السلط والبقعة.. صورتان متناقضتان في دوري شديد الحرارة والمنافسة

لاعب الوحدات أحمد هيكل (وسط) يقطع الكرة أمام لاعب الفيصلي خالد زكريا - (تصوير: أمجد الطويل)
لاعب الوحدات أحمد هيكل (وسط) يقطع الكرة أمام لاعب الفيصلي خالد زكريا - (تصوير: أمجد الطويل)
تيسير محمود العميري عمان - لعل من أكثر ما يلفت الانتباه في مرحلة الذهاب من دوري المحترفين لكرة القدم، التي تختتم اليوم بمواجهتين مهمتين، تجمع الأولى بين فريقي شباب العقبة والوحدات عند الساعة 6 مساء على ستاد الملك عبدالله الثاني، والثانية بين فريقي الحسين والفيصلي عند الساعة 8.30 مساء على ستاد الحسن، هو ما حققه بشكل متناقض فريقا السلط والبقعة. اليوم تتضح بشكل جلي صورة ترتيب الفرق مع نهاية نصف عدد مباريات البطولة، حيث يسعى الوحدات "حامل اللقب" إلى إعلان نفسه "بطلا لمرحلة الذهاب"، بعد أن كاد يحقق مركزا متأخرا نسبيا لولا أنه نجح في تحقيق ثلاثة انتصارات صعبة متتالية على فرق الجزيرة 1-0 وسحاب 2-1 والفيصلي 1-0، بعد خسارته الأولى والوحيدة بالدوري أمام الرمثا 1-2، وسبقها فقدانه أربع نقاط أخرى جراء تعادلين مع السلط 1-1 والحسين إربد 0-0. لكن "حرارة" المنافسة على لقب الدوري، وتراجع القدرات التنافسية لفريقي الجزيرة وشباب الأردن، جعلا من فريق السلط يشكل أحد أضلاع المربع التنافسي على كأس البطولة، ولعل نتائجه مع منافسيه الثلاثة على وجه التحديد تؤكد ذلك، بعد أن تعادل مع الرمثا 0-0 والوحدات 1-1 وفاز على الفيصلي 1-0، ويمكن القول من دون مجاملة أنه كان الطرف الأفضل في مباراتيه ضد الوحدات والفيصلي، ذلك أنه امتلك فريقا مثاليا إلى حد بعيد، توجه بوجود المحترف وانجا الذي يهرول نحو لقب هداف الدوري، وأحسن المدرب جمال أبو عابد قيادة اللاعبين في ظل ظروف مالية صعبة كادت أن تعصف بالفريق كما فعلت بفرق أخرى. وبالنظر إلى الأرقام، فإن فريق السلط نجح في أن يكون الوحيد بين فرق الدوري ممن لم يتذوق مرارة الخسارة، إذ فاز في ست مباريات وتعادل في خمس أخرى، وسجل 16 هدفا ودخل مرماه 6 أهداف وجمع 23 نقطة. والنتائج الإيجابية لفريق السلط امتدت لمواجهاته مع شباب الأردن والجزيرة والحسين إربد، وهي الفرق التي تتواجد في المراكز السبعة الأولى، فتعادل مع الشباب 0-0 والحسين 1-1 وتفوق على الجزيرة 3-2. والنتائج الايجابية لفريق السلط في الدوري، هي امتداد لتلك التي حققها في أول مشاركة له بكأس الاتحاد الآسيوي، ومكنته من بلوغ الدور نصف النهائي لمنطقة غرب آسيا، حيث يستعد لمواجهة فريق الكويت الكويتي في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل. في المقابل فإن فريق البقعة الذي كان يصنف ذات يوم "الحصان الأسود"، ظهر بمظهر "الحمل الوديع"، ما جعله يخسر جميع مبارياته السابقة ويفشل في وضع ولو نقطة في رصيده، ولم يسجل سوى 5 أهداف مقابل 27 هدفا دخل مرماه، فكان رقميا الأضعف في كل شيء، وبات الفريق الأسوأ حظا لنيل أولى بطاقتي الهبوط إلى الدرجة الأولى. وفي الحديث عن دوري المحترفين، فلا بد من العودة إلى مباراة "الديربي" التي جمعت بين الوحدات والفيصلي يوم الأربعاء الماضي، وفيها تمكن الوحدات من الفوز على الفيصلي بهدف ورفع رصيده إلى 23 نقطة وإيقاف رصيد الفيصلي عند 20 نقطة. القراءة المختصرة تشير إلى أن الفيصلي كان الأفضل فنيا والأكثر خطورة على المرمى، بينما كان الوحدات الأذكى فنيا، وأدار المباراة كما يريد وسط التزام تكتيكي، فكان يدافع ويهاجم متى شاء ويسرع ويبطئ اللعب كيفما يريد، في ظل تسرع وتوتر واضح على أداء لاعبي الفيصلي. وفي حقيقة الأمر كان الفوز في متناول يد الفيصلي، لولا أنه فشل في ترجمة سيطرته النسبية إلى أهداف، ولم يحسن التعامل مع الانضباط الدفاعي العالي لفريق الوحدات، في مباراة أقل ما يمكن وصفها بأنها سيئة فنيا وسلوكيا. عموما، تنتهي مرحلة الذهاب اليوم وتتوقف عجلة المنافسات نحو عشرة أيام، على أن تبدأ مرحلة الإياب يوم الأربعاء 4 آب (أغسطس) المقبل، وستكون الأنظار شاخصة نحو خمسة مباريات من الجولات الأربع الأولى من عمر المرحلة، إذ تشهد الجولة 13 قمة بين الرمثا والوحدات، تقام عند الساعة 8.30 مساء يوم الأربعاء 11 آب (أغسطس) المقبل على ستاد الحسن، كما تشهد الجولة 14 قمة متجددة بين الوحدات والفيصلي، تقام عند الساعة 8.30 مساء يوم الخميس 19 منه على ستاد عمان، وفي الجولة 12 يلتقي السلط مع شباب الأردن عند الساعة 6 مساء يوم الأربعاء 4 منه على ستاد السلط، كما تشهد الجولة 13 لقاء الجزيرة والسلط عند الساعة 8.30 مساء يوم الثلاثاء 10 منه على ستاد عمان، وفي الجولة 15 يلتقي فريقا الرمثا والسلط عند الساعة 6 مساء يوم السبت 29 منه على ستاد الحسن. هذه المباريات الخمس التي تتزامن مع شهر آب "اللهاب"، سترفع حتما لهيب المنافسة على اللقب، وستفرض تواصل الإثارة ربما حتى الزفير الأخير من الدوري، طالما أنه ثمة أربعة فرق تتنافس على اللقب، ويمكن أن يصبح العدد أكبر من ذلك إذا ما توسعت دائرة المنافسة.اضافة اعلان