الخوالدة: ملوكنا وأمراؤنا يمتازون بالتواضع وأفتخر بسنوات الخدمة معهم

Untitled-1
Untitled-1


د. محمد أبو بكر

عمان- عندما أنهى الدراسة الثانوية في بلدته بلعما في محافظة المفرق، وضع نصب عينيه الإنخراط في سلك الجندية، فكان له ذلك في العام 1966 من القرن الماضي، حيث انتسب للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي برتبة ومهنة تلميذ مرشح، واستمر لأكثر من ثلاثة عقود، إلى أن أحيل على التقاعد في العام 2000.
ويسرد اللواء الركن المتقاعد محمد عبيد الخوالدة سيرته طيلة هذه الفترة التي أمضاها جنديا في سبيل الوطن وبقاؤه آمنا مستقرا على الدوام، حيث يتناول في حديثه مراحل تدرجه في القوات المسلحة، وكم الدورات التي شارك فيها، كدورات الصاعقة والمظليين والأسلحة إضافة للقفز الحر وأمن وحماية الشخصيات وغيرها الكثير من هذه الدورات التي كان يقبل عليها بحب وتصميم وإرادة.
ضابط الحرس الخاص ورئيس المدربين
إضافة لذلك؛ فإن اللواء المتقاعد الخوالدة يشير إلى المواقع التي تسلمها خلال خدمته الطويلة في الجيش العربي، وعلى وجه التحديد في الحرس الملكي، حيث كان ضابطا في الحرس الملكي الخاص للراحل الملك الحسين، ثم تدرج إلى أن وصل إلى رئيس مدربين في مركز التدريب التابع له.
ونظرا لتفانيه في عمله وروحه القيادية وإنجازاته، طلب منه الملك الراحل الحسين الذهاب إلى اليمن للإشراف على تدريب الحرس الخاص للرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، ولمدة ثلاث سنوات، ثم عاد إلى الأردن لقيادة كتيبة مشاة، ومديرا بعد ذلك لأركان لواء مشاة، إضافة للعديد من المواقع القيادية في فرق وألوية تابعة للجيش العربي.
الحكم العربي الوحيد في ألمانيا
خاض ضيفنا العديد من الدورات التي ساهمت في صقل شخصيته بصورة مختلفة، وكانت خدمته في الحرس الملكي دافعا له لخوض غمار دورات مختلفة؛ كالكراتيه والتايكواندو، وفي جمهورية الصين الشعبية شارك بدورة مدربين للتايكواندو، إضافة لدورة التحكيم في هذه اللعبة، ويشير الخوالدة إلى أنه كان الحكم العربي الوحيد الذي شارك بتحكيم بطولة عالمية في التايكواندو أقيمت في جمهورية ألمانيا عام 1979.

اضافة اعلان

لحظات مميزة برفقة الراحل الحسين
حصل اللواء الخوالدة على الماجستير في العلوم الإدارية والعسكرية، ثم عمل سكرتيرا عسكريا لسمو الأمير الحسن، ثم رئيسا لدائرة تفتيش القوات البرية، ورئيسا لأركان المنطقة الجنوبية العسكرية، وملحقا عسكريا في سلطنة عمان، ومديرا لسلاح المشاة.
يصمت الرجل قليلا، ويخرج تنهيدة من أعماق صدره، وهو يتذكر تلك الأيام التي أمضاها برفقة الراحل الحسين بن طلال، حيث كان يرافقه في العديد من الزيارات الخارجية، ويتحدث عن إنسانية الراحل الكبير غير المحدودة في التعامل مع كل من يرافقه، سواء كان من الحرس الملكي أو من الوفود الأردنية المرافقة، وكان دائما رحمه الله يسأل عن أحوال كل واحد فينا، ويطمئن علينا بصورة مستمرة، كما يقول الخوالدة.
وعدا عن هذه المهمة الكبيرة التي يشعر تجاهها الخوالدة بالفخر والإعتزاز؛ يقول إن جلالة الملك الحسين طلب منه بكل أدب واحترام، وهو دائما كذلك، بأن يكون ضمن الحرس الخاص ببعض أفراد العائلة المالكة الكريمة، والذين كانوا دوما، كما يقول؛ رمزا للتواضع والبساطة، وكان يشعر خلال هذه الفترة وكأنه جزء من العائلة والتي لا تختلف أبدا عن أي عائلة أردنية.
العمل مع الأمير الحسن
وخلال فترة وجوده كحرس خاص للأمير الحسن يقول الخوالدة ؛ بأن العمل مع الأمير له نكهة خاصة، صحيح أنه متعب في بعض الأحيان، ولكنك تشعر بمتعة رغم صعوبة المهمة، والأمير كان دائم العمل والزيارات والجولات وخاصة داخل البلاد، هو عملي جدا ويحب الإنجاز ولا يؤجل العمل أبدا، ولذلك فإن ضيفنا يرى في هذه الفترة نوعا من التميز والتحدي أيضا.
مرافقة الأميرين عبدالله وفيصل
وحول العلاقة مع جلالة الملك عبد الله الثاني حين كان أميرا، يقول اللواء الخوالدة بأنه كان مرافقا دائما لجلالته حين كان أميرا بعمر العشر سنوات أو أكثر قليلا وكذلك الأمير فيصل بن الحسين، حيث رافقهما سويا، وأشرف على تدريب الملك على الرمايات حين كان صغيرا، ورافقه في ذلك العمر هو والأمير فيصل في بريطانيا لفترة طويلة.
ومن اللحظات الجميلة التي لا ينساها ضيفنا الخوالدة؛ عندما كان الملك الراحل يحضر ولديه؛ الأميرين عبد الله وفيصل إلى ساحة التدريب ليشهدوا العمليات التي يقوم بها الحرس الملكي، وهي عمليات شاقة، وتدل على مدى كفاءة هذا الجهاز المهم والذي يمتاز أفراده وما زالوا بمهارات منقطعة النظير، ويشهد لهم الجميع، سواء داخل الوطن أو خارجه.
وأكد أن الحرس الملكي نال الإعجاب والتقدير نظرا لتميزه وتفوقه وما يقوم به من مهام، مما يدل على مدى الاهتمام الكبير الذي ما زال يحظى به من قبل القيادة الهاشمية، وعلى رأسها جلالة الملك.
وعن اللحظات المميزة التي يتحدث عنها اللواء الخوالدة؛ يقول بأنها لا تحصى، خاصة وأنت في حضرة جلالة الملك وأصحاب السمو الأمراء، وعندما يشعر الإنسان بأنه قريب جدا من هذه العائلة، يدرك بأنه أمام مسؤولية كبيرة، تفوق أي مسؤولية يمكن للإنسان أن يتخيلها.
الجيش الأكثر إنضباطا وتنظيما
ويشير إلى أن الحرس الملكي الخاص يقوم بمهام عظيمة، وهو جزء أساسي ورئيس من جيشنا العربي، الذي نشعر تجاهه بالفخر والإعتزاز، وهو من أكثر الجيوش تنظيما وانضباطا وإخلاصا ووفاء، مؤكدا البقاء على العهد والوعد حفاظا على هذا الوطن وقائده، الذي أعطى الكثير، وقبله الملك الباني الحسين رحمه الله، الذي رفع إسم الأردن عاليا، فبات هذا الوطن وجيشه مصدر فخر للجميع.
ولا ينسى ضيفنا ضابط الحرس الملكي السابق ذلك الاحترام الكبير الذي كان يحظى به الملك الراحل أينما ذهب، لقد كان ذلك القائد السياسي الفذ ومحط أنظار كل زعماء العالم، بل كان مدرسة في السياسة.
أوقات جميلة برفقة الأمراء
ويفتخر اللواء الخوالدة بوصفه مرافق الملوك والأمراء، ويقول؛ وهل هناك ما هو أجمل من ذلك؟ أن يمضي الإنسان فترة من عمره في مرافقة ملوك وأمراء بني هاشم، فهو لكونه مرافقا وحارسا شخصيا، فقد كان الأمراء ينظرون إليه ببالغ الاحترام والتقدير، كما لو أنه والدهم، لا يعرفون الخيلاء أو التكبر، بل البساطة هي عنوان تعاملهم مع الجميع، ويضيف كم هي الأوقات الجميلة التي أمضاها برفقتهم في العديد من الدول أو في داخل الوطن.
17 وساما
يحمل الخوالدة سبعة عشر وساما سواء من الأردن أو من دول أخرى ، كوسام اليوبيل الفضي، ووسام الاستحقاق العسكري، وميدالية معركة الكرامة، ووسام الكوكب ووسام النهضة من الدرجة الثالثة، ووسام الاستقلال وشارات الكفاءة القيادية وتقدير الخدمة، إضافة إلى الميدالية الذهبية من الرئيس النمساوي ووسام الفاتح العظيم من ليبيا، ووسام من الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ،ووسام الشرف الذهبي النمساوي.
خلف القائد في مواقفه الشجاعة
وينهي الخوالدة حديثه بالقول إنه أحد أبناء هذا الوطن، ويشعر بفخر لانتمائه لإحدى عشائرها الأصيلة (بني حسن)، هذه العشيرة التي كانت على الدوام خلف القائد في كل مواقفه الصلبة الشجاعة ، ويؤكد ان الشعب الأردني بكافة عشائره وأبنائه ومختلف فئاته ومن كافة المنابت والأصول على العهد دائما مع الملك والعائلة الهاشمية الكريمة في مواقفها دفاعا عن الحقوق العربية وخاصة حق الشعب الفلسطيني في حريته وخلاصه من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ويضيف إن لاءات الملك الثلاث كانت عنوان عز وفخر لكل الأردنيين المدافعين عن هذا الوطن وفلسطين والقدس، وترسيخ الوصاية الهاشمية على المقدسات فيها ، مشددا على أنها مواقف مبدئية تربينا عليها ولا تنازل عنها مهما كانت الضغوطات والتحديات، مؤكدا أن الأردنيين سيقفون صفا واحدا لصد أي مؤامرات تستهدف هذا الوطن ومقدراته وإنجازاته.