السجن 5 أشهر لناشطة فلسطينية بسبب قصيدة

جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي- (أرشيفية)
جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي- (أرشيفية)

برهوم جرايسي

الناصرة - قضت محكمة إسرائيلية في مدينة الناصرة، بالسجن 5 أشهر على ناشطة من فلسطينيي 48، يضاف اليها السجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ، بسبب قصيدة نشرتها في صفحتها في الفيسبوك، قبل ثلاث سنوات، تحيي فيها المقاومة. فيما داهمت الشرطة الإسرائيلية أمس قرية العراقيب الصامدة في صحراء النقب، واعتقلت شيخها صيّاح الطوري، لمكوثه في القرية، التي تم تدميرها الأسبوع الماضي للمرّة الـ 131، وأعيد بناؤها مجددا للمرّة الـ 132.

اضافة اعلان

وكانت الناشطة دارين طاطور، قد نشرت على صفحتها في الفيسبوك، قصيدة من تأليفها، في صيف العام 2015، وجرى بعد أيام اعتقالها، تحت ذريعة ما يسمى "التحريض على الإرهاب"، فقط لأنها مجدت الشهداء ومقاومة الاحتلال، وقبعت في المعتقل لمدة ثلاثة أشهر، ثم انتقلت الى الحبس المنزلي لأكثر من عامين ونصف العام، في الفترة الأولى خارج قريتها الرينة المجاورة لمدينة الناصرة، ثم في بيتها، وتحت قيود مشددة جدا، منعت معظمها التواصل الطبيعي مع أهلها والمجتمع ككل.

وقبل عدة اشهر أدانتها المحكمة الإسرائيلية بتهمة ما يسمى "التحريض على العنف ودعم اعمال العنف والتضامن وتأييد منظمة ارهابية"، وجاء النطق بالحكم الجائر أمس، ما سيقتضي ان تستكمل طاطور محكومية السجن، بعد خصم فترة الاعتقال الفعلي، إلا أنها على أرض الواقع، تكون قد أمضت ثلاثة اعوال في السجن الفعلي، والحبس المنزلي والانقطاع عن العالم. 

وقالت دارين طاطور لوسائل إعلام، بعد صدور الحكم، أنها ليس متفاجئة من الحكم، وأنها لم تتوقع ان تحظى بعدالة من جهاز المحاكم الإسرائيلي، وقالت، إنهم يعتقدون أنه بسجني سيكون هناك رادع أو تخويف معيّن لكّن هذا الأمر لن يحصل وسأظل أقاوم بالطريقة التي أراها مناسبة لي، وسأستخدم لغتي العربية كما يحلو لي، وسأستخدم التعبير والشعر بالطريقة التي أراها تشبهني".

واضافت طاطور، "أنا سجينه بسبب حرية التعبير، سجنوني بسبب قصيدة كتبتها تعبيرا عن شعور في داخلي، واعتبروا قصيدتي إرهابا، وهم يقتلون الاطفال يوميا ولا يسمون ذلك إرهابا". 

وفي سياق متصل، فقد داهمت الشرطة الإسرائيلية بيت الشيخ صيّاح الطوري في قرية العراقيب، واعتقلته، بزعم أنه "تخطى الحدود"، وهذه تعني في قاموس أحكام الاستبداد الإسرائيلية، انه دخل منطقة محظورة، والقصد هنا قريته العراقيب، التي أقدمت السلطات في الأسبوع الماضي على تدميرها للمرة الـ 131، ليتم بناؤها من جديد للمرّة الـ 132.

ويواجه الشيخ الطوري حكما بالسجن 10 أشهر، إلا أن هذا الحكم الجائر تم عرضه للاستئناف، وتحاول السلطات فرض مقايضة، بمنع الشيخ الطوري من دخول قرية العراقيب كليا، واقتلاع القرية نهائيا.

وقرية العراقيب تم اقتلاعها في العام 1951، إلا أنه في العام 1994 عاد اليها قسم من عشيرة الطوري، بقيادة الشيخ صياح، وبعد ذلك بسنوات بدأت معركة الاقتلاع، وكانت اول جريمة تدمير للقرية قبل ثماني سنوات، وفي مثل هذه الأيام، وكانت حينها القرية عامرة ببيوت اسمنتية، إضافة الى خيام الشعر والصفيح.