الخوف والعتب المشروع

يشعر معظم جمهور كرة القدم الأردنية بشعور يمتزج فيه العتب والغضب والقلق، بالنظر إلى نتائج المنتخب الوطني في المباريات الودية التي خاضها منذ شهر حزيران (يونيو)، وحتى المباراة الودية التي جرت الخميس الماضي في طشقند ضد المنتخب الاوزبكي.اضافة اعلان
النتائج لا تبدو مرضية للجماهير والإعلاميين على حد سواء، فخلال المباريات الثماني الاخيرة لم يحقق "النشامى" أي فوز مقابل أربع خسائر وأربع حالات تعادل، ولذلك تبدو مباراة "النشامى" يوم غد أمام الضيف اللبناني، بمثابة الاختبار الودي الاخير للمنتخب الوطني في العام الحالي، بانتظار سحب قرعة التصفيات النهائية لكأس الأمم الآسيوية، التي ستنطلق خلال شهر آذار (مارس) المقبل، لاكمال عقد المتأهلين إلى "الإمارات 2019".
في المنظور العام للصورة الحالية، لا يستطيع أحد أن ينكر بأن القلق يسيطر على المتابعين، فالنتائج الودية توحي بوجود خلل في منظومة المنتخب الوطني.. من الواضح أن الكثيرين لا ينظرون إلى الأداء بمقدار نظرتهم إلى النتيجة، ومن البديهي أن المباريات تقاس أولا بالنتيجة وليس بمستواها، وإن كان من الضروري أن يمتزج الاداء الجيد مع النتيجة الجيدة.
لنعترف "وهذا واضح للجميع" بأن مستوى المنتخب الوطني لم يعد كما كان عليه في الحقبات الذهبية، حين كان يدب الرعب في صدور نخبة المنتخبات الآسيوية.. خرج النشامى بفعل تراجع النتائج من قائمة "النخبة الآسيوية" وحتى من بين افضل 100 منتخب في العالم وفق التصنيف الاخير لـ"الفيفا"، ولعلنا نذكر بأن المنتخب الوطني صُنف في شهر آب (اغسطس) من العام 2004 في المركز 37 عالميا.. هذا المنتخب سبق وأن فاز على منتخبات بوزن اليابان وكوريا الجنوبية وإيران والسعودية والصين وأستراليا وغيرها.. اليوم يبدو المشهد مختلفا للغاية.
صحيح أن المباراة الودية أمام لبنان قد لا تكون مهمة كثيرا في الحسابات لو كان الوضع مختلفا، ففي الغالب لا يقاس على المباريات الودية كثيرا لأن نتائجها ربما تكون خادعة، ويُستفاد منها في معرفة مواطن القوة والضعف واكتشاف الأخطاء ومعالجتها قبل الدخول في المنافسات الرسمية.. لكن هذه المباراة ورغم طابعها الودي الا أنها تحمل أهمية كبرى، لأن النشامى بات بحاجة إلى "نصر معنوي" حتى لو كان ذلك على حساب المستوى الفني.. فوز يعيد إلى الجمهور الأمل وينهي حالة الخصام مع الانتصارات.
لذلك يبدو حضور الجمهور مهما لمؤازرة النشامى.. يجب أن نفكر في كيفية استعادة هذا الجمهور الذي افتقدناه مؤخرا في مباريات المنتخب الوطني.. المطلوب تحفيز الجمهور بشتى السبل وليس تطفيشه من خلال وسائل متعددة لا أريد التطرق لها في هذا المقال.
"النشامى" بحاجة إلى دعم جماهيري وإعلامي لكي يستعيد ثقته بنفسه، وعلى المنتخب الوطني أن يتفهم "عتب" أو "غضب" الجمهور، لأن النتائج التي تحققت حتى وإن كان المنتخب يمر في مرحلة تجريب وإحلال وتبديل غير مرضية.. العقم الهجومي يقلقنا.. بعض اللاعبين المؤثرين هجوميا هم خارج قائمة النشامى حاليا، اما لكبر السن أو لخلافات لا يجوز أن تبقى لأننا بحاجة لكل "ناب" هجومي يمكنه أن "يفترس" شباك المنتخبات المنافسة.
ربما نال المدرب عبدالله أبو زمع ما فيه الكفاية تارة من عبارات النقد الموضوعي وتارة من "التجريح"، لكنه اليوم يجب أن يستمع لصوت المنطق، فيُحسن اختيار التشكيلة القادرة على تأدية المهام على اكمل وجه، كما أنه "في حال استمر في المرحلة المقبلة" بحاجة إلى طي صفحة الخلافات ومحاولة تفهم الحالة النفسية لبعض اللاعبين الغائبين وعلى رأسهم المهاجم حمزة الدردور، الذي يجب أن يعي هو الآخر اهمية وجوده ضمن قائمة النشامى، وضرورة ابتعاده عن اي تصرف سلبي.. ننتظر التوفيق للنشامى في مباراة يوم غد، وننتظر من الجماهير مؤازرة النشامى، الذين لا بد وأن يقدموا افضل اداء ونتيجة.