السمات الشخصية تتحكم بالقدرة على مواجهة العدوى

عمان-الغد- يهتم بعضنا بمتابعة فحوصاته الطبية الدورية أكثر من البعض الآخر. ويعد إجراء الفحوص الطبية، وكشف النظر، والزيارات الدورية كل نصف عام لطبيب الأسنان، أموراً يُنصح بها إذا ما كنت تريد أن تحيا حياةً صحيةً نسبياً؛ إذ يُقدر عدد الأميركيين الذين يُجرون فحوصات سنوية كل عام بـ44 مليوناً، بالإضافة للزيارات الطبية السنوية، لكن ظهر سبب آخر غير مُتوقع يمكن أن يكون له دور في حالتنا الصحية: ألا وهو شخصياتنا، بحسب موقع "هافينغتون بوست"؛ اضافة اعلان
إذ لاحظت دراسات سابقة كيف أن الصفات الشخصية مُرتبطة بظهور أمراض جديدة بمرور الوقت، فمثلاً، صنَّف الباحثون الشخصيات بناءً على سمات، من ضمنها الانفتاح، والقبول، والأمانة، والضمير، والعصبية.
وتزيد فرص الأفراد الذين يحققون درجات عالية في الضمير، والأمانة، في تبني سلوكيات صحية، بينما يُصبح العصبيون أكثر عرضة لحالة صحية أقل جودة.
وحتماً يؤثر اختلافات الشخصية على سلوكياتنا بأشكال عديدة تؤثر على صحتنا.
إذن ما الذي تُخبرنا به شخصيتك عن حالتك الصحية؟
المنفتح
الأشخاص المنفتحون، الذين يستمتعون بصحبة الآخرين يحصدون أفضل الفوائد الصحية؛ إذ وجدت دراسة نُشرت في دورية Psychoneuroendocrinolgy أن المنفتحين بدا أنَّ لديهم نظاماً مناعياً يستجيب بشكل أفضل أمام العدوى.
المفارقة أن المنفتحين اجتماعياً مُعرضون لعدوى أكثر، لكنهم على أي حال مسلحون بما يمكِّنُهم من التعامل مع العدوى بكفاءة.
الانطوائي
طبقاً للدارسة السابقة، إن كنت تُفضل أن تكون حبيس أفكارك، وأن تبقى بعيداً عن الأضواء، وأن تكون لديك دائرة اجتماعية ضيقة ومتماسكة، فمن المرجح أنك انطوائي، وربما يكون المُتحفظ الانطوائي أكثر عُرضة للعدوى من نظرائه المنفتحين، لكن الانطوائيين أقل تعرضاً للعدوى نظراً لتحركاتهم الحريصة، والواعية، إلا أن نظامهم المناعي قد يستجيب بشكل أقل كفاءة، وربما يكون عدد خلايا الدم البيضاء عندهم أقل.
صاحب الضمير الحي
السلوك الذي يُحركه الضمير قد يُنقذ حياتك، فمن المرجح أن يكون الأشخاص عاقدي العزم الذين يتصفون بالعند فيما يتعلق بما يقومون به أكثر صحة، لأنهم سيخرجون، ويفعلون ما يُخبرهم به طبيبهم من أجل البقاء أصحاء؛ إذ وجدت دراسة نُشرت في دورية Psychology and Health أن الضمير يلعب دوراً مهماً في تحديد طول العمر، وتؤثر أيضاً في مستوى التحصيل الدراسي للشخص ونجاحه الوظيفي.
العصبي
يميل المزاجيون والمتوترون، وكثيرو القلق لأن يكونوا عصبيين، وهو ما قد يُدمر صحتهم، أو هكذا نعتقد.
من المُثير للاهتمام أنَّ دراسة نُشرت العام 2012 في دورية اسمها، Brain, Behavior, and Immunityfound وصفت العصبيين بأن لديهم المستوى الأقل من الإنترلوكين 6، وهو علامة بيولوجية متعلق بالأمراض المزمنة والالتهابات، وبالإضافة لذلك، وجد الباحثون أن من يتمتع بمستوى أعلى من الضمير، والعصبية، يميل لموازنة عواقب أفعاله، ومنع نفسه من الخوض في سلوكيات خطيرة، وكلما زاد مستوى الضمير والعصبية في الشخص، قل لديه مستوى الانترلوكين 6، وقد أظهرت النتائج أن هؤلاء يتمتعون أيضاً بمؤشر كتلة جسم أقل، ويُعاني القليل منهم من مشكلات صحية مزمنة.
المندفع
التصرف بدون تفكير قد يعني الفارق بين الحياة الصحية، والحياة بمصاحبة القرحة الهضمية المزمنة؛ إذ أظهرت دراسة نُشرت في دورية Personality and Individual Differences أن الموظفين الذين يتصرفون باندفاع مُعرضون بنسبة أكثر للإصابة بالقرحة في غضون عامين، حتى مع وضع عوامل مثل العمر، والنوع، وعادات التدخين في الاعتبار؛ إذ يشك العلماء في أن المندفعين ربما يكون لديهم مستويات أعلى من أحماض المعدة، ومن المحتمل أن يؤدي هذا لتكون القرحة.
المتفائل
الأشخاص الذين ينظرون لنصف الكوب الممتلئ بدلاً من الفارغ، يميلون للتمتع بصحة وافرة؛ إذ وجدت دراسة نُشرت في دورية Clinical Practice & Epidemiology in Mental Health أن مُعدل الوفيات الناتج عن مشاكل القلب يقل بنسبة 50 % بين المتفائلين.
وفي دراسة من 500 شخص جمعت المتفائلين والمتشائمين وتابعتهم لمدة 15 عاماً، وجدت أن المتفائلين لديهم جودة حياة أعلى، لهذا ربما يكونون أكثر مرونة في معالجة الإجهاد.