الخزوز: أتوقع أن يثير "سلطانة" جدلا لجهة جرأته وإشكالية طرحه

الخزوز: أتوقع أن يثير "سلطانة" جدلا لجهة جرأته وإشكالية طرحه
الخزوز: أتوقع أن يثير "سلطانة" جدلا لجهة جرأته وإشكالية طرحه

مسلسل يستلهم روح غالب هلسا وعوالمه ويجسد واقع الحياة الأردنية في الثلاثينيات

 

كوكب حناحنة

اضافة اعلان

عمّان- يعد مسلسل "سلطانة" إنتاج تلفزيون atv وإخراج إياد الخزوز المحاولة العربية الأولى لتقديم أعمال الروائي الراحل غالب هلسا على الشاشة. وتوقع الخزوز أن يثير المسلسل جدلا لجهة جرأته وإشكالية طرحه.

ويقدم "سلطانة" سيناريو وحوار الكاتب الراحل غسان نزال من خلال ثلاثة أعمال أدبية مهمة للراحل غالب هلسا هي "سلطانة"، و"زنوج وبدو وفلاحون"، و"وديع والقديسة ميلادة".

ويسلط العمل عبر ثلاثين حلقة تلفزيونية الضوء على واقع الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الأردنية في الثلاثينيات وحتى الخمسينيات.

وأكد رئيس قسم الأبحاث والنصوص في المركز العربي للفنون السمعية والبصرية ياسر قبيلات على أهمية الأعمال الروائية الأردنية.

وأشار إلى أن تنفيذ إنتاج الدراما الاجتماعية ''سلطانة'' التي استندت إلى ثلاث روايات لهلسا يأتي في إطار التزام المركز العربي للفنون السمعية والبصرية بإنتاج أعمال درامية مرتبطة بالواقع الاجتماعي الأردني بعد شرائه حقوق بعض أهم الأعمال الروائية الأردنية.

ويستند نص المسلسل إلى رواية "سلطانة" لغالب هلسا، ولكن هذه الرواية فيها، وفق قبيلات، "بعض الخطوط تم استكمالها من أعمال أخرى وهي (زنوج وبدو وفلاحون)، و(وديع والقديسة ميلاده)."

ويؤكد قبيلات على أن "العمل جريء وبليغ في تصويره لموضوعه ويمثل تجسيدا حيا للرواية، كما أنه يلقي ضوءا على الجانب الشخصي من حياة غالب هلسا".

وأعرب المخرج إياد الخزوز عن حماسته بإخراج هذا العمل "كوني أعرف هذه الرواية التي توثق لتاريخ الأردن والواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في فترة الثلاثينيات وحتى الخمسينيات، وفي الوقت ذاته كنت أخشى من المعالجة الدرامية في النص، لأن الرواية تحمل محظورات طويلة وكانت ممنوعة من التداول والنشر حتى زمن قريب، وكان تدخلي في النص في إطار عملي كمخرج فأجريت بعض التعديلات البسيطة".

وبين أن فريق العمل اختير80% منه من قبل إدارة المركز العربي للفنون السمعية والبصرية لتمثيل الشخصيات، "وكان الاختيار موفقا بشكل كبير".

وتم تجهيز الملابس والديكورات التي تحاكي الواقع في تلك الفترة من تاريخ الأردن من حيث البيوت والسيارات المستخدمة والخدمات المتوفرة في بداية النشأة. وقامت بتصميم الملابس جميلة علاء الدين، فيما تولت هندسة ديكور ابتسام المناصير، وكان الإكسسوار من صنيع وانتقاء هالة شهاب ، وتولى إدارة التصوير محمد صهيب.

وتنقلت كاميرا الخزوز أثناء تصوير وقائع المسلسل في مدن وقرى مختلفة من المملكة، فتم التصوير في قرية شطنا شمال الأردن وجبل عمان والسلط ومادبا وجلعاد. أما الجزء الخاص بقرى فلسطين فتم تصويره في منطقة زي.

وفي هذا السياق، يوضح الخزوز أنه تم الاشتغال على هذه المناطق من عمليات ترميم وإعداد وتجهيز بشكل يتوائم مع طبيعة المكان الأردني في مرحلة الثلاثينيات. ويقول "حتى الإكسسوارات والبضائع المعروضة في الأسواق استوحيناها من طبيعة الحياة والتراث الأردني".

ويضيف "كان هنالك تسهيلات كبيرة من قبل العديد من الجهات مثل بلدية اربد وأمانة عمان الكبرى والعقبة وتعاون من قبل عائلات كثيرة قدمت لنا بيوتها القديمة، مثل أهالي شارع خرفان ومنطقة اللويبدة".

ويصور "سلطانة" عبر حلقاته التلفزيونية مرحلة الثلاثينيات وحتى الخمسينيات وما مر في غضونها من تطور سياسي من تعريب الجيش وطرد كلوب باشا، والحراك السياسي والمد القومي في الوطن العربي، إذ يرصد المسلسل هذه المرحلة بكل تفاصيلها.

من جانبه بين الفنان الأردني وائل نجم الذي يقوم بدور جريس في"سلطانة" أن هذه الشخصية هي "لسان الكاتب هلسا". ويضيف "إنها تحكي عن الأحداث التي عاشها هلسا في فترة ما بين الثلاثينيات والخمسينيات".

ويؤكد نجم على أن "الشخصية مركبة فيها كثير من التضادات"، فضلا عن كونها "تحمل شعارات الخمسينيات وتطالب بالتعدديات الحزبية وتميل للشيوعية وتتحدث عن القومية ودائمة الهم باتجاه فلسطين والقضايا العربية". وتحمل الشخصية في ثناياها، كما يضيف نجم، "الإنسان الشاعري والرومانسي الذي يشتهي المرأة ويصف تفاصيل لقائها بالرجل أحيانا بشكل سطحي ومرات أخرى بشكل عميق".

ويزيد "العمل يحكي عن البدو والفلاحين وعن علاقة المسلمين والمسيحيين في الأردن، ويصور المظاهرات التي كان يقودها جريس في مدرسة المطران لطرد كلوب باشا وعمله المستمر لتغذية الجهاد في فلسطين، علاوة على عمله الحزبي وعلاقاته المتداخلة، إذ يشتهي من قامت بتربيته وأخته بالرضاعة" .

واشتغل الخزوز على إخراج روح الرواية الأردنية وعمان وشخوصها في تلك الفترة من خلال الصورة.

ويؤكد أن الصعوبة التي وجدها في هذا المجال مردها "اختلاف أدوات الراوي عن أدوات المخرج". ويشرح "كان همي إخراج روح الحكاية على الشاشة فتعاملت مع النص كخريطة، وتعاملت مع الرواية كمكان وزمان وأشخاص، فكان النص الجغرافيا والخريطة التي تجمع المفردات والمكونات للرواية لأصل للروح التي أريد أن أبرزها خلال المشاهد المختلفة".

وبخصوص الشكل الذي يحمله المسلسل يقول الخزوز "يجمع العمل بين البداوة والقرية والمدنية واحتضن عائلات مسلمة وأخرى مسيحية، فحضرت العائلة المسيحية بشكلها الحقيقي والايجابي، فهي لا تختلف في عاداتها وتقاليدها وطقوس أفراحها وأتراحها عن العائلات المسلمة. المكان الأردني واضح لا يوجد خجل من مسمياته، فالقرى بأسمائها والأماكن والشوارع والمحلات كذلك كما كانت في ذلك العهد".

وتنقل المخرج الخزوز بين أحداث عمل "سلطانة" في سياق "الحدوتة الاجتماعية". كما أن الظروف السياسية والاجتماعية استعرضها من خلال المدينة والقرية والمدرسة والمظاهرات. ويؤكد "لا يوجد شيء مفتعل أو مصطنع".

ويلفت إلى أن "الإنفاق والصرف على المسلسل كان عاليا وفي مختلف الأصعدة من ملابس وجموع وإكسسوارات وغيرها، وأن الإمكانيات المادية والفنية متوفرة بشكل مميز".

ومن المتوقع أن يثير المسلسل، وفق الخزوز، "جدلا" في الشارع الأردني في سائر أطيافه، "لأنه يعكس صورة حقيقية للمجتمع في تلك الفترة".

ويزيد "خرج سلطانة مثل ما كنت أتمنى، وأقول هذا ليس غرورا، وسيسجل في التاريخ أنه من أهم المسلسلات الأردنية وأنه عودة قوية للدراما المحلية".

وتشارك في "سلطانة" مجموعة من الفنانين من بينهم: زهير النوباني، وائل نجم، محمد القباني، نادرة عمران، عبدالكريم القواسمي، قمر الصفدي، رولا الصفدي، ماهر خماش، قمر خلف، ياسر المصري، ناريمان عبدالكريم، سهير عودة، كندا علوش، عاكف نجم، رفعت النجار، حابس حسين، نادية عودة، محمد المجالي، يوسف كيوان، محمد عضايلة.