الداء والدواء لهدر الطاقات

هاشم نايل المجالي من أكثر الإرهاصات والابتلاءات للناس هو إهدار الطاقات وتضييع الفرص المتنوعة للعمل والإنتاج، وتعطيل الإمكانيات التي كانت ستحدث لو تم استغلال هذه الطاقات واستثمارها فيما هو مفيد. لكن كثيرا من الناس من يتفنن بإهدار وتضييع طاقاته وتعطيل مواهبه وإبداعاته، والكثير منهم يدفع بالمسؤولية وإلقاء التبعية على الآخرين، ليتربع على مستنقع السكون والراحة والسلبية واختيار الإنزواء والإنضواء. هناك كثير من الناس وخاصة الشباب استسلموا للواقع الاجتماعي المتأزم والعزوف عن الفاعلية المنتجة بالكثير من الأعذار والمبررات وعلى حساب العقل والروح والجسد. فهو يعتبر أن العصامية والعمل الجاد والمتعب يورث المتاعب ويضيع الوقت، فهو يفضل الراحة ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي على التدرب والإنتاج، ويفضل الترف على الجد في هدره للساعات ويفضل التنظير والتعليق بالكلام. على جميع الجهات المعنية حكومية وخاصة ومنظمات أهلية الأخذ بأيدي شبابنا لتوفير فرص العمل لهم بدل الأيدي العاملة الوافدة، من خلال إتاحة الفرص لهم بالعمل والتدريب وإلغاء ثقافة العيب بالتوعية والإرشاد، لا أن تمارس الشركات والمؤسسات سياسة الإهمال وخلق المعوقات المختلفة أمامهم، بل يجب القيام بالمبادرات العملية والفعاليات لغايات التحفيز والتشجيع. ينبغي انتشال هؤلاء الشباب من مستنقع الكسل ومضيعة الوقت، لكي لا يكونوا في هبوب الريح للتنظيمات المنحرفة أو الشخصيات المجتمعية السلبية التي باتت تقودهم في اتجاهات سلبية لتحقيق مصالحهم الشخصية، بل علينا ان نجعل منهم مشاعل نور لوطنهم ولدينهم، ومنعهم من الانحراف الأخلاقي ومتاهات المخدرات والعنف. هناك مهن متعددة فاعلة بدلا من الإدمان الإلكتروني، وهناك مشاريع إنتاجية متعددة ومتنوعة، وهي استثمارية مقرون نجاحها بالتدريب والتأهيل والتعاون المجتمعي ومع الشركات التي يجب أن تدعم هذه المشاريع بأي شكل من الاشكال في مبادرات. فهناك ايضاً سوء فهم للشباب عن قدراتهم الذاتية والنفس الابداعي، ولا ننسى ان هناك كثيراً من الناس متشبثون بعاداتهم وتقاليدهم ولديهم معايير اجتماعية ورؤية متزمتة للحياة والمكانة الاجتماعية التي لا يتنازلون عنها. نحن بحاجة اليوم لكسر كثير من تقاليدنا الشخصية القديمة، لانها باتت تشكل سداً منيعاً في وجه العمل لأبنائنا، حيث بات أبناؤنا في كثير من الأحيان وفق هذه التقاليد يعيشون وكأنهم في جزيرة معزولة عن كل محيطها، لأن ثقافة العيب تهيمن عليهم وهم لا يريدون أن يقدموا أي تنازلات عملية أو اجتماعية خوفاً من كلام الناس.اضافة اعلان