السل: الأسباب والأعراض والعلاج

السل: الأسباب والأعراض والعلاج -(الغد)
السل: الأسباب والأعراض والعلاج -(الغد)

عمان- الغد - يعد مرض السل أحد أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية، وواحدا من أهم أسباب الوفيات في عالمنا الحديث، حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ مرض السل كان سببا في وفاة 1.7 مليون شخص في العام 2009، والجدير بالذكر أنّ أكبر عدد الوفيات سُجّل في الإقليم الأفريقي. اضافة اعلان
وتتضاعف خطورة الإصابة بالمرض إذا كان الجهاز المناعي للمصاب بالسل ضعيفا، عندئذ قد تكون العدوى شديدة وتتطور إلى سل جامح، حيث تبدأ البكتيريا بالتضاعف ومهاجمة الجسم وأنسجته، وإذا أصابت الرئة فقد تحدث ثقبا فيها، لذا نلاحظ أن أكثر الأشخاص عرضة للسل هم الأطفال ومرضى الإيدز لضعف جهازهم المناعي.
وللتعرف أكثر على أشد الأمراض فتكا وأسرعها انتشارا، تعالوا معنا نعرف أولا مرض السل.
تعريف السل
السل مرض معد تسببه بكتيريا عصوية، وعندما يسعل أو يعطس المريض تتطاير "العصيات" في الهواء فينتقل المرض إلى الإنسان السليم، فيكفي أن يستنشق الإنسان قليلا من تلك العصيات ليصاب بالعدوى.
تدخل الجراثيم الجسم وتدور مع الدورة الدموية وتصل إلى الكليتين والكبد والرئتين، حيث تبقى قبل أن تبدأ أعراض المرض بالظهور.
أعراض المرض العامة
ينتشر السل في مختلف مناطق الجسم ومنها:
• العظام والمفاصل مثل مفصل الكتف وعظمة الساعد ومفصل الورك.
• اليد؛ حيث يصيب مفصل الرسغ والأصابع وأوتار العضلات.
• الوسائد الأمامية للركبة.
• القدم والكاحل.
• العمود الفقري، في الرقبة ونهاية الفقرات الصدرية وبداية الفقرات القطنية.
ولا تظهر أعراض مرض السل على كل من يصاب به؛ لأن الجهاز المناعي في الجسم يقاوم هذه البكتيريا، مما يؤدي إلى إيقاف نموها وتصبح غير نشطة، ولكنها تبقى حية في الجسم كامنة فيه لمدة طويلة، ويكون المصاب في هذه الحالة ناقلا وحاملا لبكتيريا السل إلا أنه غير معد. 
• السعال الجاف المزمن، والذي يكون مصحوبا ببلغم مخاطي ثم صديدي ثم دام.
• وجود آلام بالصدر وصعوبة في التنفس فقدان الشهية.
• الارهاق، ولهاث عند القيام بأقل مجهود
• الإصابة المتكررة بالنزلات البردية والتهاب الرئة.
• فقدان الوزن.
• كثرة التعرق خاصة بالليل.
• الإصابة بالحمى والرعشة.
• ارتفاع في حرارة الجسم.
• انتفاخ في الرقبة والغدد اللمفاوية .
• عسر الهضم المستمر.
• ألم الصدر والظهر.
• قصر التنفس.
• ضعف الدم.
العوامل التي تساعد على الإصابة بالعدوى وانتشار المرض
• سوء التغذية.
• السكن في مساكن غير صحية.
• العيش في الأماكن المزدحمة أو ذات التهوية غير الجيدة.
• ضعف جهاز المناعة، وخاصة لدى المصابين بداء السكري ممن لا يلتزمون بالحمية والعلاج، أو المصابين بالفشل الكلوي، أو الذين يتناولون عقاقير الكورتيزون، أو مدمني الخمور أو المخدرات، أو المصابين بالإيدز أو سرطان الدم أو سرطان العقد الليمفاوية، كذلك بعد عمليات زرع الأعضاء.
العلاقة بين مرض السل ومرض الإيدز
يعد اجتماع فيروس الايدز وبكتيريا السل اجتماعا قاتلا؛ إذ ينشط كل منهما الآخر، كذلك فإن فيروس الإيدز يضعف الجهاز المناعي، لذلك فإن احتمال ظهور أعراض مرض السل لدى حاملي فيروس الإيدز والمصابين بعصيات السل، يفوق بكثير احتمال ظهورها لدى الأشخاص الذين لا يحملونه، ويعد السل من أهم أسباب الوفيات بين حاملي فيروس الايدز.
فالسل نوع من أنواع البكتيريا التي تصيب الإنسان والحيوان، وقد تم اكتشاف علاجها منذ زمن طويل، ولكن مع ظهور الإيدز في أوائل الثمانينيات ظهرت سلالات جديدة من بكتيريا السل المقاومة للعلاجات المعروفة، وفي ضوء ذلك تم تطوير بعض الأدوية لعلاج السلالات المقاومة للمرض، لكن فكرة أن المصاب بالسل هو في الأصل مصاب بالإيدز ليست قاعدة ثابتة وإنما احتمال وارد فقط، حيث إنه كما ذكرنا من قبل فمرض الإيدز يعد من الأمراض التي تساعد على التقاط عدوى السل، لكن للتأكد من ذلك على المصاب بالسل القيام بعمل تحليل للأجسام المضادة لضمان خلوها من علامات مرض الإيدز.
وسائل التشخيص
ملاحظة أعراض وعلامات المرض، وأخذ التاريخ المرضي كذلك، وإجراء الفحص السريري للمصاب، كما تستعمل اختبارات تشخيصية لتحديد ما إذا كان الشخص قد أصيب بعدوى ميكروب السل أم لا، أو إذا كان مصابا بعدوى نشطة أم لا، وتشتمل وسائل التشخيص على الآتي:
• صور بالأشعة السينية للصدر والعمود الفقري.
• التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي، التي تعطي نتائج أدق؛ خاصة للعمود الفقري والدماغ والنخاع الشوكي والأمعاء والرئتين.
• اختبارات السل الجلدية، مثل اختبار التيوبركولين، وذلك بحقن بمايكوباكتيريا ميتة أو ضعيفة جدا بجلد الذراع وقراءة النتيجة بعد 72 ساعة، وهذا الاختبار يقيس مستوى المقاومة الموجودة حسب حجم الهالة الناتجة، وانعدام هذه الهالة لا يدل على وجود السل بل العكس.
• فحص عينات من البلغم لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على بكتيريا السل أم لا، فإذا ظهرت البكتيريا في البلغم، وكان الشخص مصابا بعدوى نشطة، فهذا يمكنه نقل هذه العدوى للآخرين إذا سعل.
• منظار الشّعب، إذا لم تظهر نتائج شافية، فقد يجري الطبيب فحصا بمنظار الشعب لاستئصال عينة دقيقة من نسيج الرئة لتحليلها.
الوقاية
للوقاية من المرض فهذه بعض الإجراءات الوقائية التي ينبغي مراعاتها:
• تشميس وتهوية مكان إقامة مريض السل جيدا، كذلك تهوية الأماكن العامة والمزدحمة.
• تخصيص أدوات للاستعمال الشخصي للمريض، لا يستعملها غيره.
• تطهير وتعقيم الأدوات التي يستخدمها المريض جيدا.
• زيارة الطبيب للقيام باختبار (Tuberculin Test) والذي يظهر وجود أجسام مضادة لمقاومة المرض، والذي على أساس نتيجته يمكن أخذ التطعيم اللازم المقاوم لبكتيريا مرض السل.
• المبادرة بتطعيم الأطفال ضد السل.
• النظافة الشخصية ونظافة الملبس والمسكن.
• الحرص على تغطية الفم عند العطاس أو السعال.
العلاج
تتوقف مدة العلاج ونوعيته على حالة المريض، وتتراوح فترة العلاج ما بين تسعة شهور إلى سنتين في بعض الحالات، وهذا كله يقرره الطبيب المعالج لكل حالة، لكن يجب التأكيد على عدم إيقاف تناول العقاقير فجأة، أو تناولها بدون مواعيد منتظمة؛ لأن هذا يتسبب في مشكلات خطيرة منها:
• زيادة فرص تكرار العدوى والانتكاسات المرضية.
• ظهور بكتيريا مقاومة للعقاقير؛ حيث يصبح العقار المضاد للميكروب غير قادر على قتله، وهذه مشكلة تصاعدية أي تتفاقم مع الوقت، وتسمى هذه الحالة السل المقاوم لعدة عقاقير، وعلى الرغم من إمكانية علاج حالات السل المقاوم للأدوية عموما، فإنّ تلك الحالات تقتضي معالجة كيميائية مكثفة قد تصل إلى عامين بأدوية مكلفة غالبا، كما أنها تتسب في حدوث تفاعلات ضارة.
ويمكن علاج أغلب حالات السل عن طريق إعطاء المريض نوعين أو أكثر من المضادات الحيوية؛ التي تعطى بطريقة معينة وجرعات محددة، وقد تستمر مدة العلاج من 6 إلى 8 أشهر أو أكثر على حسب الحالة كما ذكرنا سابقا، وأكثر الأدوية المستخدمة لعلاج السل هي أيزونيازايد، ريفامبيسين، بيرازيناميد، سبتربتوميسين، إثامبيوتول.
وختاما نذكر أن الوقاية هي أفضل سبل العلاج، وأول خطوات الوقاية تتمثل في تطعيم الأطفال بلقاح السل بعد الولادة مباشرة.