الخطاب التقليدي للمدربين قبل المباريات وتأثيره في اللاعبين

بودابست- الخطاب التقليدي قبل المباريات، هل هو السلاح السري للمدرب؟ هذا الكلام التقليدي قبل المباراة، العاطفي أو التكتيكي، المحفز أو الهادئ، نادرا ما يخرج إلى العلن، لكن كل مدرب يأمل في الاستفادة منه على أفضل وجه قبل انطلاق الدور ثمن النهائي من كأس أوروبا 2020 غدا.اضافة اعلان
لا تختلف الطريقة عادة مع مدرب فرنسا ديدييه ديشان، خطاب ليس طويلا جدا ولا عاما جدا، يتم إلقاؤه قبل مغادرة الفريق إلى الملعب مباشرة، بحضور جميع اللاعبين والجهاز الفني ومحللي الفيديو المستعدين لبث الصور إذا لزم الأمر.
وكشف ديشان، في مطلع أيار (مايو) "أدرك أن وقت الاستماع إلي محدود، لذلك لا أتجاوز العشر دقائق. لكن يمكنك قول الكثير من الأشياء في عشر دقائق".
وعموما يعتمد ديشان على نمط تقليدي في التوجه الى لاعبيه، ويكشف "ثمة فكرة يمكن تكرارها، كلمات معينة، يجب تكييف الحديث بحسب كل مباراة".
وأضاف "ثمة جوانب محددة، التكتيك، النواحي الدفاعية والهجومية. ثم أتطرق الى نقطتين أو ثلاث من هذا السياق. يمكن أن تكون العاطفة، الخصم".
وكشف المدافع لوكا ديني لصحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية قبل انطلاق كأس أوروبا "غالبا ما يكون الأمر بسيطا ولكنه فعال، يقوم بتذكيرنا بمبادئ اللعبة والعقلية التي يجب أن نتعامل بها خلال المباراة".
وفي المقابل، يلعب مدرب المانيا يواكيم لوف أكثر على التأثير العاطفي؛ حيث كشف هو نفسه عشية مواجهة فرنسا (1-0) في مباراته الافتتاحية في بطولة أوروبا، قائلا "ستكون الدردشة في يوم المباراة عاطفية، ولكن لإعطاء المزيد من الشجاعة والثقة لأن نملك فريقًا عالي الجودة".
لا ينتظر لوف الذي سيترك منصبه في نهاية البطولة القارية بعد 15 عاما على رأس الجهاز الفني للمانشافت، حتى يوم المباراة لتحفيز كتيبته. فعل ذلك على سبيل المثال قبل يوم واحد من الفوز في المباراة الثانية على البرتغال 4-2.
تحدث خمس دقائق دون توقف خلال حصة تدريبية. كانت لغة الجسد واضحة جدا: رفع القبضة المستقيمة، وإيماءات اليد المحفزة والنظرات المباشرة.
ويقول لاعب وسط منتخب ألمانيا يوزوا كيميش "قام بتنبيهنا أنه يتعين علينا الآن الدخول في صلب المنافسة وبأننا لسنا هنا لأخذ إجازة أو المغادرة في أقرب وقت ممكن. إنه لأمر رائع عندما تدرك أن المدرب أيضا يملك الحافز مثلك".
أما على الجانب الانجليزي، فإن المدرب غاريث ساوثغيت صاحب المنظر الأنيق يعرف كيفية عقد لقاءات مع لاعبيه في اللحظات المهمة.
وأعرب مدافع منتخب انجلترا كونور كودي عن تأثره لدى سماع خطاب ساوثغيت قبل إحدى المباريات "كان شيئا لم أتوقعه. شعرت بالقشعريرة أثناء الفيديو وأستمع إليه. تحدث عن تراثنا والذكريات التي سنخلقها لشعب هذا البلد".
ويبدو أن مدرب بلجيكا الاسباني روبرتو مارتينيس يملك موهبة الخطابات بدوره، بحسب قائده السابق في فريق سوانسي سيتي الانجليزي غاري كالدويل "قوته العظيمة هي خطاباته قبل المباراة. إنه محدد للغاية بشأن دور كل شخص. لقد أحدثنا الفارق لأننا كنا نعرف ما يتعين علينا القيام به".
وأضاف "إنه إسفنجة. لديه قدرة مذهلة على استيعاب أطنان من المعلومات، فرزها ثم إلقاء خطاب بسيط وفعال".
استحضر له المهاجم البلجيكي دريس مرتنس كلمات "مهدئة"، قائلا: "في الشكل نادرا ما يغضب. يعطي ثقة كبيرة للاعبين. ونحن نحاول أن نكون عند حسن ظنه".
وفي إيطاليا، يبدو أن روبرتو مانشيني يستخدم الأسلوب ذاته. وأوضح مهاجم تورينو ومنتخب ايطاليا أندريا بيلوتي "نجاحه هو أنه أعطى الهدوء والثقة لجميع اللاعبين، وهذا ما كان ينقصنا. لقد أعاد الحماس والشعور بأهمية كل لاعب في الفريق".-(أ ف ب)