"الدلعونا والكورونا".. القسوس يمزج حس الطرافة بيوميات الحظر

figuur-i
figuur-i

تغريد السعايدة

عمان- لم تكن ظروف الحجر المنزلي الذي طال العالم كله خلال الأشهر الماضية، ليمر مرور الكرام على الأردن، كغيرها من دول العالم، إذ وقف الجميع عند عبراتها وعثراتها، ويوميات العائلات التي تشابهت في تفاصيلها ومشاعرها، والتي خرج منها الكاتب الأردني ضيغم القسوس بكتابه الطريف والجديد "الدلعونا والكورونا".اضافة اعلان
في مقدمة الكتاب يقول القسوس انه "حاول الحديث عن الظروف التي عشناها والمعاناة التي سببها فيروس كورونا، الذي احتل جزءًا من حياتنا اليومية وبث الرعب وسبب الخسارات المتواصلة"، وتأتي تلك التفاصيل في أربعة فصول في الكتاب ذي الـ 207 صفحات، وكل فصل يحمل عنواناً مختلفا، ولكن الحديث كله عن يوميات الكورونا التي عايشها الأردنيون مع العالم.
"الدلعونا والكورونا" يتناول عشرين حكاية أغلبها معنونة بعبارات من أغانٍ شعبية أو أمثال قديمة، يتم بناءً عليها سرد قصة قصيرة أو تفصيلة قد يكون عاشها جزء كبير من قارئي الكتاب، والتي تبدأ من "ضمآن والكاس في يديه"، مروراً بـ "قطعت أنا حدود سوريا"، وتنتهي بـ "طارات الطيارة".
ويضيف القسوس في مقدمته عن الكتاب، "يلاحظ القارئ أن الكتاب اشتمل على ملفات فرضت تفاصيلها التفاعل مع المعطيات، لذا كان الحديث الأهم فيها الحدث الأهم، وهو فيروس كورونا تبعاً للمتغيرات التي توالت على الأردن"، ومن باب التخفيف من وطأة كورونا وهجمة الفيروس جاء الحديث في ملف الدلعونا التي أوحت للكاتب بالكثير من العناوين والمضامين والقصص والحكايات في الكتاب.
كما أن الكاتب، لم يترك الكتاب إلا وعمد فيه إلى الحديث عن "ترطيب الأجواء بشوية حب فكان الملف الرابع مشتملاً على شوية حب، وحب، وحب وحبر، وشوية ورق، وشوية حب في دفتر الفنجان".
حورّ القسوس كلمات إحدى الأغاني التراثية "جينا وجينا" لتكون ملائمة لوضع الكورونا، ويكتب "جينا وجينا وجينا الكورونا منا وفينا"، والتي يتناول فيها الحديث عن القادمين من الخارج، بعد أن تم السماح لهم بالعودة وفق شروط وقائية، لينقلوا لعائلاتهم وأصدقائهم تجاربهم في حقول الدلعونا الكورونا، التي تتحدث عن واقع لدى آلاف العائلات التي عاد ابناؤها من الخارج هاربين من خطر الكورونا إلى حضن الوطن، مروراً بحادثة الطلبة الذين أقاموا الدبكة بعد عودتهم بأيام قليلة من الخارج.
وفي أغنية "طيارة يما بتدور فوق حارتنا يا يما يمكن شايفني الطيار وسط جنينتنا يا يمّا"، تلك الكلمات مقطع من أغنية تراثية، وضعها الكاتب القسوس عنواناً لإحدى القصص التي تقع في ملف "الدلعونا"، ويتحدث بها عن فتاة تناظر طائرة تحوم حول الحي، ويبدأ حوار الأم والإبنة بكلمات أغنية تراثية تتداخل فيها الكلمات العامية التي تضفي جمالاً على الحوار. أما المثل القائل "أكل ومرعى وقلة صنعة"، فقد استنبط منه الكاتب حواراً آخر، ويقول "تزورنا جمعة وتسقط من أعمارنا جمعة، ونحن تحت أوامر الدفاع أكل ومرعى وقلة صنعة، وفي قصة أخرى "سيراً على الأقدام، وبطريقة شعرية بسيطة يتحدث القسوس عن الأيام التي تحكي قصصاً وحكايا من خبايا الحَجر في كل البيوت، ويصف فيها حال تلك البيوت التي تضج بالقصص الأسرية والتفاصيل اليومية التي تبدأ من الاستيقاظ من النوم إلى انتظار قرارات حكومية إلى الكثير من الأحداث".
أما في قصته الطريفة "الكورونا والمريول" يسرد القسوس بكلمات بسيطة، "في غمرة هذه اللخبطة والذهول، وتتابع الشهور والفصول، رن هاتفي المحمول تبشرني وتقول أنت في هذا الحجر غير مشمول ويمكنك التجول في عمان من وادي السير إلى خلدا إلى بسمان ويمكنك التجول في كل مكان شريطة أن لا تخرج من عمان".
ويستمر "من فرحتي صرت في البيت أصول وأجول، ألقيت من يدي عجينة الخبز المخمر والمجبول، وأطفأت الفرن على أرغفة القرص وصينية المعمول، وأزلت عن جسدي المريول"، وفي هذه التفصيلة، يبين القسوس وضع كثير من العائلات التي لجأت إلى الخبز والعجين خلال فترة الحجر المنزلي، لتناول أطعمة من البيت بعد إغلاق المطاعم لفترة طويلة.
آخر فقرة في الكتاب، يخاطب فيها القسوس الفنجان، ذلك الفنجان الذي رافقه طيلة فترة الحجر المنزلي مع تبعات كورونا وتفاصيلها، ويقول له، "إحكيلي يا فنجان شو خبت الأيام؟ هيه ولياليها شو معنى هالأحلام وشو هي معانيها؟ ويا خوفي من أفلام كل البلا فيها ويا خوفي من أحلام يكون الوجع فيها يا خوفي من أيام كل الحزن فيها".
ويشار إلى أن الكاتب القسوس من مواليد 1944 في الكرك، ودرس الهندسة، وهو متقاعد عسكري، وصدر له عدة مؤلفات وهي: "وطن الأوجاع وأوجاع وطن"، "كاسك يا وطن" و"لبيبة".