الساكتون والمرشدون السياسيون

يديعوت أحرونوت شمعون شيفر 15/1/2019 1. عاموس عوز، الذي توفي هذا الشهر لم يخلف لنا كتبا روائية عن واقع حياتنا هنا، بل ومفاهيم حادة كالسيف عن الشخوص التي ترافقنا أيضا. هكذا، بعد هزيمة نتنياهو في الانتخابات في 1999، استخدم عوز التشبيه الرائع حين صاغ سنوات ولايته الثلاث إذ قال: "في اليوم التالي للانتخابات، كفت الحفارة ضجيجها من تحت نافذتي وفجأة سد الهدوء". وبالفعل في السنوات العشر الاخيرة، واصلت حفارة نتنياهو العمل الصاخب. وعندها جاء "الخطاب الدراماتيكي" لنتنياهو في التلفزيون الاسبوع الماضي، وفجأة بدأت الحفارة تختنق وتطلق اصواتا متشنجة. ففي محاولته اليائسة لإزالة سحب لوائح الاتهام التي تحوم فوقه، طلا نتنياهو اسلافه بالزفت، وذكر لنا قضية الجزيرة اليونانية لشارون ومغلفات اولمرت. يا لها من دناءة ويا لها من سخافة. انا مستعد لأن أخمن بان محاميه الجدد لم يرتاحوا للخطاب، ولو كان هذا متعلقا بهم لمنعوا عنه هذا الظهور. في نظرهم، حان الوقت لاتخاذ قرارات اخرى، كفيلة حقا بأن تؤثر على مصيره، مصير سيحسم في نهاية المطاف ليس في صناديق الاقتراع بل في قرار القضاة في القدس أو في صفقة قضائية مع النيابة العامة. كل واحد وملفاته، يا سيد نتنياهو – فأنت ستكون مطالبا بأن تتصدى لملفاته وخلاصك لن يأتي من ملفات مشبوهين آخرين في الماضي. 2. اذا كنت بحاجة لأن اختار المرشحين للقب الحفارة في حملة الانتخابات هذه، التي تبدو مثل موسم آخر من برنامج تلفزيوني واقعي آخر، لاخترت بلا شك نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي. فعلى ظهورها في الاذاعة والتلفزيون تستحق بالتأكيد لقب الضجيج الدائم، بوتيرة آلة إطلاق النار، مع اقوال مثل "حق الصمت محفوظ لمتهمين مشبوهين"، "لدينا زعيم واضح" و "بني غانتس هو رجل اليسار". 3. ولكن حوطوبيلي ليست وحيدة. ففي اطار محاولة التشكيك بصورة غانتس النقية، حذرتنا وزيرة الثقافة ميري ريغيف من رئيس "مناعة لإسرائيل"، وقالت ان الجمهور مطالب بأن يشتري قطا في كيس. اذا كان هكذا، فيجدر بنا أن نسال: ما الذي اشتريناه في حالة ريغيف. قبل دخولها إلى السياسة عرفنا عن خدمتها العسكرية الفاخرة، عن أنها كانت تنطق بلسان حرب لبنان الثانية وبررت بحماسة فك الارتباط او بلهجة ناخبيها الآن، حملة طرد آلاف المستوطنين من قطاع غزة. عمليا، ريغيف ليست قطا في كيس – بل هي سيدة لكل زمن تعرف كيف تعيد انتاج نفسها وفقا لناخبي حزبها. 4. مواقف بني غانتس، نقاط انطلاقه والحلول التي يعرضها لمعالجة أمراض المجتمع الإسرائيلي بقيت هذا الاسبوع أيضا غامضة. هذا الصمت يترك طعما بالمزيد: هل هو يصمت لأنه معني بأن يتوجه إلى مقترعين من اليمين ومن اليسار، أم لأن ببساطة ليس لديه ما يقوله؟ أميل لأن أصدق احتمالا ثالثا: غانتس، بصمت، يقترح علينا ان ننتخبه وفقا لسيرته الذاتية. فهو يقول لنا انه اجتاز كل الاختبارات الأشد قسوة من اليوم الذي انضم فيه إلى الجيش الإسرائيلي وحتى أنهى ولايته كرئيس للأركان. شيء بشع واحد لم يعلق به. فهو مستقيم، فهو نزيه، فهو قابل للانتخاب. اما كل ما تبقى؟ فهذا سيأتي حين يكون مطالبا بان يحسم في المهام الوطنية التالية التي ستوضع امامه. 5. قول رئيس الشاباك نداف أرغمان عن امكانية ان تتدخل دولة اجنبية في الانتخابات في البلاد أثار بعض الفزع. وبالفعل، يمكن لنا أن نهدأ: فالانتخابات ستحسم وفقا للمعتقدات المقررة مسبقا، لشدة الأسف، لمعظم الناخبين. اما التدخل الاجنبي، فهو امكانية فقط عندما يكون هناك انفتاح على افكار جديدة، وعندنا هذا موجود في الهوامش فقط. وبشكل عام، التدخل الاجنبي في الانتخابات كان موجودا دوما – يكفي أن نذكر ما سمي في 1996 "مؤتمر انقاذ بيرس"، عندما استدعى الرئيس الأميركي كلينتون زعماء العالم إلى مؤتمر سلام في شرم الشيخ عشية الانتخابات. هذا لم يجديه نفعا: نتنياهو انتصر في النهاية، لأن الإسرائيليين لا يحبون ان يتدخل أحد في شؤونهم، ولان عمليات الارهاب كانت ذات تأثير أقوى. هكذا سيكون هذه المرة أيضا: ليس بوتين هو من سيتوج رئيس الوزراء التالي، ولا ترامب أيضا. إذا كان لا بد، فهذا سيكون يحيى السنوار.اضافة اعلان