السعودية: دعم إيراني وراء الهجمات على المنشآت النفطية

Untitled-1
Untitled-1
عواصم- أكّدت المملكة العربية السعودية أمس أن الهجومين اللذين طالا منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو تمّ "بدون أدنى شك" بدعم من إيران لكنّه لم ينطلق من اليمن بل من جهة شمال المملكة يجري التحقق منه. وعرض المتحدث العسكري العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحفي في الرياض مساء أمس أن بقايا لصواريخ وطائرات مسيرة والتي طالت المنشآت وانطلقت بدعم من إيران بدون أدنى شك"، مضيفا أن التحقيقات مستمرة لتحديد الموقع الدقيق الذي انطلقت منه الطائرات المسيرة والصواريخ"، مشيرا إلى أن المهاجمين استخدموا 18 طائرة مسيّرة وسبعة صواريخ من طراز "كروز". ولم يحدد المالكي إيران كمصدر لانطلاق الصواريخ والطائرات، الا أنه أوضح أنه "رغم جهود إيران لاظهار ذلك"، فإن الهجوم "لم ينطلق من اليمن"، مستبعدا ان يكون الحوثيون وراء الهجوم. من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي وصل الى جدة أمس أن الهجوم "إيراني" وادعاء الحوثيين بأنهم منفذوه "ليس صحيحا". وقال لصحفيين كانوا يرافقونه في الطائرة التي أقلته الى السعودية انه لا يمكن تدمير 5% من إمدادات الطاقة في العالم، والاعتقاد أن بالإمكان التنصل من المسؤولية". ووصف بومبيو الهجوم بأنه "عمل حربي". ويحمل "بصمات إيران والتي هددت إمدادات الطاقة العالمية". وأوضح أن الأسلحة التي تم استخدامها في الهجوم "ليست أسلحة يمكن أن تكون في حوزة الحوثيين". وتابع أن مصدر الهجوم "لم يكن من الجنوب"، أي من اليمن، مضيفا "نعلم بأن الإيرانيين لديهم أنظمة لم ينشروها في أي مكان خارج بلادهم". وقال أيضا إن "لا إثبات على أن مصدر الهجوم "العراق". ويلتقي بومبيو سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للبحث في سبل الرد على الهجمات التي استهدفت منشآت "أرامكو". وبين بومبيو للصحافيين "مهمتي هنا أن أعمل مع شركائنا في المنطقة لبناء تحالف لوضع خطة لردعهم". وفي ذات السياق هدد المتمردون الحوثيون اليمنيون أمس بشن هجمات ضد مدن إماراتية بينها أبوظبي ودبي، مؤكدين أن لديهم "عشرات الأهداف" في الإمارات، بعد أقل من أسبوع على الهجوم غير المسبوق ضد شركة ارامكو السعودية. وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان صرح في وقت متأخر من أول من أمس بأن محققين دوليين من بينهم من الأمم المتحدة، سيشاركون في التحقيق، معلنا أن انتاج النفط سيعود إلى طبيعته نهاية الشهر. وافادت مصادر دبلوماسية أمس لوكالة فرانس برس أن خبراء من الأمم المتحدة وصلوا الى السعودية لاجراء تحقيق دولي حول الهجمات، موضحا أن مهمتهم تستند بشكل خاص إلى القرار الذي صادق على الاتفاق النووي المبرم العام 2015 وإلى القرار الذي فرض حظرا على الاسلحة في اليمن. إلى ذلك أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس عن تشديد "كبير" للعقوبات المفروضة على إيران، في أعقاب الهجمات على منشآت نفطية سعودية. وكتب ترامب على تويتر "لقد أمرت للتو وزير الخزانة بتشديد العقوبات ضد الدولة الإيرانية!"، دون مزيد من التفاصيل. وتضاف هذه العقوبات، التي لم تصدر تفاصيل عن طبيعتها بعد، إلى تدابير عقابية غير مسبوقة فرضتها واشنطن على طهران منذ أن انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني إلى ذلك رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بقيام ترامب بتشديد العقوبات المفروضة على إيران. وقال في فيديو مصور وزعه مكتبه على الصحافة "إن وتيرة العدوان الإيراني تزايدت مؤخرا، بما في ذلك في منطقة الخليج" مضيفا "هذا الوقت هو الأنسب لتشديد الضغوط والعقوبات، ويسرني أن الرئيس ترامب قام بذلك بالضبط". من جهته صرح نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في كلمة في واشنطن أول من أمس "بأن الرئيس، قال لا نريد حرباً مع أحد، ولكن الولايات المتحدة مستعدة". وأكد "نحن جاهزون وإصبعنا على الزناد، ومستعدون للدفاع عن مصالحنا وعن حلفائنا في المنطقة، يجب أن لا يكون لدى أحد شك في ذلك". وصرح مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس أن إدارة ترامب خلصت إلى أن الهجمات شَنت بصواريخ عابرة من إيران وأنه سيتم تقديم الأدلة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. ونفت إيران من خلال رسالة دبلوماسية بعتثها الاثنين الماضي إلى الولايات المتحدة أن يكون لها أي دور لها في الهجمات التي طالت منشأتي نفط في السعودية، وحذرت من أي تحرّك ضدها، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أمس. وفيما أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أمس أن استهداف "اليمنيين" منشأتي نفط في السعودية يعد بمثابة "تحذير" للمملكة من إمكانية شن حرب على نطاق أوسع ردا على العملية العسكرية التي تقودها الرياض في اليمن. كان مسؤول أميركي كبير صرح أول من أمس أن واشنطن تأمل في أن يتخذ مجلس الأمن الدولي اجراءات للرد عقب الهجمات. بينما وصف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الموالي للرئيس دونالد ترامب، الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت نفطية سعودية بأنها "عمل حربي"، مؤكدا أنها تستدعي ردا حاسماً. ونقلت شبكة "ان بي سي نيوز" عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن هويتهم أن إدارة ترامب تفكر في ردود على الهجمات ومن بينها شن هجوم سيبراني أو هجوم فعلي على البنية التحتية النفطية الإيرانية أو الحرس الثوري الإيراني.-(أ ف ب)اضافة اعلان