"السبات الكروي".. خدمة للرياضة !

السبات الذي تعيشه كرة القدم المحلية في الوقت الحالي، وما يترتب عليه من آثار سلبية على المنتخبات الوطنية والأندية وحتى الجماهير، له جانب واحد إيجابي، يتمثل في إجبار المشجعين الذين يتنفسون رياضة ومباريات، على تعويض سبات كرة القدم المحلية بالذهاب لمتابعة منافسات أخرى جماعية وفردية، الأمر الذي ساهم في شعبية لاعبين وأندية ومنتخبات في عدة ألعاب فردية وجماعية.

اضافة اعلان


هناك مشجعون في الأردن، تصل درجة عشقهم لمتابعة مباريات كرة القدم إلى حد الجنون، ليأتي هذا السبات ويثير حفيظتهم، ما دفعهم للبحث عن أي مباراة كروية حتى لو كانت في الشارع، بل أن البعض منهم ذهب إلى إعادة متابعة مباريات مسجلة.


المشجعون الذين استسلموا للسبات الكروي، وجدوا ضالتهم في متابعة المباريات المحلية الأخرى، فذهب البعض منهم في الفترة الأخيرة، إلى ملاعب التنس الأرضي لمتابعة مباريات كأس ديفيز التي جرت في عمان، وراح البعض الأخر لمتابعة النجم الأردني الصاعد في التنس الأرضي عبدالله شلباية، الذي يشارك على أعلى المستويات وفي أقوى البطولات، وفضل مشجعون آخرون متابعة خطوات منتخب السلة القريب من إنجاز الوصول للمونديال، بل أن مشجعين قرروا التوجه لتشجيع الملاكمة، بعدما اسعفهم السبات الكروي لمتابعة أخبار الملاكمة، واكتشاف أن لاعبا أردنيا بقعاويا يدعى زياد عشيش يتصدر التصنيف العالمي.


مجنونو الرياضة في الأردن الذين كانوا يتابعون كل كبيرة وصغيرة في الكرة الأردنية، وجدوا في السبات الكروي، فرصة لكشف اسبار الرياضات الأخرى، بل أن أحدهم أقسم بالله أن كرة القدم المحلية حجبت عنه إنجازات رياضية أردنية لم يكن ليعرفها لولا السبات الكروي، مثل التألق الكبير للاعبي منتخب التايكواندو في المحافل الخارجية، وتصدرهم أيضا للتصنيف العالمي.


أحد عاشقي الكرة المحلية والذي لا يقرأ أو يتابع غير أخبارها، وجد نفسه في ظل هذه الظروف، للتنقل بين أخبار الرياضات الأخرى، ليتفاجأ باسم لاعب قادم من مخيم البقعة يتصدر اسمه التصنيف العالمي، مطالبا بانصافه، وحامدا الله على «نعمة» السبات الكروي المحلي التي منحته فرصة التعرف على أبطال يستحقون تقديرا واهتماما أكبر.

المقال السابق للكاتب

يقتلون الرياضة!

لا تتحايلوا على الاتحاد فتسقطوا