السعد.. طبيب إنسان يرحل وتظل ذكراه في وجدان الإربديين

أحمد التميمي

إربد– ما يزال مقرّبون وأصدقاء طبيب الفقراء في إربد المرحوم الدكتور رضوان السعد يستذكرون عبر منصات التواصل الاجتماعي ما كان يفعله في عيادته المتواضعة في مخيم إربد على مدى 40 عاما.اضافة اعلان
"كان هدفه الرئيس معالجة الفقراء والمحتاجين بكل صدق وإنسانية ولم يكن المال إلا في مؤخرة اهتماماته. وفي أحيان كثيرة كان يعالج المعدمين بالمجان ويعطيهم ما يتوفر في عيادته من أدوية بلا مقابل، ولم تتعد كشفيته من المقتدرين في البدايات ربع دينار، رفعها إلى دينار بعد شكاوى من زملاء المهنة ليسكت ضجيجهم واحتجاجاتهم"، كما يقول محمد دوايمة.
وكان الراحل السعد، كما يضيف الدوايمة، يشكل "بوليصة تأمين للعديد من المرضى الفقراء والغلابى والمحتاجين ممن ليس لديهم تأمين صحي سواء في القطاع الخاص أو الحكومي وكان هؤلاء يؤكدون أن تأمينهم رضوان السعد"، لافتا الى أن المرحوم السعد هو من أشهر الأطباء في محافظة إربد والشمال عامة ومخيم إربد خاصة، وكان يضرب به المثل لخبرته في تشخيص الأمراض وإعطاء الحلول الناجعة، وذاع صيته لتصبح عيادته الكائنة في قلب المخيم مقصدا للمرضى من جميع أنحاء المحافظة، تعج بالمراجعين والمرضى القادمين من كل حدب وصوب.
زيادة على ذلك، فقد كان السعد "الطبيب الإنسان، المناضل الصلب صاحب المبدأ والروح العروبية الوحدوية، انحاز لقضايا أمته وترعرع في صفوف الثورة الفلسطينية مناديا بالوحدة العربية طريقا لتحرير فلسطين، حمل رسالته القومية وقضيته الفلسطينية حتى آخر نفس في حياته، وكان على الدوام حاملا للهم الشعبي والحياتي اليومي للطبقة الكادحة والمسحوقة من الشعب"، ومن أجل هذا وغيره "ستبقى بيوت المخيم تذكرك بسيرتك العطرة وستظل على لسان ابناء المخيم وإربد وكل من قصدك".
أم عبدالله تسرد هي الأخرى شهادتها بالقول إن "عيادة المرحوم الدكتور السعد كانت تعج بالمرضى كل يوم، وهناك الكثيرون كانوا يحجزون دورهم ويعودون الى منازلهم لحين اقتراب الموعد بسبب شدة الازدحام"، معتبرة أن المرحوم السعد "لم يتخذ الطب مهنة وإنما وسيلة لإسعاد الناس وراحة قلوبهم، ولم يدخل عليه مريض وخرج إلا والابتسامة على وجهه لثقته بالشفاء على يد هذا الإنسان الطبيب بعد الله عز وجل".
ولتخليد ذكراه وتقديرا لإنسانيته يقترح العديد من سكان المخيم "بتأسيس صندوق لجمع التبرعات من أجل شراء مبنى في المخيم ليكون مركزا طبيا باسم الراحل رضوان السعد، على أن تكون الكشفية رمزية لا تتجاوز 5 دنانير"، فيما وجه رئيس بلدية إربد الكبرى المهندس حسين بني هاني الجهات المختصة لتسمية شارع باسم طبيب الفقراء الراحل الدكتور رضوان السعد تقديرا لمكارمه وإنسانيته التي ستبقى عالقة بذهن وقلب كل محتاج، كما قرر مجلس محلي منطقة النصر في بلدية اربد الكبرى تسمية ميدان باسم "طبيب الفقراء" الدكتور السعد.
وكان آلاف من أبناء مدينة إربد شيعوا أول من أمس الجمعة، جثمان الدكتور رضوان، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، مساء الخميس الماضي، بعد أسبوع من إجرائه عملية قلب مفتوح بالمدينة الطبية.
وسارت جنازة المرحوم بعد الصلاة من مسجد أبو هلال في المدينة الصناعية إلى مثواه الأخير، في جنازة قال المشيعون إنّها "مهيبة لشخص قدم الإنسانية وحب الفقراء والمحتاجين على كل شيء"، مشيرين الى أن "أكثر من سيفتقده هم الفقراء والمساكين الذين كانوا يؤمّون عيادته المتواضعة في مخيم إربد ومن كل أنحاء المحافظة".