الزرقاء: شكاوى من عودة الانتشار العشوائي للبسطات والباعة المتجولين

حسان التميمي

الزرقاء - انحسر الشعور بالتفاؤل لدى الكثير من سكان محافظة الزرقاء بعد الوعود الحكومية المتكررة لحل مشكلة الانتشار العشوائي للبسطات والباعة المتجولين، في الوقت الذي ما تزال فيه أعدادهم في تزايد، بحسب مواطنين وتجار. اضافة اعلان
وتختلف آمال المواطنين فيما بينهم بإيجاد حل بدون اللجوء إلى "قطع الأرزاق"، إلا أنهم بعد اختلافهم لا يجدون من المسؤولين أي تجاوب سوى وعود متكررة وتوصيات لا تجد طريقا إلى التنفيذ. وكانت لجنة حكومية أوصت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2009  بالبحث عن بدائل لحل مشكلة الانتشار العشوائي للباعة المتجولين من خلال توفير قطعة أرض مناسبة لإقامة سوق شعبي بهدف تنظيم وتجميع البسطات والعربات المتنقلة في سوق واحدة وبأجور مناسبة للحد من انتشارها داخل منطقة الوسط التجاري.
وشهدت الزرقاء بعد صدور هذه التوصية بشهر مشاجرة جماعية بين باعة البسطات على خلاف بينهم على مواقع البسطات، استخدمت فيها الأسلحة النارية، ورغم أنها خلفت إصابة جسدية واحدة إلا أنها تركت جرحا غائرا في جسد الأمن الاجتماعي والاقتصادي وروعت المواطنين.
ويطالب المواطنون، بتنظيم عمل الباعة المتجولين لا بمنعهم من خلال تحديد مواقع لهم يتم من خلالها البيع وفق شروط منها حصول صاحب البسطة على شهادة صحية والتعهد بنظافة الموقع والالتزام بالنظام وعدم البيع بـ"الكمش".
ويرى أحد المواطنين وهو ماهر حسن الخلل في أداء الجهات الرقابية التي تغفل "إما إهمالا أو قصدا" واجباتها في تفعيل الرقابة الصحية وإلزام الباعة المتجولين بالشروط الصحية اللازمة، مشيرا إلى أن "بعض هذه البسطات والعربات تعود  أصلا لتجار في المدينة يستخدمونها لزيادة أرباحهم من خلال عرض بضائعهم في مواقع عدة وهذه البسطات لا يتم اعتراضها، في حين يتم مصادرة بضائع الباعة الصغار".
ويعمد بعض باعة البسطات والعربات إلى عرض بضائعهم على مداخل ومخارج المجمع والأرصفة الضيقة أو أبواب المساجد، متسببين بأزمات مرورية وإعاقة لحركة السير وسط المدينة وعلى الطريق الرئيسة المؤدية من المجمع إلى أحياء الوسط التجاري.
ويقول صاحب بسطة محمد الهرش إن "معظم العاملين في البيع على البسطات يعيلون عائلات كبيرة، وهم ليسوا من أصحاب السوابق، مشيرا الى ان "المواد التي يبيعونها "صالحة للاستهلاك من ذات المواد التي تباع في الأسواق الأخرى ويقبل على شرائها الفقراء لانخفاض أسعارها بالمقارنة مع المحال التجارية".
وأكد أن أي تصرف غير مسؤول من أحد الباعة لا يجب أن يعمل على قطع رزق الآخرين، والحل الأمثل مع المتلاعبين في صحة المواطنين هو العقاب الرادع للشخص نفسه، وليس إغلاق باب رزق أكثر من ألف عائلة تعمل في هذه المهنة منذ سنوات طويلة.
من جهته شدد رئيس لجنة بلدية الزرقاء المهندس فلاح العموش على أهمية إزالة كافة البسطات من المنطقة التجارية والمناطق المجاورة لها، معتبرا أنها تشكل عقبة أمام المواطنين وتعرقل حركة المرور في مختلف الشوارع. وأوضح أن البلدية لم ولن ترخص لإقامة أية بسطة في المنطقة التجارية التي تعاني من ضيق الشوارع وازدحام المرور فيها.
وأشار إلى أهمية تعاون التجار مع البلدية وعدم إقامة بسطات خاصة بهم في المنطقة التجارية، مؤكدا أن البلدية وبالتعاون مع الأجهزة المختصة ستقوم بإزالتها ومصادرتها لعدم قانونيتها وشرعيتها واعتبارها مخالفة لكافة الأنظمة والقوانين المعمول بها.