‘‘الزراعة‘‘ تدعو المواطنين للمحافظة على نظافة الغابات وأماكن التنزه

مقطع من غابات برقش بمحافظة عجلون شمال المملكة-(أرشيفية)
مقطع من غابات برقش بمحافظة عجلون شمال المملكة-(أرشيفية)

عبدالله الربيحات

عمان- دعت وزارة الزراعة المواطنين للمحافظة على نظافة الغابات وأماكن التنزه، تزامنا مع بدء فصل الربيع والسياحة الداخلية.اضافة اعلان
وينتظر الأردنيون والمقيمون في المملكة هذا الفصل للانطلاق في رحلاتهم في الغابات والحدائق العامة والمتنزهات، التي تمثل متنفسا لهم ولعائلاتهم لقضاء أوقات ممتعة.
وسعيا للحفاظ على الغابات والحدائق والمتنزهات، وزيادة قدرتها على استقبال أعداد كبيرة من المتنزهين، نصحت الوزارة روادها، بالالتزام بالارشادات المدونة في اللوحات على مداخل تلك  المواقع، ومنها "عدم التعدي على الثروة الحرجية والمحافظة على نظافتها".
وشددت في بيان لها أمس، على ضرورة الحفاظ على نظافة الغابات الحرجية من بقايا الطعام والشراب، موعزة في الوقت نفسه للقائمين على نظافة ورعاية هذه الغابات، مواصلة عملهم أثناء ارتياد المواطنين لها وبعد مغادرتهم.
من جهته؛ بين رئيس اتحاد المزارعين محمود العوران لـ"الغد"، أن الاشجار في المملكة تعتبر مصدرا مهما لدخل عدد كبير من السكان وخاصة للطبقات الفقيرة والعمال غير المهرة، ولبعض العمال المهرة حيث يعمل أكثر من عشرة آلاف عامل وحارس بصورة دائمة في نشاطات الغابات المختلفة كالمشاتل والتشجير والحماية والاستثمار والمراعي.
ودعا العوران مع الإعلان عن بداية فصل الربيع وبدء تنزه الموطنين، المحافظة على الغابات  لانها رئة الأرض الحقيقية، وتحتوي على معظم الأصول الوراثية للنباتات التي يجب المحافظة على نظافتها.
وبين أن الممارسات الجائرة في الأعوام الاخيرة، قضت على مساحات شاسعة من غابات المملكة في ظل غياب تدخل حكومي لحمايتها، بالإضافة لما يلقيه تطور المملكة من آثار على جميع الصعد، خصوصا التوسع العمراني من تبعات على البيئة الخضراء.
وقال العوران إن "مساحة الغابات في المملكة تقلصت في الأعوام الماضية بصورة مخيفة، استدعت التوقف وقرع الاجراس للتنبيه إلى أن هناك ممارسات خاطئة بحث الغطاء الأخضر، فتلك الغابات التي بقيت مئات السنين حتى شكلت أحد المظاهر المهمة لكثير من المناطق، اضحت اليوم وكأنها شيء من الماضي".
ولفت إلى أن التوسع العمراني وفتح الطرق، وتعدي المصانع ومخلفاتها على المياه والانهر والسيول، وما إلى ذلك من مظاهر التطور المجتمعي، تنذر بانقراض الغابات في المملكة إذا لم يجر تدارك الأمر.
وأضاف العوران إن الغابات عنصر بارز في المعادلة البيئية السليمة، فالأشجار تعمل على التأثير على البيئة المحيطة، وتحمي موارد الإنتاج وتحفظ التربة من الانجراف، وتزيد مخزون المياه الجوفية وتقلل الترسبات في السدود والخزانات المائية، وتحسن نوعية المياه السطحية، وتحفظ قدرة الأراضي الإنتاجية، وتقلل من حدوث الفيضانات وتخفض شدتها، وتعدل درجات الحرارة وتؤثر إيجابا على المناخ، وتقوم بدور فعال في توزيع مياه الامطار والحد من طاقتها الحركية".
وأشار إلى فوائد الغابات في مجال المنتجات الطبية والصناعية، إذ تنتج الاشجار والشجيرات مواد ثانوية تتعلق بالدباغة والصمغ والاصباغ والألياف وغيرها من المواد والمستحضرات الطبية والتي تستخدم في الصناعة والحرف اليدوية والاستعمالات المنزلية والزراعية، فلا تخلو شجرة من المواد الطبية أو الراتنجية أو الاصباغ وغيرها.
المهندس الزراعي سليمان عواد بين لـ"الغد" أن الغابات مناطق مفتوحة للمتنزهين في العطلات، لذلك اعتاد الأردنيون ومنذ عقود طويلة في فصلي الربيع والصيف على اعتبار الغابات أو مناطق الأحراش، المتنزه الطبيعي والمكان الذي يجدون فيه غايتهم، للهروب من زحمة أيام الأسبوع الأخرى.
وقال عواد إن غابات المملكة، نوعان؛ الأول طبيعية، ومعظمها مزروع بأشجار السنديان والبلوط والصنوبر الحلبي والزيتون البري والأكاسيا، والثاني اصطناعية، زرعتها مديرية الحراج  في الوزارة، وتتكون على نحو رئيس من الصنوبر الحلبي والأكاسيا والسنط الأزرق.  وأضاف إن من أشهر الغابات واجملها غابات عجلون (شمال المملكة) التي تقع ضمن منطقة يسودها نمط نباتي يسمى نمط (غابات السنديان) الذي يعتبر قوامه الأساسي، أشجارا كثيفة من السنديان، وهو من أنواع البلوط دائم الخضرة، بالاضافة لأنواع شجرية وعشبية أخرى.