الخريف الرياضي العربي

انتهت دورة الالعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو يوم الاحد الماضي، وكالعادة حجز العرب مقاعدهم في "الصفوف الخلفية" على لائحة الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.. كالعادة فإن الانجاز العربي "استثناء" والفشل "قاعدة" لكل مشاركة أولمبية.اضافة اعلان
16 ميدالية فعلية منها 14 رسمية بسبب عدم احتساب ميداليتي الكويت لأنها لعبت تحت العلم الأولمبي بسبب العقوبة، كانت حصاد العرب في البرازيل 2016.. ذهبيتان وأربع ميداليات فضية وثماني ميداليات برونزية نالها العرب، وتضاف لها ذهبية وبرونزية للكويت، التي عضت اصابع الندم على ما جرى، لأنها حُرمت من انجاز طيب لها.
منذ العام 1928 وحتى انتهاء "ريو 2016" نال العرب 108 ميداليات معترف بها بينما هي 110 ميداليات.. العرب من المحيط الى الخليج.. غنيهم وفقيرهم.. أكثرهم واقلهم سكانا لم يستطيعوا مجتمعين اثبات وجودهم في الأولمبياد.. تصوروا أن بلدا مثل كينيا حصل على 6 ميداليات ذهبية وكذلك فعلت جامايكا.. تصوروا أن اوزبكستان حصلت على 13 ميدالية منها أربع ذهبيات.. تصوروا أن نيوزلندا جمعت أكثر مما جمعه العرب مجتمعين، اذ حصلت على 18 ميدالية منها أربع ذهبيات.
لم ولن نقارن أنفسنا بأميركا وروسيا والصين واليابان وبعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا.. قارنا أنفسنا مع دول عادية ومع ذلك كانت كفتنا خاسرة في ميزان النتائج.
الاخفاق "علامة تجارية" مسجلة باسم العرب، ويبدو أن "الخريف الرياضي العربي" في زمن "الربيع السياسي العربي"، قد طال امده.. اوراق العرب تساقطت قبل حلول فصل الخريف مع أول هبة ريح.
الآخرون وضعوا اهدافا لأنفسهم.. ربما حققوا معظمها.. بعض الدول المغمورة حققت ميداليات "ولو ميدالية على الاقل"، والغالبية العظمى من الدول العربية بقيت على مقاعد المتفرجين تصفق لانجازات غيرها... نحمد الله أننا في الأردن حققنا ميدالية ذهبية تاريخية يمكن اعتبارها واجهة الميداليات العربية.
البحرين نالت ذهبية بفضل الكينية المجنسة راث جييت والإمارات نالت برونزية بفضل المولدافي المجنس توما سيرجيو، وبغض النظر عن "مشروعية التجنيس" فهل بات "الرحم" الرياضي العربي غير قادر على إنجاب الابطال العرب الا ما ندر؟، وهل "التجنيس" بات "شرا لا بد منه" لتعويض عدم وجود ابطال عرب؟، ام أن غياب التخطيط وفشل مشروع "البطل الأولمبي؟ حال ويحول دون تحقيق انجازات رياضية عربية حقيقية؟.
لست ادري ماذا يفعل وزراء الشباب والرياضة والعرب في اجتماعاتهم ولماذا يجتمعون اصلا، إن لم يكونوا قادرين بالتعاون مع اللجان الأولمبية في بلدانهم على وضع خطط لاكتشاف المواهب الرياضية وصقلها كما يجب قبل الدفع بها الى المنافسات الدولية والأولمبية؟.
حال العرب يبكي..