الرواية المنشئة للإخوان المسلمين

كانت جماعة الإخوان المسلمين في روايتها المنشئة، والتي تشكلت على أساسها في مصر أواخر العشرينيات، وفي الأردن منتصف الأربعينيات، جماعة إصلاحية دعوية، لا تشارك على نحو مباشر في السياسة. وكانت أهدافها التي أُعلن عنها عند موافقة مجلس الوزراء على تأسيس الجماعة في 9/1/1946 هي: "العمل على تكوين جيل يفهم الإسلام فهما صحيحا، ويطبقه على نفسه ويدعو إليه. والدعوة إلى قيام النظام الإسلامي أساسا لنهضة الدول العربية، ونشر الثقافة الإسلامية، والدفاع عن العقائد الإسلامية، وآداب الإسلام وتاريخه وحضارته". وقد افتتح المركز العام برعاية الملك عبدالله الأول، وجرى احتفال بدأ بالسلام الملكي. وألقى كلمة الإخوان المسلمين هزاع المجالي (رئيس الوزراء الأسبق الذي تأسست شعبة إخوان الكرك في بيته). كما ألقى عبدالمنعم الرفاعي مندوب الملك كلمة في الحفل.اضافة اعلان
ونشر كتيب القانون الأساسي للجماعة في العام 1976؛ وهو القانون الذي تقدمت "الجماعة" على أساسه للعمل العام 1954، بمبادرة من محمد عبدالرحمن خليفة المراقب العام للجماعة بعد عبداللطيف أبو قورة، وبدعم من أحمد الطراونة الوزير في حكومة توفيق أبو الهدى. وقد كان الطراونة من قادة الإخوان المسلمين.
وتحولت "الجماعة" بموجب القانون الأساسي إلى هيئة إسلامية تعمل مركزيا في عمان، وتفتتح فروعا لها في سائر أنحاء المملكة، وكانت قبل ذلك جمعيات ترخص كل واحدة في المحافظات والمناطق على حدة، ويتشكل مكتبها العام من رئيس الجمعية في عمان ومكتبها الإداري، مضافا إليهم رؤساء الشعب في المدن والمحافظات. وكان يجب أن تحصل كل جمعية في المدن والمحافظات على موافقة مستقلة، ولم توافق الحكومة، على سبيل المثال، على تأسيس جمعية للإخوان في الخليل!
ينص القانون الأساسي (1976) على أن أهداف الجماعة هي: "تبليع دعوة الإسلام إلى الناس كافة نقية خالصة من الشوائب حية متصلة بالعصر ومشكلاته والحاضر ومتطلباته، وإعادة صلة المسلمين بالإسلام فهما وإيمانا وعملا، وإحياء روح الجهاد الإسلامي، وجمع الذين استجابوا للدعوة إلى الإسلام، والوقوف مع الحق لنصرة المظلومين".
وفي كثير من الأحيان، يستخدم في القانون الأساسي مصطلح "الدعوة"، وتقصد به "الجماعة". وما يزال كثير من الإخوان يستخدمون المصطلح نفسه في أحاديثهم العامة.
وفي التعديلات التي جرت على القانون الأساسي العام 1978، والذي ظل معتمدا حتى منتصف التسعينيات، أظن أن الأهداف لم تتغير، وأضيف إلى الأهداف السابقة: "امتثال الصورة الصحيحة للإسلام، والعمل على قيام الدولة الصالحة، والعمل على رفع مستوى المعيشة للأفراد وتنمية ثروات الأمة وحمايتها، وتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة وتشجيع أعمال البر والخير".
نحتاج جميعا إلى الإجابة الواضحة عن أسئلة من قبيل: ما معنى "الإخوان المسلمون"، أو أخ مسلم؟ إسلاميون وإسلامي؟ وبعد دقيقة من التأمل في السؤال سنجده ليس سهلا، أو أن إجابته مختلفة عما يرى الإخوان والإسلاميون أنفسهم عليه، وما يراه الناس أيضا.