السعادة تغمر كوريا الجنوبية رغم تضاؤل آمالها في الفوز

سنغافورة- تعهدت مدينة دايغو الكورية الجنوبية بترك بصمتها على الساحة العالمية ببداية مذهلة لبطولة العالم لالعاب القوى التي ستنطلق يوم السبت المقبل الا ان طموحات الدولة المضيفة في نيل الميداليات تبدو اكثر تواضعا.اضافة اعلان
وعلى الرغم من كون كوريا الجنوبية ضمن العشرة الاوائل في لائحة الميداليات في آخر دورتين اولمبيتين صيفيتين ونيلها 13 ميدالية ذهبية في بكين فانها لم تنل ميدالية من اي لون في بطولات العالم لألعاب القوى.
وتمتلك الجارة الافقر وهي كوريا الشمالية سجلا افضل بفضل ذهبية جونغ سونغ اوك في سباق الماراثون للسيدات في بطولة العالم التي أقيمت عام 1999 في اشبيلية.
وجاءت أغلب النجاحات الرياضية التي حققتها كوريا الجنوبية مؤخرا من تخصصها في عدد محدود من المنافسات، فمن بين 22 ميدالية ذهبية حققتها في دورتي بكين واثينا كان نصيب رياضتي القوس والسهم والتايكوندو وهي رياضة قتالية كورية المنشأ النصف من تلك الميداليات.
وحددت الدولة المضيفة للبطولة التي ستقام في الفترة من السابع والعشرين من آب (أغسطس) إلى الرابع من أيلول (سبتمبر) المقبل في دايغو لنفسها هدفا متواضعا يتمثل في ان تنهي البطولة ضمن المراكز العشرة الأولى في عشر منافسات بما في ذلك سباق الماراثون ومنافسات الوثب الطويل وسباق المشي.
وقال متحدث باسم الاتحاد الكوري الجنوبي لالعاب القوى “لا يمكننا القول وبكل تأكيد ما إذا كنا سنفوز بأول ميدالية لنا على الاطلاق الا ان لدينا بعض الأمل في سباق المشي لمسافة 20 كيلومترا إضافة إلى سباق الماراثون”.
وأضاف “هدفنا من البطولة متواضع إلى حد كبير.. لقد أعلنا عن مشروع 10-10 والذي نهدف من خلاله إلى وجود عشرة عدائين يشاركون في الادوار النهائية لعشرة سباقات مختلفة”.
وتعرضت آمال كوريا الجنوبية في نيل ميدالية في بطولة العالم لضربة قوية بعد استبعاد جي يونغ جون الفائز بذهبية دورة الالعاب الآسيوية من فريق الماراثون عقب فشله في العودة إلى مستواه عقب سلسلة من الاصابات.
كما خضع فريق الماراثون الكوري الجنوبي لفحص وتدقيق وسط مزاعم عن تعاطي منشطات في حزيران (يونيو) الماضي الا ان الشرطة برأت في النهاية المدرب والعدائين من تلك التهمة عقب اجرائها تحقيقات في هذا الصدد.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الكوري الجنوبي لالعاب القوى انه وعلى الرغم من ادراك كوريا الجنوبية لمدى المسافة التي تبعدها عن الدول ذات السمعة الكبيرة في سباقات العاب القوى فانها مصممة على اللحاق بالركب، واضاف “كوريا ليست قوة عظمى في سباقات ألعاب القوى وهو ما يرجع أساسا لعدم تميزنا البدني مقارنة بالكثير من الرياضيين الاجانب، إلا اننا نكافح من أجل أن نكون أكثر تنافسية عن طريق مواصلة دعم العديد من برامج تطوير الشباب وبرامج تدريب القيادات في كافة أنحاء البلاد”.
وقال أوه دونغ جين رئيس الاتحاد الكوري لألعاب القوى للفريق الكوري الجنوبي أن المشاركة في البطولة يمثل العنصر الاهم، وأضاف خلال احتفال ببداية مشوار الفريق “حتى وان اخفقتم فلا تطأطئوا رؤوسكم وامشوا بفخر وكبرياء. يحدوني الأمل ان تبذلوا كل ما في وسعكم جميعا حتى النهاية”.
وتمتلك كوريا الجنوبية سجلا جيدا في استضافة البطولات الكبرى حيث باتت في دائرة الضوء على الصعيد الدولي باستضافتها لدورة الالعاب الاولمبية بسول عام 1988 ومشاركتها في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2002 التي اتسمت بالنجاح والابهار وذلك بالمشاركة مع اليابان.
وعقب خسارتين مؤلمتين ومتتاليتين لشرف استضافة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية عامي 2010 و2014، نالت بيونغتشانغ الكورية الجنوبية حق استضافة الدورة الاولمبية الشتوية في ثالث مرة تتقدم فيها بطلب لاستضافة الدورة وستستضيف دورة الالعاب الاولمبية 2018.
وتعهد كيم بوم ايل رئيس بلدية دايغو بالفعل بتقديم “افضل بطولة عالم في تاريخ الاتحاد الدولي لألعاب القوى على الاطلاق” بينما يبدو الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك واثقا من ان دايغو ستظهر قدرة البلاد على استضافة احداث رياضية كبرى، وقال الرئيس الكوري الجنوبي لوسائل إعلام محلية “أشعر بالتأكيد ان بطولة ألعاب القوى التي ستجري في دايغو ستتكلل بالنجاح” مضيفا أن البطولة ستزيد وبشكل كبير من الوعي العالمي برابع أكبر مدينة في كوريا الجنوبية، وأضاف “ستؤدي الاستضافة الناجحة لهذه البطولة إلى استضافة بيونغتشانغ للاولمبياد بنجاح”.
وعينت كوريا الجنوبية لجنة خاصة للاشراف على أمن الستادات وسلامة المسؤولين والمتفرجين ونحو 2500 رياضي من أكثر من 200 دولة سيشاركون في البطولة.
حقائق عن دايغو
- تقع على بعد نحو 260 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة سول وهي رابع اكبر مدن كوريا الجنوبية ويقطنها اكثر من 2.5 مليون نسمة.
- دايغو هي عاصمة اقليم جيونغبوك وتعد العصب السياسي والاقتصادي والثقافي للمنطقة.
- تقع المدينة في حوض تحيط به الجبال وهو ما يجعل الأجواء حارة رطبة في الصيف قارسة البرودة في الشتاء، وتزيد درجات الحرارة على 30 مئوية في تموز (يوليو) وآب (أغسطس) وتقل عن درجة التجمد في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير).
- تشتهر بأنها قلعة النسيج في كوريا الجنوبية كما تعود جذور مجموعة “سامسونغ” إلى دايغو. أثر الانكماش الاقتصادي بشدة على قطاع الصناعة في المدينة وتسعى دايغو حاليا الى الاستفادة من صناعة الموضة المزدهرة في كوريا الجنوبية والتقنيات الحديثة.
- يوجد في دايغو مجموعة من اشهر الفرق الرياضية في كوريا الجنوبية مثل فريق سامسونغ لايونز للبيسبول وفريق دايغو لكرة القدم.
- ينحدر روه تاي وو وهو الرئيس 13 لكوريا الجنوبية من دايغو.

(رويترز)