الريادة.. التمويل ليس أولا والفكرة أساس النجاح

جانب من الجلسة الحوارية حول ريادة الاعمال - (الغد)
جانب من الجلسة الحوارية حول ريادة الاعمال - (الغد)
إبراهيم المبيضين - رغم التطور الذي شهدته بيئة ريادة الأعمال الأردنية خلال آخر عشر سنوات وسط دعم حكومي يصفه خبراء بـ"المتواضع" إلا أن مسؤولين أكدوا أن ريادة الأعمال في المملكة ما تزال تواجه تحديات في كثير من المحاور يجب تجاوزها من قبل الأطراف كافة. وأكد خبراء أن على رياديي الأعمال أن يدركوا تماما أن طريق ريادة الاعمال ليست سهلة وأن تجاوز تحدياتها المتنوعة في محاور التمويل والتشريعات والثقافة والتعليم تحتاج إلى التكيف ومجابهة المشاكل متى ما ظهرت في جميع مراحل المشروع الريادي. ودعوا الشباب الى التركيز على المنتج والفكرة التي يعملون لأجل نجاحها أكثر من التركيز على جلب الاستثمار والتمويل ليكون الهدف الرئيسي دائما، تطوير الشركة وسد حاجة السوق. وأكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة أن طريق ريادة الاعمال ليست سهلة وعلى الريادي أن يعي ويدرك أن الأمر يتعلق بمواجهة تحديات كبيرة تواجه شركته في كل مراحل حياته وخصوصا في سوق صغيرة ومحدودة كالسوق الأردنية، ونصح الشباب والرياديين بالقول "النجاح يتطلب التكيف مع الواقع والتحديات". وأشار الهناندة في جلسة حوارية حول ريادة الاعمال نظمتها مؤخرا مؤسسة عبد الحميد شومان في جامعة الحسين التقنية الى ان الحكومة تعمل بدورها على مساعدة الشباب في طريق انشاء شركاتهم الخاصة في عدة محاور بحسب سياسة ريادة الاعمال الوطنية التي اقرت قبل اكثر من عام منها محاور التمويل والتشريعات والتعليم والوصول الى الاسواق وغيرها من المحاور. وأكد الهناندة أن الأردن يتميز بشبابه وموارده البشرية المميزة، وأن الاهتمام بريادة الأعمال ليس حديثا، فمنذ العام 1988 تم انشاء أول صندوق استثمار أنتج عددا كبيرا من الشركات الناجحة، اعقبه تأسيس صندوق آخر في العام 2000 آنتج العديد من قصص النجاح، وبعدها تأسيس صندوق " “أويسس 500” – الشركة المتخصصة في دعم وتمويل رواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بيانات مسحية محلية، تظهر أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة تشكل أكثر من 99 % من إجمالي عدد المنشآت الاقتصادية في الأردن، يعمل فيها زهاء 60 % من إجمالي الأيدي العاملة في المنشآت الاقتصادية. ونصح الهناندة بأهمية تطوير المهارات الرقمية لدى الشباب لأن الرقمنة دخلت كل تفاصيل الحياة اليومية وغيرت في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وأصبحت تتحكم في توجهات التوظيف والوظائف، وبناء عليه يجب تعزيز مهارات شبابنا للاستفادة منها اما في بحثهم عن ظائف او لدى بناء مشاريعهم الخاصة، واشار الى ان الحكومة تعمل على مشروع لإعداد منهاج خاص بالمهارات الرقمية. وقال "التمويل لم يعد مشكلة كبيرة في دعم المشاريع الناشئة والريادية مع وجود حوالي ثلاثة عشر صندوقا استثماريا ورأس مال مغامر تقدم الدعم للرياديين" لكنه أكد ان لدينا فجوة او نقصا في الصناديق التي تدعم المشاريع في مرحلة الفكرة وهو ما يجب العمل عليه بجد. وقال خبير ومدرب في مجال الابتكار والريادة د. ضياء قاسم ان "الغالبية العظمى من الشركات الريادية الناشئة تفشل في مراحلها الأولى، حيث إن أكثر من 85 % منها لا تستطيع الصمود وتخفق في البقاء والاستمرار في السوق ما يعني أن كل شركة أو شركتين على الأكثر بين كل عشر شركات تنجح في الاستمرار. وأكد بالقول "رغم نسبة الفشل المرتفعة بين الشركات الناشئة، إلا أن هذا لا يجب أن يثبط عزيمة الريادي فيما إذا كانت لديك فكرة عمل مبتكرة والتي قد تصبح بعد ذلك من أعظم الأفكار الّتي قد تنشأ عنها إحدى الشركات الناجحة والرائدة في المستقبل، وذلك لأن الفشل هو الصاحب المرادف للنجاح، وأن أغلب المحطات في الطريق إلى النجاح تكون دائما محفوفة بالمخاطر، وما الفشل إلا إحدى هذه المحطات التي يجب المرور بها والتعلم منها للتغلب عليها مستقبلاً". من جانبه، أكد قال رئيس مجلس ادارة صندوق “أويسس 500” – الشركة المتخصصة في دعم وتمويل رواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – مروان جمعة بان الأردن كبلد يتميز بأنه بلد ريادي وشبابه يتميزون بالموهبة والقدرة على الابداع في التقنية او ريادة الاعمال. وأكد جمعة أن ريادة الأعمال لا تقتصر على قطاع دون آخر، وأنها "نهج وطريقة حياة" تنطبق على الجميع دون استثناء، قائلا : " ان الموظف الحكومي يمكن ان يكون رياديا، والمعلم، والطالب، وصاحب الشركة الخاصة". وأكد أن الدعم المحيط بالشباب في الاردن في كل المحاور كالتمويل والارشاد هو كبير جدا مقارنة بفترات سابقة وأن على الريادي اليوم البحث باجتهاد عن الدعم والعمل بجد على المنتج والخدمة التي يقدمها لتسد حاجة السوق على ألا يكون همه الرئيسي من البداية الحصول على الاستثمار والتمويل. وأشار الى ان الفشل هو جزء من رحلة الريادي وعلى الشباب تقبل فكرة الفشل وعدم التوقف، لان "الفشل ببساطة هو تعلم". من جانبها، قدمت الشريك المؤسس ومدير العمليات في شركة "منازل كن" المهندسة بسمة عريقات فكرة مشروعها، وهي شركة تكنولوجيا البناء والعقارات ومتخصصة بالحلول السكنية المستدامة. وأكدت عريقات، وهي أيضاً شريك مؤسس لشركة عريقات معماريون، ولديها أكثر من 18 سنة خبرة في مجال التصميم المعماري والإنشاءات، أن ريادة الاعمال "رحلة متكاملة من التعلم فيها الصعود وفيها التحديات الكثيرة من اكثر من جانب". وقالت عريقات "هناك تحديات كثيرة تواجه الرياديين بشكل عام والريادة في مجال التصميم منها محدودية السوق المحلي وتحديات تتعلق بادخال وتطويع التقنية في العمل الى جانب تحديات التشريعات".اضافة اعلان