الدراما الأردنية تجدد حضورها بالسباق الرمضاني رغم "شح" الإمكانات

3-15جانب من مسلسل "جلمود الصحارى"- (ارشيفية)
3-15جانب من مسلسل "جلمود الصحارى"- (ارشيفية)

منى أبوحمور

عمان- حصة "جيدة" للدراما الأردنية تدخل السباق الرمضاني هذا العام بمجموعة من الأعمال الأردنية المتنوعة والمميزة، ويشارك بها عدد من نجوم الفن الأردني، إذ تناولت هموم ومشاكل المواطنين، وتسلط الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية.اضافة اعلان
تعرض مسلسلات رمضان 2021 على التلفزيون الأردني، والقنوات الفضائية العربية جنبا إلى جنب مع الأعمال المصرية والخليجية والسورية.
وتأتي في مقدمة الأعمال الدرامية الأردنية التي تعرض خلال الشهر الفضيل، مسلسل "لعبة الانتقام"، الذي تدور أحداثه حول امرأة تتولى منصب رئاسة مجلس إدارة شركة مقاولات وتحاول تغيير السياسات الفاسدة في الشركة، وتتوالى الأحداث بإطار تشويقي بعد ما تتلقى التهديد من رجل مجهول.
العمل من بطولة الفنانة الأردنية عبير عيسى، تشاركها مجموعة من نجوم الفن الأردني وهم: جميل براهمة، علا المضاعين، محمد العبادي، محمد المجالي، سهير فهد وغيرهم، ومن إخراج حسام حجاوي، أما القصة فهي من تأليف نورا الدعجة، وإنتاج عصام حجاوي الذي يملك الحصة الأكبر من إنتاج الأعمال الأردنية في رمضان.
وفي إطلالة خاصة للفنان منذر رياحنة يشارك بعمل درامي ريفي متميز من خلال مسلسل "جلمود الصحارى"، وهو عمل ريفي تدور قصته حول فتاة بدوية جميلة وذكية، من الفتيات القلائل ببيئتها اللواتي تلقينّ التعليم بسبب وقوف والدها شيخ القبيلة إلى جانبها، حتى يوقع "جلمود" بحبها بالرغم من كل المشاكل بين والده ووالدها، فتتأزم الأمور لتلاقي الفتاة نفسها مجبورة على الزواج من جلمود كشرط من شروط الصلح حسب التقاليد والعادات البدوية. والمسلسل من إخراج رولا حجة، ومن بطولة علا المضاعين ومحمد المجالي.
"كرم العلالي" عمل درامي ريفي آخر تدور أحداثه في قرية الكرم وقرية العلالي، ويعالج المسلسل حكاية مشتركة تجمع القريتين، تتناول تفاصيل حياة الفلاحين وعاداتهم وتقاليدهم. ويجمع المسلسل كوكبة من الفنانين الأردنيين: عبير عيسى، شاكر جابر، سهير فهد، محمد الضمور وجميل براهمة.
وعلى صعيد الأعمال البدوية، يشارك مسلسل "صقار" في السباق الرمضاني، وهو عمل بدوي مشترك سوري أردني من بطولة عدد من نجوم الأردن وسوريا، وتدور أحداثه حول الصراعات داخل البيئة البدوية، وما يتخللها من قصص للحل والغدر والثأر. والعمل من كتابة دعد الكسان وإخراج شعلان الدباس وإنتاج أي سي ميديا، وغولدن لايف بطولة رشيد عساف وقمر خلف.
أما "عيال قحطان" فهو عمل يمني أردني مشترك، يؤدي به المشاركون حلقات المسلسل في الصحراء الأردنية، والعمل من إنتاج أوام سبأ وإخراج بسام المصري.
وضمن قائمة الدراما المشتركة أيضا، يأتي مسلسل "الكهف"، وتدور أحداثه حول صراعات القبائل مع بعضها بعضا بانضمام مجموعة من الفنانين السعوديين، ويتم تصوير جميع مشاهد المسلسل في الأردن، ويشارك في بطولته الفنان السعودي يوسف التركي والفنانون الأردنيون أميرة سمير، ونجلاء عبدالله وشاكر جابر، ومن إخراج سيف يوسف وتأليف الكاتب الأردني محمد البطوش.
وبعد انقطاع يعود التلفزيون الأردني الحكومي للإنتاج من خلال المسلسل البدوي "الحنين إلى الرمال"، وهو من بطولة: عاكف نجم، ومحمد المجالي، وأمل الدباس، ولونا بشارة، ووسام البريجي.
ولم تقتصر الأعمال الأردنية على الأعمال الدرامية فقط، وإنما أيضا شاركت في السباق الرمضاني بمجموعة من الأعمال الكوميدية، وهي من إنتاج عصام حجاوي، ومن هذه المسلسلات "بلاقي عندك شغل"، بطولة كل من: عبير عيسى، محمد العبادي، سهير فهد، محمد الجيزاوي، منية ابنة عبير عيسى، وتدور أحداثه ضمن حلقات متصلة منفصلة حول مشكلة البطالة وتأثيرها على الأسرة والمجتمع.
ويتوقف مسلسل "بلاقي عندك شغل؟"، عند ثنائية التوظيف والبطالة في قالب كوميدي متجدد ضمن سياق حلقات "متصلة- منفصلة" تناوب عليها مجموعة مخرجين.
ومن المسلسلات الكوميدية في رمضان 2021 نتابع مسلسل "ياسمين وصبري" وهو من بطولة: نادية الزعبي وعمر زوربا، وإنتاج Amman TV.
وعمر ليس نجم السوشال ميديا الوحيد الذي سيطل على الشاشة الرمضانية، ففي مسلسل "أربعة في واحد"، من إنتاج رؤيا يشارك عدد من النجوم الشباب والـ influencers أبرزهم الراحل عبود العمري الذي كان انتهى من التصوير قبل وفاته بحادث سيارة، ويشاركه في هذا العمل صديقه المقرب وسام القطب وأيمن وخالد عبلي اللذان نجيا من الحادث.
المنتج الأردني عصام حجاوي يشير إلى أنه هذا العام يشارك بحصة جيدة في السباق الرمضاني لعام 2021، ومن خلال مجموعة متميزة من الأعمال التي قام بإنتاجها والتي تعرض حاليا على القنوات المحلية والعربية، والتي أضفت تنوعا كبير وأثرت الدراما الأردنية والعربية.
وقال الحجاوي لـ "الغد"، إن الدراما التلفزيونية الأردنية كانت قد تصدرت الشاشات العربية وعملت على تطوير أساليبها وأدواتها، وعقب أحداث العام 1990 قامت معظم الأقطار العربية بمقاطعة الأردن لأسباب سياسية، وجاء وقع تلك المقاطعة قاسياً على القطاع الفني، فوقعت خسائر مادية فادحة إلى جانب الخسائر المعنوية والموضوعية.
وأضاف، "بعد أن انحسرت موجة المقاطعة لم تعد الحركة الإنتاجية الأردنية قادرة على العودة للساحة والمنافسة؛ بسبب شح الإمكانات المادية وبعد أن ارتفعت تكلفة الإنتاج". ويرى حجاوي أن جهود القطاع الخاص للإنتاج جاءت متقطعة ومتباعدة، كما تدنى مستوى بعضها لشح القدرات المالية مما قلص مساحة التوزيع والاستثمار وساهم بالعزوف عن مشاهدتها وحلت إنتاجات أخرى مكانها.
ويؤكد أن المحاولات التي يقوم بها هو وبعض الزملاء المنتجين غير كافية لإعادة الحياة والألق والاستمرارية المرجوة للدراما التلفزيونية الأردنية.
وعن الأعمال الدرامية الأردنية خلال الشهر الفضيل، بين نقيب الفنانيين الأردنيين حسين الخطيب لـ "الغد"، أنه وفي إطار تحقيق العدالة المثلى بين نقابة الفنانين الأردنيين والتلفزيون الأردني، فيما يتمثل بالشراكة الحقيقية في الإنتاج بين التلفزيون الاردني أولا، ثم شراء الأعمال التي يتم إنتاجها من قبل القطاع الخاص، فقد سعت النقابة خلال العام الماضي والحالي على تأكيد أن يكون هناك إنتاج خاص بالتلفزيون الأردني، والذي فعلا تمثل في "الحنين إلى الرمال" ضمن معايير عالية الجودة، حتى يتم تسويقه أيضا إلى الخارج.
وتطمح نقابة الفنانين، بحسب الخطيب إلى الاستثمار بالفن في إنتاج الدراما وتسويقها وترويجها إلى خارج الأردن؛ لتدر منافع معنوية ومادية على التلفزيون الأردني عند بيع المسلسل. ويقول "هذا العام ركزنا أن يستمر الإنتاج وبعد رمضان سيكون هناك إنتاجات درامية خاصة للتلفزيون الأردني". وحول عدد الأعمال التي تم بثها من خلال التلفزيون فقد طالبت النقابة، بحسب الخطيب باعتبارها جزءا من مجلس إدارة التلفزيون الأردني بأن يكون هذا الموسم الرمضاني أردنيا وأن تكون الشاشة أردنية في كل الإنتاجات، ما استدعى شراء أعمال من الإنتاج الخاص.
في هذا السياق تعرض هذا العام مجموعة متنوعة من الأعمال الدرامية منها ما هو بدوي، وما هو كوميدي وتم بشكل متميز، ويتمنى الخطيب أن يستمر التلفزيون الأردني بإنتاج وشراء الأعمال الدرامية الأردنية وتبقى الشاشة أردنية.