الديمقراطيون يعتمدون على نزاهة الفاشيين

Untitled-1
Untitled-1

هآرتس

بقلم: عودة بشارات

اضافة اعلان

حتى لا يكون هناك سوء فهم، هناك حراس عتبة في إسرائيل. والحديث يدور عن أشخاص محترمين، حضورهم يزين لقاءات رسمية، وأحيانا أيضا أصوات الطبول والأبواق تعلن قدومهم. ولكن جزءا ممن يتسلمون هذه الوظائف نسوا ما هو مضمون الوظيفة. اذهب وذكر المستشار القانوني للحكومة ماذا يعني أن تكون مستشارا قانونيا، اذهب وذكر رئيسة المحكمة العليا بأنها حقا رئيسة محكمة العدل العليا.
بعد مرور 12 سنة على حكم، فردي تقريبا، فإن بنيامين نتنياهو تعود على أن مصطلح "رئيس حكومة" يعني "نتنياهو". وفي المقابل، اعتاد الكثيرون على أن كلمة نتنياهو تعني "رئيس حكومة". هذا التطابق بين المنصب ومن يشغله أصبح يشوش ليس فقط حراس العتبة، بل أيضا رئيس الحكومة سلم بذلك. رغم ألمه لم يجد غير نتنياهو، المتهم بمخالفات جنائية، كي يكلفه بمهمة تشكيل الحكومة.
الدرس الاول هنا هو أن جميع المصطلحات الجميلة للديمقراطية مثل سلطة القانون أو حتى الدستور (مثلما في أميركا الكبرى) بحاجة إلى أشخاص شجعان وشجاعة تحافظ عليها وتصونها، وتزيل الغبار المتراكم مع مرور الوقت. وإلا فان كل شيء سيتبخر وكأنه لم يكن. يجدر التذكر بأنه في عدد من الدول الشمولية هناك أحلى دستور، لكن فعليا تعمل هناك أحلى ديكتاتورية. نتنياهو يسارع إلى هناك. والسؤال هو هل سيجر كل الدولة معه. الوضع الحالي غير مشجع.
إن استمرار حكم أي زعيم لسنوات كثيرة، بالأساس شخص يتحلى بمزاج ديكتاتوري، هو خطر على الديمقراطية. لو أن دونالد ترامب استمر في الحكم، أيضا جزء من حراس العتبة هناك لم يكونوا ليحظوا بالترحاب ومهمة تدوير الزوايا كانت في ذروتها من أجل شرعنة كل ظلم يفعله هذا الشخص. الدستور، الذي هو نوع من كتاب مقدس للأميركيين، كان سيرمى في ساحة الخردة. لذلك، الحصانة الوحيدة لنظام سليم هي يقظة عامة. فقط نوم لفترة قصيرة، والديمقراطية، حتى ديمقراطية محدودة، ستكون في خطر. رئيسة المحكمة العليا، استر حيوت، أشارت إلى أنه "لم تسقط أي قلعة" عندما حللت وشرعنت متهم بمخالفات جنائية قبل سنة تقريبا، وأصبحنا الآن شهودا على انهيار حصون، الواحد تلو الآخر: وزارة العدل تتعثر، الوزارات الحكومية لا تعمل، وكل شيء يجري عبر صفقات بين رئيس الحكومة وبديله.
يجب القول لكل من يتولى منصبا، خاصة في الخدمة العامة، إنه في اللحظة الحاسمة ربما أنه سيكون هو العائق الأخير أمام تدمير المعايير. سيقولون لك إنه ليس من السهل مواجهة رئيس الحكومة. من الواضح أن هذا غير سهل، هذا صعب بل هو خطير. ولكن ماذا اعتقدت، يا حارس العتبة العزيز، عندما قاموا بتعيينك لتولي هذه الوظيفة الكبيرة، هل اعتقدت أن الأمر يتعلق بنزهة في الكرمل؟ هذا هو الجانب الآخر من الوظيفة، احترام وسلطة بالتأكيد. ولكن في لحظة الحقيقة يجب عليك تبرير اختيارك. إذا لم تكن تتحلى بالشجاعة فلا تتقدم لمناقصة تولي وظيفة المستشار القانوني للحكومة، وحتى من وظيفة مستشار قانوني لهيئة عامة صغيرة يجب عليك عدم الاقتراب. الآن نحن نلعق الجراح بعد أن خيب أملنا رئيس الدولة. العيون شاخصة نحو فاشيين، بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غبير، اللذين سيبقيا وفيين لمبادئهما ويستمران في التمسك بعنصريتهما المقرفة ولا ينضمان لحكومة نتنياهو، إذا أيدها راعم أو امتنع عن التصويت عند اداء اليمين. ما هذه المهزلة؟ الديمقراطيون يعلقون آمالهم على نزاهة أتباع كهانا.
في هذه الاثناء، الشارع العربي صامت وهو يرى المشهد المخجل الذي يحدث أمام ناظريه: العرب يقومون بشرعنة حزب وضع هدف له طردهم من البلاد. أيضا هنا نقول للأخيار في اوساط العرب بأنه في المستقبل يجب عليهم أن لا يتذمروا فقط من راعم الذي قامت بتحليل المحرم، لأنه في لحظة الحقيقة تقريبا لم يرفع أي أحد صوته من الجهة المعاكسة. أجل، من لا يرفع صوته ضد هذا العمل المخجل هو شريك حتى لو كان بالصمت.