"الخميعة".. وجبة إفطار صباحية يتوارثها الأبناء عن الأجداد

123
123

أحمد الشوابكة

مادبا- تعد "الخميعة" وجبة للمناسبات، ويتم تحيرها لمن يطلبها بشكل خاص من الضيوف، بحسب الخمسينية أم عدي الرواحنة، التي أكدت أهمية هذه الأكلة لما لها من فوائد عدة للجسم.اضافة اعلان
وتضيف أن وجبة "الخميعة" تتكون من رغيف خبز وكوب سكر ولتر حليب وملعقة كبيرة من السمن، لكن سكان الريف لا يحتاجون سوى لشراء السكر، لأن كل المواد متوفرة في منازلهم.
وعن تحضير "الخميعة"، تقول أم عدي "نأتي بالحليب ونفوره (نغليه حتى الفوران)، بعد فورانه يثرد الخبز (يقطع) مع كمية من السمن العربي، ثم يصب الحليب الساخن فوق الخبز المقطع حتى يذوب السمن لتكون (الخميعة جاهزة)"، مبينة أنها قد تحتاج إلى القليل من السكر، وبعض الناس يفضلونها بدون سكر.
وعن مقادير مكونات وجبة "الخميعة"، فيعود ذلك إلى ربة المنزل التي تقدر ما يكفي أفراد عائلتها، وأحياناً تكرر صناعتها مرات عدة خلال الوجبة الواحدة، ما دام هناك حليب ساخن وخبز جديد.
و"الخميعة" وجبة الإفطار الصباحية المفضلة مع الخبز الساخن لدى أهالي "ذيبان" وريف لواء ذيبان في الأيام الغابرة، وفق الستيني سالم خلف، وتعد من الأكلات الشهيرة في أوقات القلة، فهي لا تحتاج إلى الكثير من المكونات، فيستطيع الإنسان صناعتها عبر تقطيع خبز الصاج إلى قطع صغيرة في الصحن قبل إضافة الحليب الساخن والسكر مع السمن البلدي أو الزبدة، وتفضل الأخيرة لأنها "أبرد" (أقل حدة) وهي متوفرة في كل منزل خلال فصل الربيع، لأن معظم قطعان الأغنام تكثر فيها الولادات في الربيع، فيكون موسم الحليب والزبدة، خاصة في ربيع هذا العام، ووفرة المراعي فيه.
ويضيف أبو عدي أن "الخميعة" من وجبات الطعام المشهورة في العراق وسورية، وشمال الجزيرة العربية مع اختلاف بسيط يتمثل بإضافة التمر إلى مكوناتها أو الطحين كما بالأردن، بينما يحليها البعض بالعسل.
ويؤكد أن "الخميعة" من أكلات ذيبان التراثية المتوارثة من الأجداد والآباء، وما تزال حية؛ حيث إن أبناءه يعشقون هذه الوجبة ويطلبونها بشهية من حين لآخر، وخصوصاً في فصلي الربيع والشتاء.
ويبتعد الناس عن أكل "الخميعة" في وقت متأخر من الليل، لأن الحليب الساخن يحتاج من يتناوله لشرب الماء بكثرة، فهي أكلة يفضلونها مع الخبز الساخن في صباحات فصل الشتاء البارد حين يتراجع تنوع الموائد بسبب غياب الخضار البلدية، بحسب أبو عدي.
وتؤكد أخصائية التغذية أركان الشوابكة أن "الخميعة" تعد أكلة ثقيلة جداً، لأنها غنية بالدهون، فالسمن العربي والحليب يحتويان على دهون مشبعة وغير مشبعة، وهي غنية أيضاً بالأملاح المعدنية والفيتامينات والبروتينات الموجودة بالحليب، أما خبز الصاج فهو مصدر جيد للنشا والألياف.
وكانت "الخميعة" قديماً نوعا من البذخ، وفق الشوابكة، لأن التنوع في الطعام الموجود حالياً لم يكن موجوداً، أما تحضيرها على الموائد حالياً كطبق إضافي، وليس رئيسيا مع كل هذا التنوع فيسبب مشكلة، ففي الماضي كانت أكلة جيدة تعطي طاقة للجسم لفترة طويلة، لأن الناس لم يكونوا يطبخون سابقاً المنسف وغيره كما هو الآن.
وتؤكد الشوابكة أنها من الأكلات الثقيلة لوجود كميات كبيرة من الدهون المشبعة، لكن إذا اعتمدت كوجبة رئيسية وحدها، خاصة بالسحور، فهي تعطي شعوراً بالشبع لفترة طويلة، فهي مصدر للطاقة من السكر والدهون وأحياناً العسل، وهي أكلة يجب أن يأكلها الإنسان وحدها بدون أي وجبات أو مكونات إضافية.