الروح القتالية وراء استمرار حلم أيسلندا

المنتخب الأيسلندي - (أ ف ب)
المنتخب الأيسلندي - (أ ف ب)

مدن- اعتاد منتخب أيسلندا أن يكون الضحية منذ تقريبا تأسيس اتحاد الكرة الوطني في 1921 لكن الفريق أظهر روحا قتالية عالية جعلته يخرج بالتعادل 1-1 أمام البرتغال في بداية مشواره ببطولة أوروبا 2016 لكرة القدم يوم الثلاثاء.اضافة اعلان
وخالفت أيسلندا التوقعات وبلغت لأول مرة نهائيات بطولة كبرى على حساب هولندا -التي بلغت نهائي كأس العالم ثلاث مرات- لكن لم يثق كثيرون في إمكانية ترك أي بصمة في البطولة المقامة بفرنسا.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تشهد مواجهة البرتغال أول انتصار ساحق في بطولة أوروبا وبدا أن هذا الأمر قد يتحقق بعدما ترجم ناني سيطرة بلاده وسجل الهدف الأول في الدقيقة 31. لكن كان للروح القتالية لأيسلندا الكلمة الأخيرة.
وأمام مشجعين متحمسين أدركت أيسلندا التعادل بواسطة بيركر بيارناسون ليصعق المنتخب البرتغالي في الدقيقة 50.
وحاولت البرتغال كثيرا هز شباك أيسلندا مرة أخرى دون جدوى قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل وتنطلق احتفالات اللاعبين مع المشجعين.
وأوضح جيلفي سيغوردسون لاعب وسط أيسلندا دور المشجعين وقال للصحفيين بعد عرض قوي "الجماهير كانت مذهلة، كان يمكن قبل المباراة متابعة غناء كل المشجعين الأغنية نفسها وأعتقد أن كلنا انتابتنا القشعريرة خلال فترة الإحماء".
ونجحت أيسلندا بمساعدة القائد آرون غونارسون في كبح جماح كريستيانو رونالدو -أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات- وباقي رفاقه الموهوبين في تشكيلة البرتغال.
وأرهق غونارسون منافسه وطارد تقريبا كل كرة متاحة بينما قضى رونالدو ليلة تعيسة رغم أنه عادل عدد مباريات لويس فيغو بخوض 127 مباراة دولية مع منتخب البرتغال.
وقال غونارسون "كان لدينا خطة ونفذناها. يمكنني أن أرى أن البرتغال قد تراخت قليلا وبدأت في الاستعراض عقب التسجيل لكن هذا الأمر لم ينجح معنا".
وأضاف "الشوط الأول لم يكن جيدا لكن بمجرد أن دخلنا في أجواء المباراة بدأت الأمور تتحسن. أعتقد أني لعبت دوري في الدفاع وفقا للخطة وهذا ما يمكن توقعه من لاعب مدافع".
وفي ظل الوقوع في مجموعة صعبة ستلعب أيسلندا يوم السبت المقبل مع المجر التي حققت فوزا مفاجئا 2-0 على النمسا الثلاثاء أيضا.
كما ستلعب أيسلندا يوم الأربعاء مع النمسا وفي ظل أن صاحب المركز الثالث يملك فرصة في التأهل لدور الستة عشر فإن حلم الفريق قد يصل إلى بعد جديد غير متوقع.
ولم تمر الكلمات التي صدرت عن رونالدو مرور الكرام عند الأيسلنديين الذين ردوا على "تعجرف" نجم ريال مدريد الاسباني "الرجل الذي لا يتقبل الخسارة".
واتهم رونالدو المنتخب الأيسلندي بأنه صاحب "عقلية ضيقة" بعدما حرم نجم ريال مدريد من ان يصبح أول لاعب في تاريخ البطولة يصل إلى الشباك في أربع نهائيات، معتبرا بأن هذا المنتخب الذي يخوض مغامرته الأولى على الاطلاق ان كان على الصعيد القاري أو العالمي، "لم يحاول أي شيء وكل ما فعله هو التكتل داخل المنطقة".
وأضاف رونالدو: "لقد وضعوا الحافلة في الشباك"، أي أنهم تكتلوا داخل المنطقة وكأن حافلة واقفة بين الخشبات الثلاث، مضيفا: "ايسلندا لم تحاول فعل اي شيء، كل ما فعلته هو الدفاع، الدفاع والدفاع، خلقوا فرصتين وسجلوا منهما هدفا. كانت ليلة حظهم. نشعر بالاحباط لأنهم لم يحاولوا حتى الفوز باللقاء".
وواصل: "لهذا السبب اعتقد بأنهم لن يحققوا شيئا هنا (في كأس اوروبا). برأيي انهم يملكون عقلية ضيقة.. اعتقدت انهم فازوا بكأس اوروبا بالطريقة التي احتفلوا بها في نهاية اللقاء".
ولم يسكت الأيسلنديون على تصريحات رونالدو وكان المدافع كاري ارناسون من الذين ردوا على نجم ريال مدريد، قائلا: "انه لاعب مذهل، لكنه إنسان غير لبق. كنا قريبين حتى من خطف الفوز، وبالتالي ان يقول بأننا لم نحاول الفوز بالمباراة يخالف الواقع".
وأشار ارناسون الذي واجه رونالدو في كانون الأول (ديسمبر) الماضي عندما مني فريقه بهزيمة مذلة امام ريال مدريد 0-8 بينها اربعة اهداف للنجم البرتغالي، ان الطريقة التي يتصرف بها الاخير تفسر السبب الذي يجعل غريمه نجم برشلونة والأرجنتين ليونيل ميسي محبوبا اكثر منه.
وتابع: "من البديهي اننا لن نخلق فرصا بقدر منتخب رائع مثل البرتغالي، لكن تصريحاته تقف خلف السبب الذي يجعل ميسي متقدما عليه دائما خطوة إلى الأمام".
وسدد رونالدو 10 مرات على الشباك الأيسلندية لكنه عجز عن ايجاد طريقه الى الشباك نتيجة الدفاع المحكم وحارس المرمى هانيس هالدورسون.
وتطرق ارناسون الى ما قدمه رونالدو في اللقاء، قائلا: "خلق فرصة بكرة رأسية في الدقائق الأخيرة وأخرى في الشوط الأول ولا شيء اكثر من ذلك، اعتقد اننا تمكنا من احتوائه. لم نضطر إلى الدفاع عليه رجل لرجل او شيء من هذا القبيل، كل ما علينا فعله كان أن نعرف أين هو في اي لحظة من المباراة وان نمنعه من التسديد من خارج المنطقة وان نعترض كل شيء".
أما الدولي الايسلندي السابق هرمان هريدارسون فصنف رونالدو بـ"الرجل الذي لا يتقبل الخسارة"، مشيرا إلى أنه خسر معركته ضد الجهد الجبار الذي قام به لاعبو ايسلندا: "اعتقد بأن الأهداف ستمنح له على طبق من فضة. لو عمل بنفس الجهد الذي بذله كل لاعب ايسلندي، لن يكون حينها مضطرا الى قول اي شيء لاني متأكد من انه كان سيكافأ حينها على جهوده".
وحصل رونالدو على فرصتين في الوقت القاتل لكي يدخل تاريخ البطولة اثر ركلتين حرتين من مكان خطر لكنه سدد الكرة في السد الدفاعي في المناسبتين واكتفى ورفاقه بنقطة ضد بلد لا يتجاوز عدد سكانه الـ330 الف نسمة. - (وكالات)