الروسان: أهم مقومات النجاح ألا يكون الهدف ماديا

الروسان يبث روح المثابرة والاستمرارية في نفوس الطلبة- (من المصدر)
الروسان يبث روح المثابرة والاستمرارية في نفوس الطلبة- (من المصدر)

عمان- الغد- في بداية الجلسة وقبل أن يعرف الطلاب قصته ضمن حملة الأعمال التي تنفذها مؤسسة "إنجاز" للسنة الحادية عشرة على التوالي، طلب إليهم إغماض أعينهم وتخيل شخص ناجح، ثم طلب منهم تعريف الشخص الناجح، وبعدها أن يرسموا منحنى ديكارتيا للنجاح.اضافة اعلان
المهندس وسيم الروسان، مدير دائرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مطار الملكة علياء- مجموعة المطار الدولي، أشار إلى أن طريق النجاح غير ثابت ودائما يتغير حسب متطلبات العمل والأهداف، وفي كثير من الأحيان التغيير في النهج والطرق أو حتى الانطلاق من مراحل أولية مرة أخرى، والمحاولات المتكررة لموجهات التحديات والصعوبات والتعلم من الأخطاء لضمان تحقيق الأهداف.
وبين الروسان، خلال جلسة في مدرسة ذوقان الهنداوي للذكور، مقومات النجاح، التي تتمثل بالالتزام والمثابرة لتحقيق الهدف من خلال روح المثابرة والاستمرارية، وأيضا السمو بأهداف النجاح عن الماديات، ونصح الطلاب بأن "يكونوا أنفسهم" وألا يحاولوا استنساخ قصص نجاح الآخرين.
المقومات الأخرى للنجاح، من وجهة نظر الروسان، كانت؛ الاستقامة والصدق والأمانة، التحلي بروح المنافسة الشريفة، بناء علاقات متينة في مختلف الأوساط داخل وخارج بيئة العمل، وأن يتحلى الفرد منا بروح الفريق التي تساعد على تحقيق الإنجازات.
ومن المقومات المهمة للنجاح، التعلم السريع من الأخطاء والعثرات التي تواجه الفرد في حياته والوقوف بسرعة أو كما عرفها "Fail Fast"، وهو الأمر الذي يحتاج إلى قوة ذهنية لشحن القوة الذاتية للشخص، وأمر آخر هو التعلم الدائم.
الروسان، هو شاب أردني تخرج من جامعة مؤتة، درس هندسة كهرباء واتصالات وحاصل على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة لانكستر البريطانية، بين أن  التدريب كأحد متطلبات التخرج الجامعي في إحدى الشركات التي تعمل في مجال الكمبيوتر وتركيب الشبكات ساعد على فهم طبيعة وتحديات العمل وبناء الرغبة وحب العمل في هذا المجال، وواجه صعوبة كما آخرين كثر في إيجاد وظيفة في المجال الذي أحب، ليكتشف سريعا أن الحياة العملية ليست سهلة كما توقع.
يقول الروسان ه"نا بدأت المعاناة، فخلال البدايات أجريت العديد من مقابلات العمل، وفي نهاية المطاف قبلت الشركة التي تدرب بها أول مرة، على تعيينه متدربا براتب رمزي لأشهر عدة، وكان ذلك العام 2000.، ثم تمكن من الانتقال إلى عمل آخر بهدف جمع خبرات مختلفة، فعمل في مجال التدريب مدة 3 أشهر ولم ينجح بذلك، ثم عمل مهندسا في إحدى شركات الاتصالات مدة أربع سنوات، فاكتشف أنه يحب العمل في هذا القطاع لما فيه من تحديات ومتغيرات سريعة في مجال التكنولوجيا.
في بداية حياته المهنية في قطاع الاتصالات تمكن من تقديم حلول سريعة في مجال عمله ساعدته على التقدم الوظيفي مقارنة مع الآخرين، وبات متخصصا في أنظمة الكمبيوتر وحلول الشبكات، وفي العام 2004 عمل في العراق على إعادة إعمار البنية التحتية للاتصالات بعد الحرب؛ حيث بقي هناك لأشهر عدة.
ثم بعد ذلك انضم لإحدى شركات الاتصالات من بداية تأسيسها؛ حيث كان من ضمن الفريق الهندسي الذي عمل على تأسيس البنية التحتية والتكنولوجية في البدايات، وبقي فيها 14 عاما، تدرج فيها من مهندس، إلى مدير قسم تكنولوجيا المعلومات.
وبعد 18 عاما في قطاع الاتصالات، أحب أن يخوض غمار تحد جديد، فترك العمل فيها، واتجه إلى قطاع آخر هو الطيران، وهو الآن يعمل في مجموعة المطار الدولي.
نصح الروسان الطلاب، بأهمية تعزيز مهارات الحياة والتواصل مع الناس، التي تشكل جزءا مهما من عوامل المساعدة على النجاح، بالإضافة للمهارات الفنية المتخصصة، إضافة إلى أهمية أن يكون هدف الإنسان من النجاح ليس ماديا بحتا، حتى يكون له معنى أسمى وتأثير أكبر.
يذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحد برامج مؤسسة "إنجاز" التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها إنجاز للسنة الحادية عشرة على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردن التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلامية مع صحيفة الغد وراديو هلا.