السوق الحرفي في آثار جرش: عروض وتخفيضات .. وحركة شراء ضعيفة

صابرين الطعيمات

جرش – يشكو تجار السوق الحرفي في جرش من عزوف زوار المدينة الاثرية عن الشراء من سوقهم الحرفي بسبب ظروفهم الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا رغم التخفيضات والعروض التي يلجأ لها التجار في السوق والإجراءات التوفيرية التي اعتمدوها في عملهم لتخفيض مصروفاتهم الشهرية.اضافة اعلان
وأكد التجار أنه بعد تراجع الحالة الوبائية واحتمالية عودة ايام الحظر الشامل، فإن ذلك سيلحق ضررا كبيرا بتجار السوق الحرفي ويهدد بإغلاق محالهم، سيما بعد تراكم ديون باهظة عليهم، ولجوئهم إلى الاقتراض للحفاظ على محالهم وحرف أبائهم وأجدادهم تعمل.
وكان تجار السوق الحرفي، قاموا بعد قرار إلغاء حظر يوم الجمعة وبدء موسم السياحة الداخلية في مدينة جرش الأثرية، قبل نحو شهر بتعزيز وزيادة كمية بضائعهم وزيادة عدد عمالهم وتجهيز محالهم التجارية وتحديث ديكوراتها وصيانتها، عقب إغلاقها شهورا عديدة العام الماضي بسبب الجائحة.
وأكد التجار، أن الحركة السياحة عادت فعليا بعد أول يوم جمعة بلا حظر شامل، رغم ان اعداد الزوار متواضعة، مرجعين ذلك الى الظروف الجوية الحالية والمنخفضات الجوية المتتالية التي تتعرض لها المنطقة.
وتوقعوا ان تتحسن الحركة على السوق بعد تحسن الحالة الجوية وتعزيز البرامج السياحية، التي تخفض من تكلفة زيارة مدينة جرش الأثرية وتشجع السياحة الداخلية، وتشغيل برنامج المسارات السياحية.
وقال صلاح العياصرة المتحدث باسم تجار السوق الحرفي، وعددهم 48 تاجرا، ان تجار السوق قاموا بتجديد محالهم وشراء بضائع باهظة التكلفة بذمم مالية، بهدف تحسين حركة البيع والشراء في كل نهاية اسبوع، سيما ان حركة السياحة الداخلية تنشط في عطلة نهاية الأسبوع فقط، وخاصة يوم الجمعة وهو اليوم الوحيد الذي يدخل الزوار السوق الحرفي ويشترون بضائع منه ويوفرون مردودا مالي لتجار السوق يمكنهم من الإيفاء بجزء من التزاماتهم.
وبين أن التجار قاموا بتخفيض نفقاتهم وجدولة ديونهم والذمم المتراكمة عليهم، وعمل عروض وخصومات كبيرة على البضائع لغاية توفير أقل دخل مادي ممكن، يمكنهم من تغطية جزء من كلفة العمل.
ويعرى العياصرة، أنه في حال تمت إعادة حظر يوم الجمعة فإن هذا يهدد بإغلاق كل محال السوق الحرفي وخلق صفوف جديدة من المتعطلين عن العمل والعاملين في القطاع السياحي بشكل خاص، الذين يعدون من الفئات الأكثر تضررا في الجائحة.
وأضاف أن زوار المدينة الاثرية غير قادرين ماديا على الشراء من السوق الحرفي، بسبب ظروفهم الاقتصادية، مشيرا الى ان الاف الزوار يتوجهون إلى الغابات للتنزه فيها في حال تحسنت درجات الحرارة بحثا عن التنزه المجاني بغض النظر عن الخدمات السياحية التي تتوفر في الموقع.
ويرى العياصرة، أن سوء الحالة الوبائية في المملكة ينذر بضرر كبير على حركتي البيع والشراء في السوق الحرفي الذي يعد من اقدم الاسواق السياحية والأثرية على مستوى العالم، مؤكدا ان تجاره مصممين على الحفاظ على مهنة آبائهم وأجدادهم وتراثهم والحفاظ على هويتهم فيه رغم الظروف المالية الصعبة التي يمرون بها.
وبين أن إعادة حظر يوم الجمعة بسبب سوء الأوضاع الوبائية ينذر بكارثة جديدة للعاملين في القطاع السياحي، المرهق منذ شهور طويلة بسبب الجائحة.
وأوضح أن نسبة التحسن على حركة مبيعات السوق الحرفي وصلت 25 % خلال الأيام العادية واكثر من 35 % يوم الجمعة تحديدا وهو اليوم الأكثر مبيعا مقارنة مع باقي أيام الأسبوع التي تتراجع فيها حركة البيع والشراء بسبب الدوام الرسمي .
وأكد احد تجار السوق راكان العقيلي، ان تجار السوق الحرفي وباقي العاملين في القطاعات السياحية كانوا ينتظرون قرار فك الحظر عن يوم الجمعة بفارغ الصبر، سيما أن يوم الجمعة هو أقوى الايام سياحيا ويتوجه فيه الالاف الزوار إلى محافظة جرش وإلى مدينتها الأثرية بشكل خاص لقضاء يومهم في المدينة، فضلا عن قيام وزارة السياحة بتنظيم برامج سياحية متعددة تشجع المواطنين على السياحة الداخلية وتنشط الحركة الاقتصادية في المواقع السياحية المختلفة .
وتمنى العقيلي أن تقوم مختلف الجهات المعنية بتكثيف البرامج السياحية التي تشجع السياحة الداخلية في محافظة جرش وتنشيطها اقتصاديا، وتشغيل المسارات السياحية التي يقصدها الالاف الزوار كذلك ويقصدون السوق الحرفي كذلك.
ومن الجدير بالعلم ان تجار السوق الحرفي لا يقل عددهم عن 48 تاجرا، جميعهم تعرضوا لخسائر فادحة بسبب جائحة كورونا وتوقف الحركة السياحية بشكل كامل، فيما اضطر العديد منهم إلى إغلاق محالهم التجارية شهور متتالية والاستغناء عن عمالتهم، بسبب تراكم ديون عليهم بالاف الدنانير أثمانا لبضائعهم.