الزمالك والأهلي في السوبر

منذ أن كنت طالبا في القاهرة في الستينيات، وأنا أحضر وأتابع باهتمام كبير عبر الراديو والتلفزيون والصحافة اللقاءات الكروية للفريقين العريقين الأهلي والزمالك، حيث كان لقاؤهما يشكل حدثا مهما على مستوى الوطن العربي كله، فلم تكن هناك هذه التكنولوجيا أو هذه "العولمة" التي فرضت على العالم كله فرقا أخرى مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونخ ومانشستر يونايتد وجوفنتوس وسان جيرمان وغيرها من الأندية.اضافة اعلان
يوم الجمعة الماضي، كان الديربي "السوبر" الذي جمع الفريقين على ستاد محمد بن زايد في دولة الإمارات العربية المتحدة وسط حضور جماهيري واسع يدل على شعبية الفريقين في مصر والعالم العربي.
ورغم أن المباراة لم ترقَ إلى المستوى المتوقع فنيا منهما، إلا أن الجمهور الكروي الإماراتي والجالية المصرية والجاليات العربية استمتعت بهذا اللقاء الذي انتهى بفوز الزمالك بكأس السوبر للمرة الأولى في اللقاءات بين الفريقين الأهلي "بطل الدوري" والزمالك "بطل الكأس"، حيث سبق والتقيا في نهائي هذا الكأس 4 مرات فاز فيها الأهلي كلها أعوام 2003، 2008، 2014، 2015.
المباراة أدارها بكفاءة حكم تشيكي (بافتش كرالوفتس)، ما وفر جواً من القبول من الفريقين وجمهورهما لكل قراراته.
اللقاء هذا جاء أيضاً بمناسبة مرور مائة عام على اللقاءات بين الفريقين اللذين يملكان أكبر قاعدة جماهيرية في مصر والعالم العربي.
وصلت أسعار التذاكر إلى أرقام قياسية حيث وصل بعضها إلى 300 دولار تقريبا، ما يدل على نجاح المباراة والفكرة التي نتمنى أن تتكرر بين الأندية والفرق العربية الأخرى لأنها أفضل وسيلة لدعم المحبة والأخوة والتضامن العربي.
إقامة المباراة في الإمارات للمرة الثانية أعطاها زخماً إعلامياً كبيراً، في وقت بدأت الكرة المصرية تستعيد عافيتها وأمجادها التي فقدت جزءاً كبيراً منها في السنوات الماضية، ولهذا تابع الجمهور العربي منتخب الفراعنة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية قبل أيام.
وسبق لاتحاد الإمارات الكروي أن استضاف في الإمارات المباراة النهائية للسوبر الإيطالي، ما يترك فرصة للجمهور الكروي للقاء مع نجوم الكرة العالمية عن قرب.
إننا نتمنى أن تعود الكرة العربية إلى ألقها السابق التي كانت توصلها حتى إلى نهائيات كأس العالم.