الخلاف حول روسيا و"تسريبات مانشستر" يطغيان على لقاء ترامب مع الأوروبيين

بروكسل -استقبل الأوروبيون أمس الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفتور في زيارته الأولى لبروكسل وعبروا عن خلافاتهم معه حول روسيا بدون أن يخفوا قلقهم حيال التسريبات بعد اعتداء مانشستر.اضافة اعلان
وفي إطار الحلف الاطلسي، ابدى الحلفاء نية حسنة حيال الرئيس الأميركي الجديد عبر الموافقة على الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش والوعد ببذل مزيد من الجهد ضد الارهاب.
ولكن بمعزل عن الاجواء الاحتفالية التي طغت صباح أمس في بروكسل، برز مجددا الخلاف حول روسيا فلاديمير بوتين.
وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بعد لقائه ترامب لساعة "لست واثقا مئة في المئة باننا نستطيع ان نقول اليوم، الرئيس (الأميركي) وانا، ان لدينا موقفا مشتركا، رأيا مشتركا حيال روسيا".
ولم يخض رئيس الوزراء البولندي السابق المؤيد لخط متشدد بازاء موسكو، في تفاصيل الموضوعات الخلافية، علما بان اعجاب الرئيس الأميركي بنظيره الروسي يثير القلق في شرق أوروبا.
واذ دافع عن "القيم الاساسية الغربية مثل السلام وحقوق الانسان واحترام الكرامة الانسانية"، اعتبر توسك ان "المهمة الأكبر اليوم" للولايات المتحدة وأوروبا تتمثل في "جمع شمل العالم الحر برمته حول هذه القيم وليس فقط (حول) المصالح".
وأوضح ان "بعض القضايا تبقى مفتوحة مثل المناخ والتجارة"، وهما موضوعان خلافيان بين ترامب والاتحاد الأوروبي الذي يدافع بشدة عن اتفاق باريس لمكافحة الاحتباس الحراري وعن التبادل الحر.
ودعا ترامب الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون الى غداء عمل في السفارة الاميركية في بروكسل حيث اشاد ب"فوزه الرائع". ويتصدر ملف المناخ الملفات التي ثمة تباين حولها عشية قمة مجموعة السبع في صقلية.
لكن توسك حرص ايضا على الاشارة الى قواسم مشتركة "وخصوصا ضد الارهاب" بعد الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مساء الاثنين حفلا غنائيا في مانشستر مخلفا 22 قتيلا و64 جريحا.
وسربت الصحافة الأميركية أول من أمس معلومات حيوية عن التحقيق في الاعتداء الذي تبناه تنظيم داعش، وخصوصا صورا التقطت من مكان الانفجار، ما اثار غضب المحققين البريطانيين.
وصرحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن قبل توجهها الى بروكسل لحضور قمة الاطلسي "ساقول بوضوح للرئيس ترامب ان المعلومات التي تتقاسمها اجهزتنا يجب ان تبقى سرية".
وكانت تسريبات عدة في واشنطن، بينها معلومات سرية عن اعتداء كان يعد له تنظيم داعش بمساعدة جهاز كمبيوتر نقال داخل طائرة، اثارت جدلا حادا، ولا سيما ان ترامب ابلغها الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائهما في المكتب البيضوي.
وحتى قبل تسلمه منصبه، لم يوفر الرئيس الأميركي الحلف الاطلسي من انتقاداته اللاذعة مكررا طوال اشهر ان "الزمن عفا عنه" لانه لا يبدي اهتماما كافيا في رايه بمكافحة الارهاب.
وسينتهز ترامب فرصة القمة ليجدد مطالبة نظرائه في الحلف بزيادة نفقاتهم العسكرية والبدء بتصحيح الخلل القائم مع واشنطن، علما بان موازنة الدفاع الاميركية تشكل 68 في المئة من نفقات الحلفاء.
وعلى خلفية خشيتهم من ان تتراجع واشنطن عن التزامها، يظهر الحلفاء نية لبلوغ الهدف الذي حدد العام 2014 بحيث تشكل موازنة الدفاع اثنين في المئة من اجمالي الناتج الداخلي لكل من الدول الاعضاء بحلول العام 2024.
وقد وافقوا على ان ينضم الحلف الأطلسي في شكل كامل الى التحالف الدولي ضد المتطرفين، الامر الذي تطالب به واشنطن منذ عام.
وكانت دول مثل فرنسا والمانيا وايطاليا ابدت ترددا حتى الآن مبدية خشيتها من ان يؤثر ذلك سلبا في سمعة الحلف في العالم العربي، وخصوصا بعد الاجتياح الأميركي لافغانستان وحملة الضربات الغربية في ليبيا.
وخلال الحفل في المقر الجديد للحلف، ستزيح المستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس ترامب الستار عن جزء من جدار برلين يرمز إلى نهاية الحرب الباردة في أوروبا، وعن جزء من حطام مركز التجارة العالمي احياء لذكرى اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 و"المكافحة المشتركة للإرهاب".
من جهتهم، يأمل القادة الأوروبيون داخل الحلف في أن يؤكد ترامب، وللمرة الأولى علنا، ان الولايات المتحدة تلتزم من دون تحفظ البند الخامس من معاهدة واشنطن والذي ينص على ان يبادر جميع الحلفاء الى مساعدة دولة عضو في حال تعرضها لاعتداء. - (ا ف ب)