السلام الآن

هآرتس -   أسرة التحرير

التاريخ يوفر قلة قليلة جدا من الفرص التي يمكن من خلالها تغيير الواقع السياسي الى النقيض: من الواضح أن هذه الفرصة جاءت الآن. وها هي خطة الرئيس الأميركي باراك اوباما للسلام تقدم لإسرائيل والمنطقة بأسرها فرصة نادرة لتغيير حقيقي؛ ويجب الا يتم هدرها.

اضافة اعلان

الخطة، التي نشر أهم ما فيها عكيفا الدار في هآرتس أول من أمس (الجمعة)، تتضمن محادثات ثنائية متوازية بين اسرائيل والفلسطينيين وبينها وبين سورية، في ظل الاستناد الى مبادرة السلام السعودية، التي تقترح على اسرائيل تطبيعا مع العالم العربي مقابل انسحاب من المناطق واقامة دولة فلسطينية. الولايات المتحدة من جانبها، ستقترح على اسرائيل رزمة أمنية، تتضمن تجريدا من السلاح للمناطق ومرابطة قوة دولية لعدة سنوات. وبالتالي فإن الحديث يدور عن خطوة شاملة لإحلال السلام في المنطقة، التي لا تنجح منذ عشرات السنين في الخروج من دائرة العنف وسفك الدماء.

هذا هو الوقت للسير نحو الخطوات العظيمة. وقد توفرت لرئيس الوزراء الجديد - القديم بنيامين نتنياهو ولحكومته فرصة لمفاجأة المعمورة بكاملها، والتحلل من قيود الصيغ القديمة، والتأزر بالشجاعة والرد على المبادرة بحماسة ودون اكفهرار للوجه. فبعد ان انتهى حلم ارض اسرائيل الكاملة منذ زمن، حتى في دوائر اليمين، ينبغي التعلل بالأمل في ان يواصل نتنياهو ما بدأ به رئيس وزراء آخر في حزبه، مناحيم بيغن، قبل 30 سنة.

في واشنطن الان رئيس يريد أن يترك أثرا من التغيير في العالم. وينبغي الأمل بأن يكون في القدس ايضا سياسي كهذا. وهناك أنظمة عربية تتطلع الى السلام والتطبيع مع اسرائيل وتريد مثلها ان تصد الاصولية. ولا يوجد سلاح اكثر نجاعة ضد الأصولية من السلام.

هذه هي فرصة نتنياهو للدخول الى التاريخ: رئيس وزراء يميني يبدي نزعة قيادية ويقود شعبه وبلاده نحو السلام، والامن والازدهار. ويجب الا يتولد الخوف من طموحات هذه الخطة: يمكن تحقيق السلام بالتوازي سواء مع سورية أو مع الفلسطينيين. هذا ليس الوقت لاحصاء المصاعب التي قد تتراكم في الطريق، هذا هو الوقت لرؤية الفرص. وعليه، ففي الشهر القادم، حين يسافر نتنياهو الى واشنطن سيتعين عليه ان يتعاون، وان ينضم الى المساعي المثيرة للانطباع التي يقوم بها أوباما وأن يقول لمضيفه صراحة: نعم، إسرائيل تريد ومستعدة للسلام الآن.