الدغمي رئيس لـ"النواب" والصفدي وزيادين نائبان والشوحة والبداوي مساعدان

النائب عبد الكريم الدغمي متحدثا عقب انتخابه رئيساً لمجلس النواب  - (تصوير: أمير خليفة)
النائب عبد الكريم الدغمي متحدثا عقب انتخابه رئيساً لمجلس النواب - (تصوير: أمير خليفة)
جهاد المنسي عمان- للمرة الثانية يترأس النائب عبد الكريم الدغمي مجلس النواب، بعد فوزه في انتخابات المجلس التي جرت أمس، بعد أن كان ترأس الدورة العادية الثانية للمجلس السادس عشر، حاصدا 64 صوتا، فيما حصل منافسه النائب نصار القيسي على 58 صوتا، وألغيت 8 أوراق، وشارك في الاقتراع 130 نائبا. وفاز النائب احمد الصفدي بموقع النائب الأول لرئيس مجلس النواب بعد أن انسحب النائب حسين الحراسيس من سباق المنافسة، فيما فاز النائب هيثم زيادين بموقع النائب الثاني لرئيس مجلس النواب بعد حصوله على 66 صوتا، وحصل منافسه النائب نصار الحيصة على 57 صوتا، وفاز بموقع المساعدين، النائبان راشد الشوحة، وغازي البداوي. جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس النواب عصر أمس ترأسها النائب نواف الخوالدة باعتباره الأقدم نيابة، وساعده النائبان الأصغر سناً بين الحضور عماد العدوان، ويزن شديفات. وترشح لرئاسة المجلس عند فتح باب الترشح النواب عبدالكريم الدغمي، ونصار القيسي، وتمام الرياطي، ونضال الحياري، ثم انسحب النائبان الحياري والرياطي، حيث قال النائب الحياري إن “ما يجري عرف ديمقراطي وينظر الشارع الأردني إليه”، معلناً انسحابه من الترشح “إكراماً للنواب”. وبعده أعلنت النائب تمام الرياطي انسحابها أيضا، لكنها استبقت ذلك بالقول: “رفضاً للتوجيهات المقيتة خلال اليومين الماضيين التي جذرت معنى أننا مجلس يقال عنا ديكور أعلن انسحابي”، فيما رد النائب مجحم الصقور على الرياطي مطالباً بحذف كلمة “مجلس ديكور” من محضر الجلسة. وبدوره، قال النائب فواز الزعبي ردا على الرياطي: “خلال 30 عاماً من وجودي تحت القبة لم تكن هناك توجيهات أو تعليمات أو ضغوطات”، مؤكداً عدم رضاه عن ملاحظتها. واختار الخوالدة النواب: سليمان أبو يحيى، واندريه الحواري، وعبدالرحمن العوايشة، كلجنة للاشراف على عملية الاقتراع لرئيس المجلس، فيما قرأ النواب الفاتحة على أرواح النواب السابقين محمد أبو عليم، وسالم الهدبان، وخليل الهبارنة. وبعد أن تبوأ مقعد الرئاسة، ألقى رئيس المجلس عبد الكريم الدغمي كلمة قال فيها: “إنّ مجلس النواب سيكون العون والمساند للحكومة ما دامت تسير في تنفيذ برامجها التي تستهدف رفعة الوطن والمواطن الأردني”. وأضاف: “سأعمل بكم ومعكم على تعديل النظام الداخلي لاستعادة ما تم الرجوع عنه، والحدّ من صلاحيات النائب، وسنعيد الألق والهيبة لدور النائب”، متوجها بالشكر لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بتفضله بافتتاح الدورة العادية الأولى وإلقائه لخطاب العرش، الذي سيكون نبراسا هاديا للسلطات ليرتقي به الأداء والوطن. وقال موجها كلامه لجلالة الملك: “أبدعت بالخروج بنا من كل الأزمات التي يمر بها الوطن، ومن الفتنة، وعبّرت عن كل الأمة العربية بشرح قضيتنا المركزية، حيث شددتم جلالتكم بضرورة حل القضية الفلسطينية بما يحفظ الحق الفلسطيني بإقامة الدولة العربية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والقضية السورية وتمسكك بضرورة تماسك أراضيها وإنهاء النزاع المسلح والإرهاب عن أرضها، وعرضت جلالتك القضايا العربية الساخنة في الأمم المتحدة وكافة المحافل الدولية”. وقال للنواب: “طوقتم عنقي بهذه الثقة الغالية على قلبي التي ترتب علي ثقلا إضافيا، سيكون مكتبي ومنزلي مقرا لكم جميعا دون استثناء، وسنكون معا كالبنيان المرصوص، وسأكون العون والسند لكم في السراء والضرّاء، ويدي تمتد لكم في التعاون المثمر في إقرار مشاريع القوانين التي تتبنى الإصلاح الإداري والسياسي والدستوري، وذلك على أعتاب المئوية الثانية التي بناها الآباء والأجداد بقيادة هاشمية (....) ها هو برلمانكم وسيادتكم لا يتدخل بكم أحد إلا بحدود القانون والدستور”. وأشار إلى أن التعاون مع السلطة التنفيذية “مرسوم ومحكوم بدستورنا الذي ستضاف إليه تعديلات في قادم الأيام، وعليه سنتعاون معها (الحكومة) ما دامت تسير في الاتجاه الصحيح”، وحيّا القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية التي تسهر على حماية الوطن والمواطنين، وترحم على الشهداء الأحرار الذين قدموا أرواحهم لهذا الوطن. وقال إن “الإصلاح طبيعة إنسانية، والشعب الذي (يتسمّر) بمكانه والدول التي لا تتقدم ستبقى تراوح مكانها متخلفة عن التطور والحداثة”، مثمنا خطوات الملك بتكليفه لجنة ملكية لمراجعة الدستور وقانوني الانتخاب والأحزاب، ومعتبرا أن هذه المراجعة ضرورة حتمية لتبقى الدولة مواكبة للتطور في هذا العصر. وأضاف: “نحن مدعوون كسلطة تشريعية للتعامل مع مخرجات اللجنة التي تبناها جلالة الملك بكل الحرفية التي يعرفها الجميع عن مجلسكم، كما أن الحكومة مدعوة للنهوض بالاقتصاد ووضع خطط طويلة وقصيرة المدى لدعم اقتصادنا وتشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي وتقليل البيروقراطية ومكافحة الفساد”. وزاد: “إن ما يعانيه قطاع الزراعة يحتاج إلى خطط حقيقية للنهوض به، في بلد كانت فيه الزراعة رافدا أساسيا للاقتصاد، ما يوجب على الحكومة أن تهتم بالقطاع بمنتهى الجدية، حتى ترتفع مساهمته أضعاف ما هي عليه من الناتج الإجمالي”، مؤكدا انفتاحه على كل المبادرات الجادة لالتقاطها وتحويلها إلى فرص لبلدنا الغالي، وتقديم النصح للحكومة. وشكر الدغمي كل من منحه الثقة، كما شكر رئيس مجلس النواب السابق النائب عبدالمنعم العودات، بقوله: “الشكر إلى المحامي عبدالمنعم العودات الذي رأس المجلس في الدورة السابقة وكان مثالا في الأخلاق، له منا جميعا كل الشكر والتقدير وسيبقى رئيسا أينما يجلس (تحت القبة أو على كرسي الرئيس)، وناصحا لنا، وسيبقى يساعدنا جميعا في إدارة أعمال هذا المجلس”. من جهته، هنأ رئيس الوزراء بشر الخصاونة باسم الحكومة رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي، بمناسبة اختياره رئيسا للمجلس، متمنيا له التوفيق والسداد في مهمته، وأعلن عن تشكيل لجنة لتحديث المنظومة الإدارية؛ لتحقيق التوازن المطلوب بين متطلبات الرقابة والمرونة اللازمة في الإدارة. ودعا الخصاونة إلى ضرورة الابتعاد عن جلد الذات فيما يتعلق بإنجازات الوطن، مع التأكيد أن يد الحكومة ممدودة للمجلس في إطار السعي للنهوض بالوطن، مؤكدا أن خطاب العرش تضمن خريطة طريق حددت الأولويات التي يتعين علينا إنجازها معا في سياق الفصل المرن بين السلطات. وبيّن أنّه سيتم المضي قدما فيما يتعلق بتحديث منظومة الحياة السياسية التي تضمنت قانوني الانتخاب والأحزاب السياسية والتعديلات الدستورية، والتي وصلت بالأمس إلى مجلس النواب، مشددا على ضرورة العمل وفق التنسيق الثنائي بين مجلس النواب والحكومة؛ لتحقيق ما يصبو إليه جلالة الملك عبد الله الثاني.

إقرأ المزيد :

اضافة اعلان