الخطوة الاولى

معاريف

بقلم: ران ادليست

اضافة اعلان

في هذه الأثناء إلى أن تبدأ حملة الانتخابات رسميا (عمليا هي قائمة في كل لحظة معينة). خسرنا متعة الشماتة. ففزع عشرات النواب ممن سيفقدون كراسيهم في الانتخابات القادمة لن يؤدي على ما يبدو إلى إقامة حكومة بديلة. لو أن الحريدين أو شاس تجندوا لحكومة بدون نتنياهو، لكان هذا بالتأكيد عدالة سياسية وشخصية. ففكروا ببروطوس درعي يخون الرجل الذي خان الجميع. في هذه الأثناء سندخل لتونا رسميا في صراعات الوحل، التي في واقع الأمر لم تتوقف للحظة. بشكل عام تتلخص حملة الانتخابات في موضوع مركزي واحد يحسمها. في المرات الاخيرة كان هذا نعم بيبي لا بيبي. واليوم ايضا يحاول غير قليل من الناس جر الحملة الى هذه المعركة الهامشية، لكن يخيل أن هذا لن ينجح هذه المرة. أفهم أن بعضا من البيبيين يعتقدون بان الرجل خالد وسيحكم للأبد. أما الواقع فهو أن حتى أولئك الذين يتمسكون بكل قوتهم بأهداب عباءته وينجرون وراءه في الوحل يعرفون بالاحساس ان هذه هي الجولة الأخيرة. بالأساس السياسيون منهم، من النواب وحتى مقاولي الأصوات.
شخصية نتنياهو ستكون جزءا من الجلبة، لكن الاهتمام بها ليس قويا بما يكفي كي يثير عواطف تدحر جانبا مواضيع اخرى كفيلة ويفترض بها أن تكون أكثر تأثيرا، لكنها تدحر اليوم جانبا عقب "تعقيدها". إيران والأمن فقط كوسيلة تخويف. الاحتلال والفلسطينيون فقط كمقدمة للارهاب. الفساد والادارة السليمة، ان لم نقل طهارة المقاييس أو علاقات الدين والدولة. الخطاب الجماهيري في كل هذه المواضيع تلوث بكميات ضخمة من قمامة الوطنية الزائفة، وبطبيعة حملة الانتخابات هو ليس مادة معقولة للنقاش. الموضوع الوحيد الكفيل بان يرفع هنا موجة مع امكانية تأثير ورافعة لصندوق الاقتراع هو غلاء المعيشة. الصراع سيكون على من هو المذنب والجانب الذي سيدير حملة أكثر نجاعة فقد يكسب الأصوات الغاضبة المترددة.
مهمة الائتلاف الحالي، بشكل طبيعي، ستكون أكثر إشكالية لأن العنوان هو الحكومة القائمة. ينبغي الأمل في أن يعرف الائتلاف كيف يبني ويدفع المسؤولية والذنب نحو حكومات نتنياهو. يوجد لحركات الاحتجاج صيف كامل من الخيام لتثبيت قضيته وربطها بالجهد لمنع انتصار اليمين. افترض أنه إذا ما نال الاحتجاج من جانب اليسار الزخم سيكون ممكنا أن نرى خيام احتجاج المعارضة. وعلى فرض أن الكتلة الكبيرة لاحتجاج بلفور ستتجند أيضا للانتخابات الخامسة فإن المحاولة اليمينية للركب على هذه الموجة كفيلة بان تؤدي الى معركة خيام، جسور وميادين. يخيل لي ان الادارة الفهيمة كفيلة بأن تؤدي الى هزيمة يمينية، في الشارع على الاقل، سواء في المستوى العددي أم في مستوى الإقناع.
الجواب الحقيقي لكيفية إدارة الانتخابات منوط بقدر كبير بلبيد. سياسة بينيت كانت عدم الحوار مع الفلسطينيين وعدم التهدئة مع ايران. اذا كان لبيد سيدخل الى خطاب الانتخابات مخططا لحوار مع الفلسطينيين، فانه سيقرر جدول الأعمال في الانتخابات كتصدٍ بين الأمل والحرب. المعنى هو وقف حرب الجبهات الخمسة التي ورطتنا فيها سياسة نتنياهو. حكومة بينيت لم تنجح في الخروج منها والسؤال هو هل سيتجرأ لبيد على أن يتخذ الخطوة الأولى.