الدراسة وتنظيمها في رمضان.. فرصة نفسية وتربوية تكشف مرونة الطلبة

999999999
999999999
منى أبوحمور- مع بدء شهر رمضان المبارك، تبدأ الكثير من العائلات بالتفكير بكيفية تنظيم الأوقات الدراسية للأبناء، في حين يخشى البعض من تراجع الأبناء في الدراسة، وبالتالي التأثير على تحصيلهم العلمي عند تراكم المواد والمعلومات عليهم، لا سيما وأن امتحانات الشهر الثاني تتزامن مع انتهاء شهر رمضان المبارك مباشرة. تربويون يشيرون لـ”الغد”، إلى أن تنظيم الروتين اليومي والبرنامج الدراسي لدى الطلبة يساعد على تنظيم أوقاتهم، وبالتالي القدرة على الموازنة بين الصيام والدراسة في الوقت ذاته. الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة، يشير بدوره إلى أن الإشكالية في شهر رمضان في طريقة التفكير في تنظيم الوقت وإدارته، والأصل في تعليم الأبناء وكيفية تنظيم أوقاتهم الدراسية والغذائية. ويفضل النوايسة حصول الطلاب على ساعات نوم كافية بعد عودتهم من المدرسة، فانتهاء الدوام المدرسي عند الساعة الواحدة يمكن الطلاب من النوم من الساعة 2.30 حتى الساعة 4.30 يوميا، ما يساعد الجسم على أخذ قسط من الراحة. كما ينصح بتقسيم الدراسة قبل الإفطار؛ حيث يقوم الطالب بأداء الواجبات الأدائية من الساعة الخامسة حتى الساعة السابعة والكتابة وحل الواجبات المنزلية، أما التطبيق فيفضل أن يترك إلى ما بعد صلاة التراويح، خصوصا وأن هناك الكثير من العائلات التي تعتاد أداء صلاة التراويح والسهر لساعات متأخرة، ما يساعدهم على الدراسة جيدا وتأدية واجباتهم على أكمل وجه. أما بما يتعلق بطلاب الثانوية العامة، فيؤكد النوايسة ضرورة أخذ الطالب قسط من الراحة والنوم حتى الساعة الخامسة مساء منذ عودته من المدرسة، ومن ثم يبدأ بعدها بالدراسة حتى موعد الإفطار، ومن ثم يستأنف الدراسة من بعد صلاة التراويح وحتى ساعة متأخرة من الليل، كما يفضل أن يقوم الطلاب بالاستيقاظ مبكرا والدراسة عند الفجر؛ حيث يكون الذهن صافيا والقدرة عالية على الاستيعاب. هذه الفترة أربعة أسابيع، وبتوجيه من المعلمين والموجهين التربويين وأولياء الأمور، يجب توعية الطلبة على تقسيم ساعاتهم الدراسية، وفق النوايسة، في الأوقات التي يكون فيها الجسم والذهن قادرين على ألا يتلاصقا ويعطيا تطابقا مع بعضهما بعضا، وتكون القدرات الذهنية جاهزة لاستقبال المعلومات الدراسية وفهمها. الأصل أن تقسم الأوقات التي فيها الدراسة حسب الفترات التي يستطيع الطالب بأن يستوعب فيها مواده الدراسية، إلا أنها تشكل مشكلة بالنسبة للأمهات اللواتي اعتدن تدريس أبنائهن؛ حيث يفضلن الفترة بعد صلاة التراويح في هذا الأمر، فينصح النوايسة بأن يتعلم الطلبة التعلم الذاتي وأن يحصلوا على مساعدة من إخوتهم الكبار وأن يساعدوهم في تقسيم المهام الأدائية في الفترة من 5-7 مساء. وتتفق في ذلك اختصاصية الإرشاد النفسي والتربوي الدكتورة سعاد غيث، مشيرة إلى أن الدراسة وتنظيم أوقات الدراسة وتطوير روتين ومهارات الدراسة خلال شهر رمضان المبارك، هي ذاتها التي تكون في الأوقات الأخرى. ما يميز رمضان، بحسب غيث، أن تفاصيل النهار مختلفة، فيكون الطالب صائما وتمر عليه أوقات من دون طعام أو شراب، فضلا عن قضائه ساعات من الدراسة في المدرسة، وبالتالي يتغير عليه نظام الحياة؛ السحور والفطور وصلاة التراويح، ويكون معدل ساعات النوم أقل، وبالتالي يتأثر الطالب وتكون شدة التأثر حسب عمر الطالب. وتلفت غيث إلى أن الطالب في سن صغيرة يجب أن يكون صيامه تدريجيا بما لا يؤثر على أدائه المدرسي، وإذا لاحظنا الطفل أصغر عمرا ويحب الصوم ولكن أثر هذا الصيام على صحته وحيوية جسمه وأدائه المدرسي، فعلى الأهل أن يتدخلوا، خصوصا وأنه غير مكلف شرعا بالصيام. أما الطالب المكلف شرعا بالصيام، فعلى المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور تأكيد الاتجاهات الإيجابية للصيام وأنه شهر العمل والإنتاج، وبالتالي إبعاد فكرة الإرهاق والكسل والتعب وعدم كفاية الوقت، فذلك كله يتعلق بسوء إدارة الوقت. رمضان نفسيا وتربويا فرصة لإظهار المرونة وتغير روتين حياة الطالب من أداء العبادات وصلاة التراويح التي تجمع العائلة بأكملها على وجبة الإفطار. “المرونة مهمة جدا لاستيعاب التغيرات وبما لا يعيق نظام الحياة”، وفق غيث، لافتة إلى الابتعاد عن السهر لساعات طويلة الذي يؤثر بواقع الأمر على صحة الجسد، وبالتالي لا يقوى الطالب على الصيام وعلى عدم القدرة أيضا على الاستيعاب والدراسة. وتؤكد أن الأطفال يحتاجون إلى ساعات نوم طويلة مقارنة بالراشدين لتساعد أدمغتهم على إعادة تنظيم نفسها وتعمل بطريقة أفضل كأداء عقلي، وبالتالي الحرص على النوم والتغذية الجيدة والملائمة التي تمكنهم من الدراسة بشكل أفضل، مع الحرص على عدم التغيب أو الغياب تحت ذريعة رمضان والمثابرة في حضور حصصهم. ومن جهة أخرى، فإن تقليل ساعات الدوام المدرسي يساعد على التخفيف عن الطلبة، وفي حال وجد الطالب صعوبات في المواءمة بين الدراسة ورمضان، فعلى الأهل أن يسهلوا له البيئة والروتين ومساعدته في المواد الدراسية الصعبة. وتدعو غيث، المرشدين التربويين، إلى مساعدة الطلبة في رمضان على إعادة تنظيم وقتهم بين الصيام والدراسة وحياتهم الأسرية والاجتماعية، وهم بحاجة إلى التوعية والإرشاد لتطوير مهاراتهم للدراسة، ولابد من وجود الأهل والمعلم إلى جانبهم كموجهين وداعمين ومرشدين لهم. نمط التفاعلات والطريقة التي يقضوها ليمضي الوقت حتى المغرب لابد أن تكون مثمرة وليست تبديد وقت حتى موعد أذان المغرب. وتلفت غيث إلى أن مناقشة الأولاد بالتخطيط لبرنامج الدراسة في رمضان وقضاء أوقاتهم، ومن يملك فكرة جيدة يتم مساعدة الطالب حتى تنضج ويسهل تطبيقها، ولكن في حال لم يكن لدى الطلبة خطة، فيتم توجيههم وإرشادهم لطريقة مناسبة للدراسة واستغلال شهر رمضان في إتمام الواجبات المدرسية. اقرأ أيضاً: اضافة اعلان