الدومينيكان: بلد الأسماء الغريبة

سانتو دومينجو- يعد السجل المدني الدومينيكاني بمثابة كنز للغرائب والطرائف في عالم الأسماء، حيث إن من يسعده الحظ بالاطلاع عليه، قد يصاب للوهلة الأولى بالدهشة ثم تمتزج بعد ذلك بالضحك.اضافة اعلان
وبإجراء فحص سريع للأسماء التي يحتوي عليها السجل المدني الدومينيكاني، يكتشف الراغب في هذا الأمر وجود اتجاه متصاعد لدى أبناء هذا البلد في إطلاق أسماء غريبة ومبتكرة على أبنائهم.
فعلى سبيل المثال فإن أسماء المشاهير أو الشخصيات الخيالية والسينمائية لها نصيب كبير، وتكون بطابع الحال ممزوجة بلقب لاتيني، لذا تظهر أسماء مثل جون كينيدي سانتانا وبروس لي فيليكس، والأكثر طرافة جيمس بوند صفر صفر سبعة! البعض قد يفهم أن يسجل أحدهم ابنه باسم أمادور (العاشق) أو كيريدا (المحبوبة)، ولكن إطلاق أسماء ناريث (أنف)، تبقى في نفس الوقت سرا غامضا في نفس من اختارها.
وللمهن أيضا نصيبها في الأسماء التي تظهر في السجل المدني الدومينيكاني، حيث توجد أسماء مثل بيلوتو (طيار) وميديكو (طبيب) وبروفيسورا (أستاذة)، وأسماء أخرى تدعو لتوخي الحذر مثل بيليجروسو (الخطير) وأديكتو (المدمن).
وعن هذا الأمر يقول الباحث بأكاديمية الدومينيكان لعلوم اللغة، الفيلسوف والأديب برونو روساريو كانديليه "إطلاق أسماء غير مألوفة على الأبناء يعكس شعورا بالدونية، على الرغم من ثراء الثقافة اللغوية التي يفترض أننا ننتمي إليها". وأضاف كانديليه "استمرار هذا الأمر حقا أمر مؤلم، إنه يعكس انخفاضا لتقدير الذات، على الرغم من عاداتنا وتقالدينا الثرية وكنوزنا الثقافية واللغوية". وأكمل الباحث "حينما يلجأ أحدهم لأسماء لمشاهير أجانب أو كلمات ذات طابع سيئ في اللغة، فإن هذا الأمر يعني أنه لا يشعر بالراحة مع هويته الحقيقية".
وكانت اللجنة المركزية للانتخابات، المسؤولة عن السجل المدني، قد قررت منذ ثلاث سنوات، أمام موجة الأسماء الغريبة، وبالأخص تلك المتعلقة بأفلام الخيال العلمي التي غزت البلاد، عدم الاعتراف بالأشخاص الذين يحملون أسماء غريبة وأجنبية وتحقيرية، وتلك التي لا توضح نوع الجنس.
وكان للكنيسة الكاثوليكية نصيب في هذا النقاش، حيث إن كاردينال البلاد نيكولاس دي خيسوس انتقد هذه الظاهرة، وخاصة ظاهرة تسمية الأطفال باسم هتلر، متعجبا من رغبة والد في "إطلاق اسم ديكتاتور على ابنه". -(إفي)