعة مع المجتمعات المحلية من خلال مجموعة من البرامج والخطط التي ستسهم في تحسين نوعية الحياة وحل بعض المشاكل التنموية في محافظة معان، فضلا عن دورها في إتاحة فرصة التعليم لأبناء المنطقة وتقديم الخدمة الفضلى للمجتمع المحلي.