الخلافات بين "فتح" و"حماس" تعود عبر نافذة المهرجان الوطني بغزة

Untitled-1
Untitled-1

نادية سعد الدين

عمان- عادت الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس" إلى واجهة المشهد الفلسطيني مجددا من خلال نافذة المهرجان الوطني الذي تعتزمان عقده في قطاع غزة، بحضور عربي ودولي واسع، بدون التوصل حتى الآن إلى اتفاق بشأن توقيته وآلية التئامه، بسبب تصادم البرامج السياسية والتنظيمية بين الطرفين.اضافة اعلان
وتعول القوى والفصائل الفلسطينية على عقد المهرجان الوطني الحاشد لتذليل العقبات أمام تحقيق التقارب بين "فتح" و"حماس" باتجاه إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام الممتد منذ العام 2007، وذلك بعد التئام المهرجان المركزي الضخم الذي دعت إليه "فتح" مؤخرا في رام الله ضد مخطط الضم الإسرائيلي، وذلك بمشاركة القوى والفصائل الفلسطينية ومنها حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وحضور دولي واسع، عبر مشاركة شخصيات وممثلين وسفراء دوليين.
إلا أن الإشكالية تقع في التفاصيل عند غلبة الخلافات المتراكمة حول القضايا المعلقة، حيث لم يتم حتى الآن تعيين مكان وزمان انعقاد المؤتمر، في ظل حرص كافة الأطراف المعنية على نجاحه لأن فشله سيلقي بتأثيره السلبي على جهود المصالحة.
غير أن ما يضمن نجاح المؤتمر، وفق حركة "حماس"، تحقيق الترتيب والتنسيق وألإتفاق المسبق على مختلف النقاط ذات العلاقة قبل إتمامه.
فيما تطل القضايا الخلافية المرحلة من مشاهد المصالحة المتواترة بظلالها القاتمة على مساعي التقريب بين الحركتين لتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والذي يتجسد في إحدى صوره الأخيرة في مخطط قضم زهاء 30 % من مساحة الضفة الغربية المحتلة.
وقد أدى هذا الحال إلى تحفظ بعض قيادي حماس، مثل القيادي البارز محمود الزهار، على اللقاءات التي تمت مؤخرا بين "فتح" و"حماس" والتي لم تخرج بأي نتائج، إزاء ما تعانيه المصالحة من تصادم البرامج بشكل كبير نظير تمسك كل طرف ببرنامجه الخاص، بالرغم من "الحاجة لجسر الجسور"، وفق الزهار، عند نقطة تلاقي متوازنة بين الجانبين.
بينما يطل آخرون من حماس، مثل القيادي الشيخ حسن يوسف، بنبرة متفائلة لما يحصل بين "حماس" و"فتح" من لقاءات، بوصفها "خطوة كبيرة جدا" على أمل أن تقود إلى "معالجة قضية المصالحة وإنهاء الإنقسام إلى ألأبد"، في تصريح للشيخ يوسف.
ونوه الشيخ يوسف، في تصريح له، إلى "تواصل اللقاءات بين حركته مع "فتح"، في الداخل والخارج والسجون، لتفعيل الحراك الميداني الرافض "لصفقة القرن" الأميركية وخطة الضم الإسرائيلية، فضلا عن استهداف الاحتلال للقضية الفلسطينية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية وكل الأرض الفلسطينية".
واعتبر أن "التقارب بين "حماس" و"فتح"، يعكس إسقاطاته الإيجابية على الشارع الفلسطيني بفئاته المختلفة، ويسهم في زرع الأمل مجددا في نفوس الشعب الفلسطيني على طريق تحقيق الوحدة الوطنية"، مشددا على أهمية وجود "خطوات ميدانية" تدعم النوايا الصادقة على طريق إنهاء الانقسام.
وأكد أن مواجهة خطة الضم تتطلب إنهاء الانقسام الفلسطيني، والابتعاد عن القضايا الهامشية التي تشغل الشعب الفلسطيني عن قضيته الأساسية في مواجهة المشاريع الإسرائيلية والمخططات الأميركية.
ولفت يوسف إلى أهمية الاستمرار في "بناء النوايا الصادقة" لإنهاء ملف الانقسام، وتحقيق المصالحة الفلسطينية بكل مكوناتها وبنودها المتفق عليها سابقا، بما فيها اتفاق القاهرة 2011.
ورأى أن تحرك "فتح" و"حماس" لتنظيم المهرجان الوطني في قطاع غزة يجسد حراك الحركتين في القطاع المتواصل على أعلى المستويات فيهما، معتبرا أن المهرجان "سيوجه رسائل عديدة للمجتمع الدولي والإقليمي والعربي والإسلامي، أن الكل الفلسطيني رافض للمخططات الأميركية والإسرائيلية، وأن هذا الموقف منطلق من غزة العزة والكرامة".
ويطال هذا التفاؤل أيضا أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، اللواء جبريل الرجوب، الذي جمعه مؤخرا مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، لقاء لم يعول عليه الكثير من الفلسطينيين في ظل غياب الخطة الوطنية الموحدة لكيفية مواجهة مخطط الضم الإسرائيلي عن آلية تحرك "فتح" و"حماس"، وبالتالي عن اللقاء الثنائي الأخير، بما قد لا يتم البناء عليه كثيرا في خطوات إنجاز المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية.
بيد أن الرجوب يرى أن تنظيم "فتح" و"حماس" لمهرجان أو مؤتمر وطني حاشد في غزة قريبا ضد مخطط الضم الإسرائيلي، يشكل "محطة تاريخية مهمة لتجسيد الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية من خلال مخطط الضم وما يسمى "صفقة العصر"، الأميركية".
وشدد على أهمية "إيصال صوت الشعب الفلسطيني الموحد والمتمسك بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود العام 1967 وعودة اللاجئين الفلسطينين وفق قرارات الشرعية الدولية، تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية".