الدفاع الأفضل هو التحريض

هآرتس

أسرة التحرير

اضافة اعلان

لقد أدار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الهجوم الجبهوي ضد القناة 12 وفقا لاستراتيجيته الدائمة: اذا لم يكن ممكنا إسكاتهم – نحرض ضدهم. بعد فشل الخطة الاولى، ورد القائم بأعمال رئيس لجنة الانتخابات المركزية طلب الليكود اصدار أمر احترازي يمنع مراسل الشؤون القانونية لأخبار 12، غي بيلغ، مواصلة نشر روايات الشهود الملكيين في الملفات ضد نتنياهو حتى الانتخابات، توجه نتنياهو الى الخطة الثانية، وافترى على القناة 12 بأنها لاسامية وطلب من الجمهور مقاطعتها.
"لست متفاجئا من أن كيشت تلطخ كذبا بالسواد شخصية اسرائيل. فأنا اعتدت على ان كيشت تلطخني بالسواد كل يوم"، هكذا نشر نتنياهو على الفيسبوك، متناولا مسلسل "الفتيان". رسالته الى جمهور ناخبيه واضحة: الدولة هي أنا وأنا هو أنتم. كل انتقاد علي هو انتقاد عليكم وعلى الدولة، وبالعكس.
يستخدم نتنياهو جمهور ناخبيه كدرع بشري: حين يشعر بانه يتعرض للهجوم، يجر كل ناخبيه الى ذاك القارب الغارق. اذا سقط – هم يسقطون معه. نتنياهو يريد ناخبيه على اقصى طرف جنون الاضطهاد: الكراهية اللاذعة له هي ما يقبع في اساس نشر الاخبار المتعلقة بملفات رئيس الوزراء، مثلما هي كراهية اليهود اللاذعة، اللاسامية أو اللاسامية الذاتية – هي ما يقبع في اساس فن النقد على اسرائيل. في الحالتين هذه فرية دم. دمه بالطبع، وكنتيجة لذلك – دمهم. وفي الغداة انتقل نتنياهو الى الهجوم وافترى على رؤساء كيشت بانهم "يقومون بعملية مضادة للديمقراطية". بل ونشر بنك الاهداف: مدير عام كيشت آفي نير، مدير عام شركة الاخبار آفي فايس واصحاب السيطرة في الشرطة، اسحق تشوفا ودوريت فارتهايم، التي هي رئيسة كيشت ايضا. ان تحريض وتهديد نتنياهو واضحان جدا لدرجة انه لا يتبقى مجال للتأويل.
ان نمط عمل نتنياهو معروف جيدا للجمهور. عندما يخاف من الهزيمة او يحاول ان يبدو كذلك، فلا حدود لما هو مستعد لان يفعله. مثل رئيس الوزراء اسحق رابين في الماضي، هكذا ايضا السلطة القضائية، رئيس الدولة، الاعلام، المعارضة، الصحافة، الشرطة – كلهم مواضع شرعية لتحريض خطير ومنفلت العقال. لا توجد صعوبة لنتنياهو للوقوف ضد اجهزة الدولة حتى في الوقت الذي يكون فيها رئيس الوزراء، لا صعوبة له في اخضاع قوانينها، او لجر دولة كاملة الى انتخابات معادة؛ فغاية تثبيت حكمه يبرر كل الوسائل.
ان اقوال نتنياهو جديرة بكل شجب. وفي دولة القانون كان منتخبو الجمهور على جانبي الخريطة السياسية سيرفعون صوتهم ويقولون لنتنياهو ان تحريضه لن يمر. ولكن اسرائيل لم تعد هناك. ينبغي الامل في أن يفعل الجمهور هذا في يوم الانتخابات بدلا منهم.