الدرس الناقص

معاريف

بقلم: غاليا بيزك هيلغر

اضافة اعلان

في الواقع الاسرائيلي المركب جدا الذي يسود فيه الانقسام، العنصرية والتطرف، ثمة حاجة لإصلاح شامل وخطير. خمس جولات انتخابات في وقت قصير تشهد على الفجوات وعلى الخلافات العامة. الحياة في مجتمع منقسم ومستقطب، حيث الكراهية والعنف حاضران جدا، يمسان بالمناعة الاجتماعية وبالقدرة على العيش المستقر والمتوازن. إن المسؤولية عن الاصلاح هي على كل واحد وواحدة منا وبالتأكيد على الزعماء. هذا هو الوقت لإعادة اطلاق المنظومات لاجل اعطاء أمل لواقع آخر.
أولا، على جهاز التعليم أن يأخذ على عاتقه المسؤولية. فمنذ اكثر من 30 سنة عرفت وزارة التعليم "التعليم للحياة المشتركة ومنع العنصرية" كهدف مركزي. ومع ذلك، هناك فجوة آخذة في الاتساع بين اعلان الوزارة وبين الاستثمار في المقدرات، في التركيز وفي المسؤولية عن الموضوع. في السنوات الاخيرة نشرت عدة تقارير في الموضوع بما في ذلك تقرير مراقب الدولة والتي شددت على الحاجة الملحة في جهاز التعليم لبرنامج تعليم للحياة المشتركة ومنع العنصرية. كما عرض مطلب الدعم الكامل في المجال. رغم ذلك، تواصل الوزارة اغماض العيون وتناول كل هذا كتوصية فقط.
حقيقة اننا نعيش النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يوميا تستوجب من وزارة التعليم التحرك للعمل. توجد صلة وثيقة بين النزاع القومي والعداء بين الاغلبية اليهودية والاقلية العربية في اسرائيل. على الوزارة ان تستفتي افضل الخبراء لبلورة برنامج تعليمي، من الروضة وحتى الثاني عشر، يتناسب ايضا مع المجتمع العربي واليهودي على حد سواء، برنامج يشكل مرسى لكل معلم في كل وسط، دون صلة بمواقفه السياسية ويلزم الجهاز باعطاء موقف جدي من التعليم في كل ما يتعلق بالقيم الانسانية الاساس: منع العنصرية، المساواة، الاحترام والتسامح.
يتعرض ابناؤنا، عبر وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية، لخطاب جماهيري حماسي يؤدي الى التمترس الايديولوجي والجمود الفكري. ان تطلع وزارة التعليم المبدئي يجب أن يكون نحو تربية جيل ينجح في أن يكون منصتا، يتجرأ على المخاطرة في مواقفه، يتحدى المسلمات، يكون حديثا واصيلا في ارائه وافكاره. لهذا الغرض يجب تأهيل طواقم تعليم، مهمتها تدقيق مواد التعليم وإجراء لقاءات بين العرب واليهود.
رجال التعليم جديرون بالتقدير، لكن محظور أن يكون التعليم في المواضيع المصيرية ان يبقى خيارا. وحتى وان كان بتأخير شديد، فإن وزارة التعليم ملزمة بأن تكتب برنامج تعليم كامل وجدير يتحدد كموضوع إلزامي يتضمن سياقات تقدير، يفحص تغيير المواقف، تقليص الاغتراب بين العرب واليهود، يطور احتواء ورحمة ويكون مرسى هاما في قدرة المعلم على التغيير الجوهري لطبيعة الخطاب في سياق النزاع والحياة المشتركة؛ برنامج يسمح بفهم التعقيدات لا البحث عن حلول بل تعزيز القيم، تقليص الجهل، الكراهية والانعزال، التقريب، اللقاء واحداث التغيير الذي نتطلع كلنا له جدا.