"الخطاب الصوفي في الشعر المعاصر" كتاب جديد يتناول القصيدة الحديثة


  عمان- يرى الدكتور راشد عيسى في كتابه "الخطاب الصوفي في الشعر المعاصر" الذي صدر حديثا عن وزارة الثقافة ضمن سلسلة "كتاب الشهر" ان بعض الاقلام الشعرية الاردنية المعاصرة تعيد الى الشعر الصوفي ألقه وجمالياته.

اضافة اعلان

ويعتقد ان الشعر في الاردن لم يحظ بنصيبه المنصف من الاعلام الادبي العربي "بسبب تباطؤ المؤسسات الثقافية الاردنية في الاضاءة على الشعراء البارزين الجديرين بالاهتمام والتعريف بهم خارج القطر ".

ويضيف ان الدراسات الاكاديمية التي تناولت المشهد الشعري في الاردن غلب على معظمها التأريخ والوصف، ولم تنهض بعد دراسات نقدية تكفل انتشار رؤاها خارج الساحة المحلية للتعريف المدروس بالصوت الشعري الاردني .

  ويشير في كتابه الى كوكبة من الشعراء الاردنيين الذين ظهرت في اشعارهم سيماءات الاتجاه الصوفي الحديث اذ بحسب "راشد" ان الدراسات النقدية التي تناولت الشعر الاردني لم تتوقف عند هذا الاتجاه، كما ان الموقف النقدي العربي لم يعمل على تحليل هذه الظاهرة وانما انشغل في قضايا الغموض وقصيدة النثر والبناء الفني وبعض الظواهر الاسلوبية كالمفارقة وتفصيح العامي وغير ذلك من القضايا.

  ولان النزعة الصوفية في الشعر الاردني مجهولة لدى الكثير من الادباء انفسهم فهو يتوقف عند العديد من القصائد التي تظهر ملامح الاتجاه الصوفي الحديث بما فيها من روحانيات ووجدانيات تتخذ من التصوف سلوكا كما في قصائد لامين شنار وابراهيم العجلوني وطاهر رياض وابراهيم الخطيب وزهير ابو شايب وزياد العناني وغيرهم من الشعراء .

  ويعود المؤلف في كتابه الى جذور الصوفية باعتبارها اقدم واشهر اسلوب يعبر به الانسان عن موقف شعوره من اسئلة الحياة وما في الكون من تأملات يصنع القلب مسراتها واشجانها بعيدا عن سلطة العقل ومنهجية المنطق، ويقول "ان التصوف استبطان منظم لتجربة روحية ووجهة نظر خاصة تحدد موقف الانسان من الوجود وما كان التصوف الاسلامي في اصوله وصوره الاولى في منتصف القرن الثاني الهجري الا حالة صحية طبيعية من حالات النزعة الصوفية الخاصة في الكائن البشري" .

  يضم الكتاب ثلاثة فصول يعرض الاول منها موجزا يضيء جذور العلاقة بين الصوفية والفلسفة والدين والادب ولا سيما الشعر مستعينا بمقاربات تطبيقية موجزة تؤكد طبيعة التعالق بينهما .

ولعل اهم ينبوع استقى منه المتصوفة كشوفاتهم وعوالمهم الصوفية هو قصة المعراج التي تناولها نخبة من المتصوفة وتناقلها كثير من الصحابة والتابعين على صورة اخبار واحاديث حتى تكاشفت الى قصص رمزية على ايدي البسطامي وابن عربي والعطار ثم فرضت سلطاتها على الشعراء والادباء، فنشأ عن ذلك اثار ادبية وشعرية فذة كرسالة الغفران للمعري وثورة في الجحيم للزهاوي .

وخصص الفصل الثاني لبيان اثر صوفية الشعر الاوروبي الملتصق بالوجودية في تحديث فضاءات النص الشعري العربي وتخصيبها باليات الترميز والتجريد يقدم فيه قراءات تطبيقية في نماذج من الشعر العربي من اقطار عربية مختلفة .

اما الفصل الثالث فيلفت الانتباه فيه الى ظاهرة الصوفية الجديدة لدى طائفة من شعراء الاردن وهي ظاهرة تحتاج الى دراسات اخرى من النقاد للوقوف على تجلياتها.