الرموز الفاشية قطع رائجة في دول من جنوب شرق آسيا

بانكوك- سلّطت حادثة المغنية التايلاندية الشهيرة نامساي التي ارتدت قميصا عليه صليب معقوف الضوء على فئة من الشباب الآسيوي مولعة بالرموز الفاشية ليس اقتناعا منها بهذه المبادئ العقائدية بل لقلة اطلاعها على الأحداث التاريخية.اضافة اعلان
ومن السهل جدا العثور على رموز للنازية في آسيا، وهي ظاهرة مردها الافتتان بالنظام الفاشي وقلة الاطلاع على الأحداث التاريخية. فيمكن العثور على حلي مزخرفة بالصليب المعقوف في الأسواق التايلاندية كما يمكن رؤية صور سيلفي مع تمثال لأدولف هتلر في إندونيسيا.
ونامساي التي تبلغ 19 عاما عضو في فرقة "بي إن كاي 48" واحدة من فرق الفتيات الأكثر شعبية في تايلاند.
وقد ظهرت المغنية، واسمها الحقيقي بتشايابا ناثا، وهي ترتدي قميصا أحمر وأسود عليه العلم النازي والصليب المعقوف خلال حلقة تلفزيونية الشهر الماضي.
وقالت الشابة عن الاستنكارات الغاضبة التي حصلت بعد انتشار صورها "صدمت لكنني شعرت بأنها غلطتي. لم أكن على دراية (بالموضوع) ومع ذلك كان عليّ أن أعرف".
ونشرت نامساي التي لديها أكثر من 370 ألف متابع على "إنستغرام" بسرعة اعتذارا لما سمّته "غلطتي"، وقالت إنها قد تشارك في تقديم ندوات تثقيفية في المدارس التايلاندية.
وفي الوقت الحالي، تتعمق المغنية في التاريخ النازي وهي قالت "كانت تجربة سيئة"، لكنها أتاحت "فرصة" لاستخلاص العبر.
فيما كانت جيوش هتلر ترتكب فظائع في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، قاد حلفاؤه اليابانيون حملات في أنحاء آسيا، وكانت هذه الأخيرة المرجع التاريخي الأبرز لأحداث الحرب في هذه المنطقة.
وقال تشالرمتشاي فانليرت وهو أكاديمي في وزارة التربية إن الكتب المدرسية في تايلاند تغطي موضوع محرقة اليهود لكنها تمثل "جزءا صغيرا" من أقسام تاريخ العالم.
وهذا الأمر يعني تركيزا أقل على النازية وتأثيرها في أوروبا.
لكن فانليرت أوضح أن الشباب التايلاندي لا يفهم تماما السياق الأوروبي للصليب المعقوف، أو التاريخ النازي عموما. وفي المقابل، تباع رموز الرايخ الثالث باعتبارها قطعا رائجة تعكس ثقافة رفض الأنظمةالسائدة.
والصليب المعقوف المستمدّ من الحضارة الهندية هو من الرموز السائدة في المعابد الهندوسية في آسيا.
وفي أيلول/سبتمبر، أثار فندق صغير خارج بانكوك الجدل بعدما أظهرت مقاطع على الإنترنت صورة لهتلر معلقة في إحدى غرفه.
وتعرض شارات الصليب المعقوف بالأبيض والأسود والأختام والأعلام وغيرها من القطع التي ترمز إلى النازية في سوق تشاتوشاك الشهير في بانكوك.
وتايلاند ليست البلد الوحيد الذي يحصل فيها جدل بسبب الرموز النازية وصور هتلر.
ففي العام 2017، أزال متحف في إندونيسيا تمثالا من الشمع لأدولف هتلر كان الزوار يلتقطون إلى جانبه صور سيلفي، وذلك بعد موجة استنكار.
وفي يانغون كبرى المدن في بورما، أخبر كو كو أونغ إنه ينتمي إلى أوساط موسيقى البانك حيث تمثل الملابس مع صليب معقوف شكلا من أشكال التمرد.وأكد أنه بات يفهم الآن أن "لا علاقة بين البانك وهتلر".
أشار إليوت برينن من معهد سياسة الأمن والتطوير في ستوكهولم إلى إنه من "غير الدقيق ومن غير المفيد" المقارنة بين موضة نازية ومعاداة السامية.
وقال تول إسترانغورا نا أيوديا أستاذ التاريخ التايلاندي إنه يجب الأخذ في الاعتبار الافتتان بهتلر مضيفا أن قلة التثقيف ليست سوى جزء من الظاهرة. وهناك عدد من الدول الآسيوية التي تفتتن مجتمعاتها بزعماء وجنرالات ترى فيهم أحيانا مصلحين ومحدثين.
وسمى تول إسترانغورا نا أيوديا في هذا السياق الزعيم الصيني ماو تسي تونغ الذي أدت سياساته إلى إزهاق أرواح كثيرة، ومع ذلك ثمة من يحن إلى عهده.
وبالتالي، لا ترسم بالضرورة "صورة سيئة عن هتلر" في المنطقة، بحسب الأستاذ الجامعي.-(ا ف ب)