السودان: قيادي في "الحرية والتغيير" يخشى تجدد العنف في تظاهرات غد

الخرطوم - أعرب أحد قادة الحركة الاحتجاجية في السودان عن مخاوفه من تعرض المتظاهرين لأعمال عنف جديدة، مشدداً على أن "المجزرة" التي وقعت في الثالث من حزيران (يونيو)، مع "الفض الوحشي" لاعتصام المحتجين في الخرطوم، كانت بناء على نوايا مبيتة. ودعا تحالف "الحرية والتغيير" المنظم للاحتجاجات لتظاهرات حاشدة في الخرطوم وفي ارجاء البلاد في يوم غد الاحد، ضد المجلس العسكري الحاكم بعد إطاحة الرئيس عمر البشير في 11 نيسان(ابريل). وهي أول دعوة كبيرة للتظاهر في جميع ارجاء البلاد منذ حملة القمع الأمنية لاعتصام المحتجين أمام مقر الجيش في الخرطوم في الثالث من حزيران(يونيو)، التي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى في صفوف المتظاهرين. وقال بابكر فيصل القيادي في تحالف "الحرية والتغيير" إن "هذا يرجع للمجلس العسكري وطريقة تصرفه مع التظاهرات". وتابع في مقابلة مع وكالة فرانس برس "ما شهدناه في الاعتصام من فض وحشي يجعلنا نتوقع أن تتم ممارسة عنف في وجه المتظاهرين". وظل التوتر مرتفعاً بين الطرفين منذ فض الاعتصام الذي نفذه مسلحون ببزات عسكرية اجتاحوا ساحة الاعتصام وأطلقوا النار على المتظاهرين المعتصمين أمام مقر الجيش منذ 6 نيسان(ابريل)، وانهالوا عليهم بالضرب. يتذكر فيصل، الخبير في حل النزاعات، الأحداث قبل الفض الدامي للاعتصام، موضحا أن التحالف تواصل مع المجلس العسكري قبل ساعات من الهجوم للسؤال عن التواجد المكثف لعناصر الأمن حول موقع الاعتصام. وقال فيصل البالغ 49 عاما "نبهناهم إلى تقارير من الميدان بأن هناك حشودا عسكرية (لكنهم) قالوا إن هذه الحشود لا خوف منها". وتابع لم نكن "نتوقع أن يحدث هذا ... ولا بهذه الصورة الوحشية". وأضاف "فوجئنا بهذه المجزرة الي تمت مما يوضح أن النية كانت مبيتة". وقبل تفريق الاعتصام، تعهد قادة الجيش مرارا بعدم فض تجمع المتظاهرين. وقال فيصل "إذا كنا على علم بأدنى رغبة منهم (الجيش) لاستخدام الرصاص والقتل لكنا من طرفنا فضينا الاعتصام". وبات حشد المتظاهرين الآن تحديا كبيرا للمنظمين مع فرض المجلس العسكري حظرا على الانترنت في ارجاء البلاد، خصوصا على الهواتف المحمولة. ونظم المحتجون تظاهرات صغيرة ومتفرقة خلال الأيام الماضية لكن قوات مكافحة الشغب فرقتها بسرعة. وتم حشد عشرات الألوف من المتظاهرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في التظاهرات التي أدت لإطاحة البشير. لكن مع انقطاع الانترنت، لجأ قادة الاحتجاج الآن إلى تنظيم "حملات واسعة في الأحياء والولايات والمناطق"، حسب ما أفاد فيصل. وتقوم جهات دولية وإقليمية حاليا بجهود دبلوماسية مكثفة لحل الأزمة بين قادة الجيش وقادة الاحتجاج تتوسط فيها إثيوبيا والاتحاد الإفريقي في شكل أساسي. وقدم الوسيطان الأثيوبي والإفريقي مقترحا جديدا يتضمن تشكيل هيئة انتقالية من ثمانية مدنيين وسبعة عسكريين تحكم البلاد لمدة ثلاث سنوات، دون أن يشير إلى تشكيل البرلمان الانتقالي. وقبل انهيار المباحثات بين قادة الاحتجاج والجيش، وافق الطرفان على منح 67 % من مقاعد البرلمان الـ300 لممثلين عن حركة الاحتجاج. وتابع "لا نرغب في أن نسير في اتجاه الصدام لان هذا سيكون نتيجته الحتمية هي الفوضى"، مشيرا إلى الاقتصاد السوداني المتداعي الذي يعد أحد ابرز اسباب اندلاع الاحتجاجات ضد البشير في 19 كانون الأول(ديسمبر) الماضي. ويأمل فيصل أن يحدث اختراق قبل تظاهرات الأحد المرتقبة. "اذا وصلنا الي اتفاق ... ربما يبقى يوم 30 حزيران(يونيو)، يوم احتفال ويتحول الشارع للاحتفال" لا للتظاهر.-(أ ف ب)اضافة اعلان